يحظى فيلم 12 Angry Men المقتبس من مسرحية سيدني لوميت عام 1957 بتقدير كبير اليوم، وقد تناول الفيلم قضايا التحيز والعنصرية والاحساس بالذنب وحل النزاعات بطريقة غير مسبوقة، والأغرب من ذلك هو أن أحداث الفيلم كاملة تدور في غرفة واحدة، وهو ما يعتبرشيئا إيجابيا يحسب للفيلم، فالنجاح في تلخيص فضاءات الفيلم بكل حواراته وأحداثه المتشعبة في مكان واحد ليس بالشيء الهين. إن كل عوامل تفوق الفيلم جعله نموذجا يدرس ويحتذى به لعقود في الفصول الدراسية في جميع أنحاء العالم، وذلك لتعليم الطلاب تقنيات التفاوض. إنه من الأفلام التي تجبر المشاهدين على التفكير في موقفهم بناءً على مدى ارتباطهم بالشخصيات وهو ما يجعلها تجربة سينمائية فريدة ومتميزة دون شك. وفي هذا المقال، نقدم لكم مقاربة تحليلية ونقدية لهذه التحفة السينمائية الخالدة من خلال استعراض حقائق لم تكن تعرفها عن الفيلم من قبل.
مشاعر وتعابير خارج الشاشة
إن المستويات المتزايدة من الانزعاج والضغط التي يشعر بها أعضاء هيئة المحلفين تكاد تكون واضحة لدرجة القول أنها خرجت من الشاشة وأصبحنا قادرين على مشاهدتهم وكأنهم بيننا من شدة واقعيتها، ويرجع الفضل في هذا التصوير الواقعي للمشاعر والتفاعلات العاطفية إلى وضع كاميرات فوق مستوى العين، مما يعطي تصورًا بمسافة أكبر بين الشخصيات. ثم الانتقال بعد ذلك إلى وضع الكاميرات تحت مستوى العين، مما أعطى انطباعا بالضيق وأشار إلى رهاب الأماكن المغلقة الناجم عن قضاء المحلفين لساعات طوال داخل غرفة صغيرة وساخنة، مع وجود الكثير من التوتر الذي يغلف الأجواء.
تدريب مكثف
كانت عملية التدريب والإعداد للفيلم شاقة للممثلين، فقد أجبر المخرج سيدني لوميت الممثلين على البقاء في نفس الغرفة لعدة ساعات متتالية وقراءة سطورهم مرارًا وتكرارًا قبل أن يصوروا، والغرض من ذلك حسب المخرج هو إعطاء الممثلين إحساسًا حقيقيًا إزاء الشعور بالبقاء في عزلة عن العالم داخل غرفة صغيرة رفقة 12 من الرجال العنيدين.
غموض وتستر
لم يتم التطرق لجنسية أو عرق المدعى عليه في الفيلم، لذلك فالجمهور لا يعرف بالضبط ما هي إثنية أو الدولة التي قدم منها المراهق قيد المحاكمة، في الحقيقة لقد تعمد المخرج ذلك لأن الشيء الوحيد الذي وجد المخرج أنه مهم للجمهور أن يعرفه: هو أنه لم يكن من أصل أوروبي شمالي، وبالتالي فتحيز المحلفين وعنصريتهم تجاهه سيلعبان دورًا كبيرًا في عملية التفاوض لتحديد الحكم.
التسلسل الزمني لفيلم 12 Angry Men
عند مشاهدة الفيلم، نلاحظ أن مشاهد الفيلم صورت بترتيب زمني، لأن أسلوب التصوير والعروض المذهلة للممثلين شكلت هذا المظهر الدقيق. لكن في الواقع، معظم لقطات 12 Angry Men تم تصويرها بشكل منفصل وذهابًا وإيابًا، دون احترام أي معيار زمني أو تراتبي على الإطلاق. كما كان هناك أكثر من 300 لقطة منفصلة وتم تصوير العديد من اللقطات بواسطة الممثلين وحدهم، ثم تم تحريرها مع الفريق في وقت لاحق.
بدون أسماء
نظرا إلى أن أعضاء لجنة التحكيم الاثني عشر هم الشخصيات الرئيسية في الفيلم، فمن المتوقع أن تكون لهم أسماء. لم يكن هذا هو الحال في 12 Angry Men ، حيث تم إعطاء عضوين فقط اسمًا، المحلف رقم 8، المسمى السيد “ديفيس” ، والمحلف رقم 9 ، المسمى السيد “مكاردلي”.
صلاحيات المحلفين
على الرغم من أن شخصية هنري فوندا هي التي تلعب دورًا كبيرًا في تغيير الحكم في نهاية المطاف، إلا أن العديد من الأشياء التي قام بها بصفته محلفا لا تجوز ولا ينبغي أن يقوم بها أحد أعضاء هيئة المحلفين، فزيارة مسرح الجريمة ، وشراء سلاح مشابه، والمضاربة من خلاله ليست من صلاحياته، في حين يجب على أعضاء هيئة المحلفين أن يبنيوا قرارهم فقط على الحقائق التي قدمها الدفاع والادعاء ، وليس على نتائجهم وتكهناتهم.