دائمًا ما كانت المباريات بين الفرق التي يُدربها بيب جوارديولا ضد يورجن كلوب مثيرة للاهتمام منذ أن بدأت في ألمانيا قبل تسع سنوات وانتقل الصراع بين اثنين من أفضل المدربين في تاريخ كرة القدم الحديثة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يُسيطر عليه ليفربول والسيتي في السنوات الخمس الماضية.
في المواجهات الـ 24 بين فِرق جوارديولا وكلوب، كان هناك ستة تعادلات، حيث فاز كلوب بعشر مباريات مقارنة بثماني مباريات لغوارديولا. ومع ذلك، تمكنت الفرق التي يديرها بيب من تسجيل هدفين أكثر في المباريات التي تواجه فيها المُدربان ضد بعضهما البعض، مما يُسلط الضوء على مدى صعوبة المعركة.

من بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند إلى مانشستر سيتي وليفربول، قام الاثنان بتغيير وجهة المنافسة ولكن ليس حدتها المعهودة في السنوات العشر الماضية، حيث كانت هناك بعض المباريات المثيرة بين الأندية تحت وصاية الرجلين. مع مواجهة ليفربول ضد السيتي المُرتقبة في أنفيلد هذا الأحد، لنُلقي نظرة سويًا على خمس من أفضل المباريات بين بيب جوارديولا ويورجن كلوب.
بوروسيا دورتموند 4-2 بايرن ميونيخ، يوليو 2013

بعد شهرين من مواجهة عملاقي الكرة الألمانية لبعضعهما البعض في نهائي دوري أبطال أوروبا، استقبل بوروسيا دورتموند بايرن ميونيخ في ملعب سيجنال إيدونا بارك من أجل كأس السوبر الألماني، سعياً للانتقام من منافسه البافاري.
في أول لقاء على الإطلاق بين يورجن كلوب وبيب جوارديولا – الذي كان قد تولى للتو منصب المدير الفني لبايرن بعد فترة أسطورية في برشلونة – كان كلوب هو الذي سدد الضربة الأولى. هدفان من ماركو رويس، سجل أيضًا المدافع دانييل فان بويتن هدف في مرماه، وهدف رابع من إلكاي جوندوجان أمّن فوز دورتموند بنتيجة 4-2.
سجل آريين روبن هدفين، لكن جهوده باءت بالفشل في مباراة هجومية مثيرة نجحت أن تُطلق شرارة المنافسة بين بيب جوارديولا ضد يورجن كلوب التي لم تنطفئ حتى وقت كتابة تلك السطور.
ليفربول 4-3 مانشستر سيتي، يناير 2018

بعد الخسارة بخماسية نظيفة في بداية الموسم في مباراة شهدت طرد ساديو ماني لتدخله العنيف على الحارس البرازيلي إيديرسون، استجمع ليفربول تحت قيادة كلوب قواه وبدأ في إظهار علامات تدل على أنه فريق يبدو قادرًا حقًا على الفوز بالألقاب.
في حين أن السيتي كان مُتربعًا بشكل مريح على قمة الجدول عندما زار أنفيلد في يناير 2018، ولا يزال دون هزيمة، ستحدد هذه المباراة الطرف الثاني في صراع اللقب على مدى السنوات الخمس المقبلة. نجح الريدز في اقتناص الفوز بأربعة أهداف مقابل ثلاثة وهي النتيجة التي كسرت أنف السيتي إلى حد كبير – جسدت بداية فريق ليفربول الصاعد.
انتهى الشوط الأول بالتعادل الإيجابي بهدف لهدف، لكن ليفربول شرع بعد ذلك في التفوق على السيتي في وقت مبكر من الشوط الثاني، وسجل ثلاثة أهداف سريعة دون رد من خلال الثلاثي المُرعب روبرتو فيرمينو وساديو ماني ومحمد صلاح. سدد ماني كرة رائعة في الزاوية العليا بقدمه اليسرى الأضعف، في حين سجل الملك المصري محمد صلاح هدفًا لن يُنسى في إيدرسون من على بُعد 40 ياردة، في مباراة كانت بداية التألق لخط هجوم ليفربول الذي سيبرز نجمه بقوة خلال السنوات القليلة التالية.
أتت الأهداف المتأخرة لبرناردو سيلفا وإيلكاي جوندوجان لتُزوّد السيتي ببصيص أمل في إدراك التعادل، وسط تراجع ليفربول، لكن الريدز تمكنوا من الصمود وأظهروا أنهم سيكونوا قادرين على المنافسة بقوة خلال السنوات القادمة. في الواقع، وصلوا ذلك الموسم إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وخسروا أمام ريال مدريد في سيناريو خُزعبلي لن يتكرر لو أعيدت المباراة 100 مرة، لكن سيتي فاز بلقب الدوري في النهاية عن جدارة واستحقاق، ونجح في أن يكون أول فريق في الدوري الإنجليزي يصل إلى 100 نقطة.
مانشستر سيتي 1-2 ليفربول، أبريل 2018

يمكن القول إن مباراة الإياب في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لذلك الموسم كانت بمثابة إشارة لبداية منافسة إنجليزية جديدة. كان لدى الفريقين أفضل اللاعبين حينها في عالم كرة القدم، ولكن ربما كان ما جعل المباراة أكثر إثارة للاهتمام هو أن الفريقين كانا نقيضين لأسلوب بعضهما البعض. ركز السيتي على الاستحواذ والتمريرات القصيرة والحادة لاختراق الدفاعات بينما اعتمد ليفربول على أسلوب الضغط الشهير Gagenpressing والهجوم بقوة وحِدّة.
دخل ليفربول مباراة الإياب بشجاعة وثقة مُستفيدًا من فوزه ذهابًا بثلاثية نظيفة وبدا مُصممًا على الخروج بتعادل. ومع ذلك، فإن سيتي، الذي يحتاج إلى بداية سريعة لتعويض تأخره 3-0 في مباراة الذهاب، سجل في الدقيقة الثانية فقط عن طريق جابرييل جيسوس ليُحيي آماله في تحقيق الريمونتادا منذ البداية.
مع اختيار بيب جوارديولا لتشكيلة هجومية للغاية – دي بروين وديفيد سيلفا وبرناردو سيلفا خلف ستيرلنج وجيسوس وساني – كان يأمل في اللحاق بليفربول على حين غرة. لقد فعل ذلك بالضبط. سيطر السيتي على الشوط الأول لكنه لم يستطع تخفيض فارق النتيجة أكثر من ذلك.
ارتطمت كرة برناردو سيلفا بالقائم بشكل مؤلم، قبل إلغاء هدف من ليروي ساني بداعي التسلل في قرار مثير للجدل. منذ تلك اللحظة، دخل ليفربول المباراة بقوة وبحلول الشوط الثاني بدأت خطورته تظهر على مرمى إيديرسون.
نجح صلاح في تسجيل هدف التعادل بحلول الدقيقة 56 قبل أن يقتل روبرتو فيرمينو أي فرصة لعودة السيتي في النتيجة بالدقيقة 77 ليرسل ليفربول إلى نصف النهائي.
مانشستر سيتي 2-1 ليفربول، يناير 2019

مع تأخر سيتي عن ليفربول في الدوري بفارق سبع نقاط، دخل رجال بيب المباراة وهم يعلمون أنه لا بديل عن الفوز. هاجم الإسباني مرة أخرى ليفربول، وكان حريصًا على جعل المباراة في منطقة جزاء الريدز وجعلهم يتقهقرون إلى نصف ملعبهم.
كانت شباك السيتي قريبة من الاهتزاز، وذلك عندما تمكن جون ستونز للتو من منع الكرة من عبور الخط بالكامل بسبب سوء تفاهم مع حارسه إيدرسون.
تم منع هدف عن طريق كرة سيرجيو أجويرو القريبة من القائم من قبل أليسون، وبدا التعادل 1-1 حتميًا للطرفين في النهاية. ولكن نجح ساني في تأمين جميع النقاط الثلاث للأبطال عبر كرة رائعة في شباك أليسون، ليتمكن السيتي من تقليص الفارق إلى أربع نقاط فقط في صراع الدوري.
لم يكن ذلك النبأ السار الوحيد فقط لأزرق مانشستر حيث نجح في الفوز بالدوري في اليوم الأخير من الموسم بفارق نقطة واحدة فقط، بينما فاز ليفربول بدوري أبطال أوروبا بدلاً من اللقب المحلي الغائب.
ليفربول 2-2 مانشستر سيتي، أكتوبر 2021

ربما يوجد الكثير للحديث عنه في المواجهة التي انتهت بالتعادل 2-2 في أبريل 2022، لكن الجودة التي ظهرت في مواجهة أكتوبر من السابق كانت هائلة.
من الإنهاء الرائع لفيل فودين من زاوية حادة إلى هدف محمد صلاح المذهل الحائز على جائزة هدف الموسم إلى انطلاقة برناردو سيلفا الرائعة التي أخرجت خمسة من لاعبي ليفربول من اللعبة، كان الأفضل في عالم كرة القدم في العالم يلعبون في آنفيلد مساء ذلك اليوم.
جاءت جميع الأهداف الأربعة في غضون 22 دقيقة فقط في الشوط الثاني أيضًا، بعد 45 دقيقة أولى متقنة حيث لم يتمكن أيًا من الفريقين من هز الشباك، على الرغم من بعض الفرص المذهلة.
كان من الممكن أن يُطرد جيمس ميلنر بعد عرقلة لاعبي السيتي عدة مرات طوال المباراة، والتي كان يجب أن يحصل بسببها على بطاقة حمراء لو كان هناك حكم آخر، لكنه لم يتلق أوامر بالسير خارج الملعب مطلقًا. كان بيب غاضبًا، لكن مانشستر سيتي كان الأكثر حظًا في تلك المباراة بالتأكيد، خاصة عند النظر إلى أنهما كان عليه أن يأتي من الخلف مرتين.