شهدت شبكة نتفليكس الشهيرة عبر تاريخها تحولات جذرية هامة جعلتها تصل إلى موقعها اليوم كأكبر شبكة بث مسلسلات وأفلام عبر الإنترنت، بدءاً من شركة تعمل في مجال بيع وتأجير أقراص الـ DVD، ثم تحولها إلى شبكة بث للأفلام والمسلسلات، قبل أن تضيف إلى قائمة نشاطاتها في السنوات الأخيرة إنتاج الأعمال الأصلية الخاصة بها. في مقالنا لليوم سنستعرض 3 من أفضل إنتاجات نتفليكس الأصلية في مجال المسلسلات لعام 2021، فلنباشر:
Maid:
تم بناء المسلسل على مذكّرات شخصية خيالية تحمل ذات الاسم لستيفاني لاند، لكنّها في الواقع تحاكي معاناة لاند أثناء عملها كمدبرة منزل بعد هروبها من علاقة سيئة. تتبع القصة شخصية أليكس (مارغريت كوالي)، وهي أمّ بعمر 25 عاماً لطفلة صغيرة، تهرب بها في منتصف الليل من بغية الابتعاد عن حياتها السابقة. تبدأ أليكس رحلتها في البحث عن الاستقلال وتأمين حياة أفضل لطفلتها، لكنّها تواجه عقبات عديدة أثناء هذه الرحلة، بدءاً من العزلة التي تجد نفسها واقعة فيها، وليس انتهاء بصعوبات التسجيل في برامج الإعانة والدعم الأسري. يسلّط المسلسل بشكل مثالي الضوء على العديد من الظواهر الاجتماعية أهمّها الفقر بوجهه القبيح، والعنف الأسريّ وما يسببه من أزمات نفسية للطرف المتضرر، وتبرز أهمية المسلسل في هذه النقطة في أنّ القليل ممن يتعرضون لهذا العنف تتم مشاركة قصصهم بشكل واسع النطاق كما هو الحال هنا. من أبرز السمات التي ميّزت المسلسل عن غيره من أعمال هذه السنة هو العفوية والبعد عن التكلّف في إيصال الرسالة التي يقوم عليها العمل، على الرغم من المواضيع القاسية التي ناقشها.
The Chair:
في حين يغرق عالم المسلسلات الأمريكي بمسلسلات تدور حول حياة الثانوية، فهو على الناحية الأخرى يعاني في المراحل التدريسية التي تليها، خصوصاً إذا ما كان موضوع المسلسل غير مركّز على الطلاب. يقوم مسلسل The Chair بتسليط الضوء على الحياة الأكاديمية في الجامعات الأمريكية من خلال جي-يون كيم (ساندرا أو)، وهي أول امرأة تستلم منصب عمادة قسم اللغة الإنجليزية في جامعة خيالية تدعى جامعة Ivy League. تبدأ كيم مهمّتها بحماس وثقة كبيرين تهدف من خلالهما إلى إحداث تغييرات وتحسينات في الكلية، إلا أنّ آمالها ترتطم بمشاكل موروثة مع المنصب لم تكن في الحسبان، خصوصاً فيما يخصّ فضيحة يقع فيها زميلهما وصديقها بيل دوبسون (جاي دوبلاس). يناقش المسلسل من خلال حلقاته الستّ ذات الثلاثين دقيقة العديد من القضايا المفصلية، كالتصنيف العرقي والجنسي، الحرية الفكرية، وتبني أطفال من أعراق مختلفة. على الرغم من أنّ المسلسل يعاب عليه بعض الشيء طوله الذي كان بالإمكان زيادته للتوسع في الأحداث بشكل أكبر، إلا أن العمل يستحق مكانه بكل تأكيد في هذه القائمة.
Squid Game:
بعد أن ربح فيلم Parasite جائزة الأوسكار لأفضل فيلم عن عام 2019، بدأ المشاهد المتحدث بالإنجليزية –والأمريكي خصوصاً- يتجاوز عقدة الترجمة الملحقة بالعرض، ويطور شغفاً جديداً نسبياً تجاه الأفلام والمسلسلات غير الناطقة بالإنجليزية، ومسلسل Squid Game الكوري خير مثال على ذلك. تدور أحداث المسلسل حول مجموعة من الأفراد المثقلين بالديون، يتعرضون للاختطاف من قبل عصابة غامضة من المقنعين الذين يعرضون عليهم جائزة مالية هائلة تجعلهم قادرين على تسديد ديونهم في حال فوزهم بالمسابقة التي سيقيمونها، لكن مع بداية اللعبة الأولى من المسابقة، يكتشف المشتركون أن خطر الخسارة أكبر بكثير مما كانوا يتصورونه، فالرهان أصبح رهان فوز، أو موت. حقق المسلسل نجاحاً باهراً، ووصل إلى شعبية جعلته المسلسل الأكثر مشاهدة في تاريخ شبكة نتفليكس.
