نحن في ختام فصل الصيف الآن، وسواء كنت تتسكع على شاطئ إحدى المدن الساحلية أو تُقضي إجازة صيفية مع الأصدقاء في إحدى المنتجعات السياحية أو تقضي وقتًا طويلاً تحت الشمس، فلا شك أن مشاهدة فيلم خفيف ولطيف طريقة رائعة لإنهاء هذا الفصل الحارق والاستعداد لأجواء فصل الخريف الساحرة.
لذا قم بتحضير وجبتك المفضلة وأجلس على أريكتك وأغلق هاتفك واستمتع بمشاهدة واحد من تلك الأفلام الجميلة مُطلقًا قبلة الوداع لأشهر الصيف الحارة.
Bullet Train
قلة من الممثلين في هوليوود اليوم أكثر اتساقًا ونجاحًا من الميجا ستار براد بيت، وفيلمه الأخير “Bullet Train” عبارة عن وجبة ترفيهية خفيفة يُنصح بها هذه الأيام بشدة.
من إخراج David Leitch صاحب بصمة Deadpool، يتحدث الفيلم عن قاتل مأجور يُدعى Ladybug يحاول أن يعود إلى طريق الصواب وتتمثل مهمته الأخيرة قبل اعتزال المهنة في استرجاع حقيبة بسيطة في قطار رصاصة ياباني. سرعان ما سيُدرك براد بيت أنها ليست حقيبة عادية بل يبدو الأمر أكبر من ذلك بكثير، ويتورط في مطاردة قاتلة بين القتلة الآخرين المُتواجدين على متن القطار.
طوال الفيلم، لدينا مواقف كوميدية مضحكة للغاية ومشاهد أكشن تم تأديتها ببراعة وإبداع بواسطة بيت. على الرغم من أن هذا الفيلم ليس مثالياً، إلا أنه يُعد مشاهدة مسلية وواحدة من تلك التجارب الرائعة والخفيفة التي يُمكنك مشاهدتها على أطلال نسمات سبتمبر الرائعة بمفردك أو مع العائلة والأصدقاء.
Prey
بعد الجزء الأول الرائع في عام 1987، كانت جميع أجزاء “The Predator” اللاحقة مُخيبة للآمال نسبيًا لكل من المعجبين والنقاد. وهكذا، كنت متشككًا بعض الشيء عندما سمعت أن هناك فيلمًا جديدًا لمحاولة إصلاح الفشل السابق. لم أكن أعتقد أن هذا الفيلم الجديد “Prey” سيضيف شيئًا إلى السلسلة ولكني كنت مُخطئًا.
من إخراج Dan Trachtenberg المبدع الذي طلّ علينا سابقًا من خلال مُسلسلي Black Mirror وThe Boys وفيلم 10 Cloverfield Lane، ومن بطولة Amber Midthunger، تدور أحداث “Prey” منذ ما يقرب من 300 عام في السهول الشمالية الكبرى بأمريكا الشمالية. يسمح مكان الفيلم وعصره ببعض من أكثر المشاهد تميزًا في سلسلة “بريداتور” بأكملها وأفلام الأكشن بشكل عام.
لطالما كان “The Predator” أحد أروع أفلام الكائنات الفضائية، وتعد القدرة على رؤية هذا الفيلم الجديد يتوافق مع متطلبات السينما الحديثة ويتلاشى أخطاء جميع الأجزاء السابقة، أمرًا ممتعًا حقًا. لقد أعطى “Prey” إحساسًا أصيلًا حقًا، على الرغم من حقيقة أنه الفيلم السابع في السلسلة، وننصح بمشاهدته بشدة في تلك الأيام وخصوصًا أن فصل الصيف يلفظ أنفاسه الأخيرة.
RRR
لن تكتمل أي محادثة حول الأفلام التي يجب أن تُنهي بها صيف 2022 بدون ترشيح أحد أفلام منصات البث. منذ بداية وباء كوفيد 19، عملت العديد من هذه المنصات على تحسين الجودة السينمائية لأفلامها الأصلية.
حتى هذا الصيف، لم يكن لدي مُجتمع السينما العالمي تجارب لطيفة مع أفلام بوليوود سوى مع نماذج تُعد على أصابع اليد الواحد مثل 3 Idiots وSlumdog Millionaire، لكن كل ذلك تغير مع إصدار فيلم الأكشن المذهل، “RRR” على Netflix. من إخراج S.S. Rajamouli، تركز هذه الملحمة السينيمائية التي تبلغ مدتها ثلاث ساعات على قصة خيالية لثوريين مبارزين في الهند في عشرينيات القرن الماضي.
في حين أن وقت الفيلم قد يبدو طويلاً، ألا أن المخرج نجح بامتياز في استغلال كل جزء من الثانية من الساعات الثلاث لتقديم تجربة فنية ممتعة للمشاهد، ولا توجد أبدًا أي لحظة مملة في مسار أحداث الفيلم. مثل العديد من أفلام بوليوود الكلاسيكية، يتميز فيلم “RRR” بالعديد من المشاهد الكبيرة والمفرطة من الأكشن والرومانسية والرقص والكوميديا، مما يأخذ الجمهور في رحلة لا تُنسى حقًا.
واقعية الفيلم تجعله مميزًا حقًا. في العام الحالي، كان هناك الكثير من التوتر في العلاقة بين شركات الإنتاج الكبيرة ومجتمع المهتمين بالمؤثرات البصرية السينيمائية، مما أدى إلى بعض مشاريع CGI التي تبدو مستعجلة، أو غير مكتملة في بعض الحالات. يستخدم “RRR” مجموعات ممثلين حقيقية وإضافات واقعية لجعل كل مشهد أكشن يتسم بالأصالة، بينما تضيف “بعض” الاستخدامات المختصرة لـ CGI الكثير إلى واقعية الفيلم. بالنسبة لأي شخص من محبي أفلام الأكشن المُسلية والممتعة، فإن “RRR” من الأفلام التي يجب مشاهدتها وخصوصًا مع قرب انتهاء حرارة الصيف الملتهبة التي صدرّت الكثير من الطاقة السلبية وحالت دون مشاهدتنا للعديد من الأفلام الرائعة.
Elvis
بطولة النجم الشاب أوستن بتلر وتوم هانكس وإخراج باز لورمان (Moulin Rouge)، هذا الفيلم هو نظرة رائعة على ملك الروك أند رول إلفيس بريسلي أحد أكثر الشخصيات إثارة واستقطابًا في تاريخ الموسيقى. اشتهر بحركات رقصه الموحية وإدخاله لثقافة وإيقاع وأسلوب موسيقى الروك أند رول لعامة الناس.
قام هذا الفيلم بعمل رائع في إظهار النجاحات والانخفاضات في حياة المطرب المهنية. كان أداء بتلر مثل بريسلي رائعًا – لقد قام بعمل ممتاز في إتقان هذا الدور وعمل محاكاة شبه مثالية لأداء المطرب العظيم.
بتلر نجح بامتياز في مهمة التحدي الفريدة المتمثلة في تصوير إلفيس في كل مرحلة من مراحل حياته المهنية، من موسيقي إلفيس الشاب الذي تسبب في أعمال شغب بحركات رقصه الاستفزازية إلى النجم الذي يؤدي حفلات عملاقة في “فندق إنترناشونال” الأسطوري في لاس فيجاس. بشكل مثير للإعجاب، باتلر نجح في تمثيل كل جانب من الشخصية خاصة به.
كان باتلر قادرًا على إضفاء الطابع الإنساني على شخص كان يتسم دائمًا بمظهر أيقونيًا، ونجح في أخذ الجمهور في رحلة ممتعة حقًا عبر عالم أيقونة موسيقى الروك أند رول.
Top Gun: Maverick
فيلم جبّار بمعنى الكلمة، نجح في الاستحواذ على عقول الجماهير وكان الموضوع الرئيسي على طاولة جميع النقاد والمعجبين. من بطولة الأيقونة الخالدة توم كروز وبطلة التحفة الفنية Requiem for a Dream جينيفر كونلي، ومايلز تيلر الذي عرّف الجمهور بنفسه من خلال Whiplash، يأتي إلينا الجزء الجديد من فيلم Top Gun الكلاسيكي لعام 1986 مع تجربة مشاهدة واعدة تُقدم الكثير للمُشاهد.
من المشاهد التي تم تصويرها مباشرة في الطائرات المقاتلة، إلى التناغم المذهل بين طاقم الفيلم المُرصّع بالنجوم، هذا الفيلم هو إثارة مطلقة، سواء كنت قد شاهدت الفيلم الأصلي أم لا. في حين أن نجم هذا الفيلم هو بلا شك الساحر توم كروز، إلا أنه يقوم بعمل رائع في السماح للممثلين الداعمين، مثل كونلي وتيلر بالتألق والتوهج.
تعتبر العلاقة التي تظهر على الشاشة بين كروز وتيلر هي القلب النابض للفيلم، والكيمياء التي بينهم خاصة للغاية. بالإضافة إلى كونه مسليًا للغاية، حاز فيلم Top Gun: Maverick على المركز الأول في إيرادات دور العرض طوال الأشهر الماضية واستحق لقب أفضل فيلم في صيف 2022.
بعد عامين من الوباء والحظر المفروض على قاعات السينما، بالإضافة إلى التدفق الهائل للأفلام على منصات البث، شك الكثير من الناس في أن شباك التذاكر سيكون قادرًا على العودة بالكامل إلى نجاحه السابق. لكن فيلم Top Gun: Maverick الذي كان معروضًا في دور السينما لأكثر من ثلاثة أشهر، حقق حوالي 1.4 مليار دولار في جميع أنحاء العالم.