لست من مجانين ومحبي أفلام نولان، فيلمي المفضل له هو “دونكيرك”، إذن ماذا لو كان الفيلم الذي سأشاهده هو أكثر تعقيدا بكثير مما سبقوه الذي لست من محبيهم أبدا، تمنيت قبل مشاهدتي للفيلم أن يكون نولان قد ظلم من ناحية الأراء بسبب من يدعون بعض الأعمال بالمعقدة لكي يشعروا بأنهم يفعلون شيئا ذو أهمية.
إننا نعيش في عالم الشفق، ولا أصدقاء عند الغسق، لا يملك سوي كلمة واحدة، يحارب بها من أجل البقاء، ملحمة جاسوسية عبر الزمن، معقده ولكن إذا نظرت من بعيد ستجدها تحفة فنية، عندما أموت، يموت العالم معي، وبدون إيمان، لن تكون إنسانا وستصبح مجنونا، هنا الجميع ينظر إلي العالم بشكل مختلف.
الفيلم يمتلك واحده من أجمل الإفتتاحيات، وبموسيقي رائعة، أراد نولان أن يصنع إفتتاحية مثل أفلام جيمس بوند وأن يدخلنا بأحداث الفيلم سريعا ويزرع بداخلنا الفضول والتشويق وهذا ما نجح فيه ببراعه.
Don’t try to understand it. Feel it.
في بداية الفيلم كان البطل مثلنا تماما يتسائل ويتعجب مما يحدث، يريد أن يكشف اللغز، كنا معه يتضح لنا ما يتضح له ونفهم ما يفهمه، أنني لم أري الفيلم بذلك التعقيد الذي تحدث الجميع عنه، وعندما جاء النصف الثاني ذهب هو في طريق ونحن في طريق أخر، لا نري تلك الأفكار وهذا النوع من الأفلام كل يوم، حتي أستطيع أن أكمل معه الطريق، ماذا حدث هنا وماذا حدث هناك؟ ظللت أردد هكذا حتي تلاقينا في النهاية، لكنني لم أحصل ما حصل هو عليه في طريقه، فظلت بعض الأحداث غير مفهومه.
شخصية “روبرت باتينسون” لم تظهر كثيرا، ولم أفهم ما سبب وجودها في القصة، شعرت أنها مقحمه أو لم يتم بناء خلفيه لها وظهرت سريعا بدون تقديم مسبق، لم أحبها بصراحه، رغم وضوح قصتها في النهايه.
الشرير في الفيلم كان كالمعتاد في السنوات الأخيرة، فلم يتم بناءه بشكل سليم، شعرت بالغرابة في تصرفاته، كيف تبني شخصية كتلك بكل الصفات التي عرضتها لنا وتحدث بعض الأحداث التي تقلل من تلك الشخصيه بطريقه غبيه، لم يعرفوا كيف يتعاملوا مع تلك الشخصيه فظهرت بشكل سطحي جدا رغم التمثيل الرائع.
موسيقي الفيلم وتلك الأفكار المجنونة في مشاهد الأكشن بإخراج نولان من أجمل الأشياء التي قدمتها لنا السينما منذ بداية كورونا.