الوحدة… هو شعور فريد غريب…يشعر به الكثير منا في مرحلة ما من الحياة، ويخالج القلب في ريبة حتى يصعب علينا التعبير عنه، قد يفضل البعض منا هذا الشعور، ويعتبره ملاذه النفسي الآمن حيث يعتزل البشر وما يصاحبهم من صخب لا يطاق، في حين قد يمقته البعض الآخر، معتبرينه شبحا شريرا غير مرغوب فيه، وبالتالي ترى الذعر يصيبهم كلما وجدوا أنفسهم في فراغ مطبق وسكون، هم فقط وذواتهم من في المكان، يصارعون أفكارهم ويستنجدون ، حتى لا يجهز عليهم إجساس الوحدة الذي يرتعبون منه. نحن لا نصدر أحكاما هنا، بقدر ما نفصل في القول حتى تتمكن من موقعة نفسك، وتحديد الفريق الذي تنتمي إليه. سواء كنت من الفريق الأول أو الثاني، فإن هذه الأفلام ستساعدك في التفكير من أعلى، وستساعدك في سبر أغوارك النفسية وتغيير نظرتك للحياة.
Wild Strawberries (1957)
أسئلة مثيرة للفكر وموضوعات لاكتشاف الذات…تتحدث هذه الدراما السويدية الكلاسيكية عن الرجل العجوز والدكتور إيزاك بورغ ، وهو طبيب وباحث محترم ، يبلغ من العمر 78 عامًا. لقد تركته حياته باردًا ومنفصلًا وغير مهتم، وبينما هو في طريقه على متن السيارة للحصول على درجة فخرية من إحدى الجامعات، تتويجا لمساره الزاخر في الحياة، يجد نفسه في مواجهة الماضي، حيت تنتابه ذكريات وتطرح في ذهنه أسئلة وجودية.
Wild Strawberries هو فيلم بل رحلة طريق مؤثرة، مليئة بالحوارات المعبرة والرمزية التي حتما ستغير فيك شيئا، ومشاهدتك للفيلم تجربة جميلة جديرة حتما بعيشها.
Red Desert (1964)
Red Desert … هو أول فيلم ملون يحطم القلب، للمخرج مايكل أنجلو أنطونيوني ، حيث يصور صراعا مؤسفا لامرأة مع مشاعر الاغتراب والارتباك. من خلال الاستخدام اللامع للألوان، يقدم أنطونيوني بيئة عاطفية ومذهلة بصريًا تعبر عن المعاناة النفسية للبطلة.
تلعب مونيكا فيتي دور جوليانا ، وهي أم في ريعان شبابها، متزوجة من أوغو الذي يشتغل كمدير لمصنع كيماويات محلي. مع زوجها الجاف والأجواء الساكنة، تفتقر جوليانا إلى الدعم العاطفي والاهتمام الذي تسعى إليه بشدة. مع هذا الإهمال ، تنهار حالة جوليانا النفسية بسرعة، ويتسرب إلى قلبها اليأس الساحق والاكتئاب والألم. يعد الفيلم دراسة نفسية عميقة تجيب عن سؤال: كيف يمكن للفتور والاحتراق أن يحول القلب إلى زهرة ذابلة، بطريقة تحفر في الذهن.
Three Colors: Blue (1994)
“ثلاثة ألوان: الأزرق” هو فيلم فرنسي وجزء من ثلاثية، من إخراج المخرج الفرنسي الشهيركرزيستوف كيسلوفسكي. حصل الفيلم على العديد من الجوائز.
يعد الفيلم الحلقة الأولى في ثلاثية كيسلوفسكي، وتتمحور حول شعار فرنسا الوطني ، الحرية ، المساواة ، والأخوة. وتدور الأحداث حول جولي ، الملحنة البارعة ، التي تفقد زوجها وابنتها الصغيرة في حادث سيارة، فتدخل في محاولة لبدء حياة جديدة خالية من الالتزامات الشخصية أو الحزن أو الحب ، وذلك من خلال عزل نفسها عن المجتمع والعيش بشكل مستقل تمامًا ، دون الكشف عن هويتها ، وفي عزلة في باريس. إن الفيلم عبارة عن قصة جميلة عن اكتشاف الذات وتحرير النفس من عبء العالم. لذا لا تفوت فرصة مشاهدة الفيلم! ولوحدك!
Birdman or “The Unexpected Virtue of Ignorance” (2014)
ريغان رجل يكافح من أجل ترك بصمته في العالم، بعد أن حقق شهرة باسم “بيردمان” ، ابتعد طواعية عن الدور الذي اشتهر به، حينها يبدأ في مقاتلة الأصوات الداخلية التي تجعله يعتقد أنه أقوى مما يمكن لأي شخص أن يتخيله. حيث يختار إطلاق العنان للرجل الذي مثله منذ أكثر من 20 عامًا. مصممًا على إنجاح مسرحيته ، يتغلب ريغان على عقبة تلو الأخرى من أجل ضمان نجاح مسرحيته، رفقة ابنته والممثلين الذين اختارهم ، يعمل ريغان على التعامل مع حقائق الحياة، والبحث عن السلام الداخلي والحرية أثناء الرحلة التي يأخذها المحفوفة بمشاعر الوحدة والاغتراب والضياع.
Where the Wild Things Are (2009)
من إخراج سبايك جونيز، يحكي الفيلم عن قصة طفل صغير يدعى ماكس ، يتمتع بخيال واسع وحياة مستقرة، إلى أن دخل فجأة في دوامة من المشاعر السلبية بسبب إحساسه بالإهمال، فيقرر الابتعاد عن المنزل بعد خلاف مع كلير (أخته) وأصدقائها ، بالإضافة إلى الانهيار الذي يصيبه نتيجة اهتمام والدته بحبيبها أكثر من اهتمامه به.
ماكس ، الذي يرتدي زي الذئب، يهرع هاربا جسديًا وذهنيا إلى مكان ما في مخيلته. إلى كوكب يقع فوق المحيط ، وهو موطن لكائنات برية ضخمة ، من بينها مخلوقة عملاقة لطيفة تُدعى كارول ، تمتلك شخصية مشابهة لماكس حيث يصبحان أصدقاء أعزاء، بعد أن أعلن نفسه ملكًا على كل عالم الكائنات الغريبة، بدعوى امتلاكه القدرة على إصلاح جميع مشكلاتهم ببراعة.
يحتوي هذا الفيلم على مستويات عديدة من المشاعر كما أنه مناسب لكل الأشخاص من جميع الأعمار ، على الرغم من أن البعض قد يخطئ في اعتباره فيلمًا للأطفال فقط. فقد تطرق المخرج سبايك جونيز لموضوع الشعور بالوحدة والعزلة ومعانقة الأحلام والتحليق عاليا في الخيالات الإبداعية.
