قد يشكك الكثيرون في مدى ثبات وانتظام استوديوهات دي سي في ظل هذا الزخم الذي تشهده حاليا، ابتداء من المشاريع الملغاة والمتأخرة، مرورا بالتدفق شبه المستمر للجدل المحيط بالأفلام والعروض، وصولا عند اختلالات الاستوديو المشهورة جيدًا خلف الكواليس ، لذا فظهور مشروع جديد على الشاشة الكبيرة وسط كل هذه الفوضى وفي هذه الظرفية بالضبط هو لأمر مثير للإعجاب ومفاجئ بكل تأكيد. ونتحدث هنا بالطبع عن فيلم Black Adam الذي وصل أخيرا إلى قاعات العرض السينمائية، وهو إنجاز يبدو أنه تحقق من خلال إصرار وإرادة نجم الفيلم ، دواين جونسون ، أو المعروف بذا روك، والذي كان يجر الفيلم نحو الإنتاج لأكثر من عقد منذ الآن. عموما، يمكن القول أنه فيلم جيد بدون جدال، ويرجع ذلك أساسًا إلى كاريزما النجم دواين جونسون اللامحدودة، بيد أن الفيلم برمته للأسف لم يكن القطعة الناقصة المناسبة التي تحتاجها دي سي DC لتصحيح مسارها.
قصة الفيلم
من إخراج جانغل كروز وجاومي كوليت سيرا ، يلعب دواين جونسون دور تيث آدم ، العبد السابق الذي مُنح قوات الآلهة المصرية الخارقة من أجل حماية البشرية ، لتخرج الأمور عن السيطرة فيبدأ بتدمير موطنه كانداك، لأثناء سعيه لنيل الثأر لأسرته المقتولة.
بعد أن تم سجنه لأكثر من 5000 عام من قبل السحرة الذين حقنوه بقوى جبارة لا تقهر ، يستيقظ تيث آدم ليقابل عالم آثار يبحث عن طرق لتحرير كانداك مستعينا بشبكة من المرتزقة الأشرار. غير أن مقاومة آدم الشرسة والعنيفة وضعته أمام جمعية العدالة الأمريكية ، وهي فريق من الأبطال الخارقين المكلفين بالحفاظ على السلام الدولي ، الذين يجب أن يقرروا ما إذا كان آدم عدوًا محتملاً أم حليفا.
صيغة جديدة للسوبر هيرو
ما يلاحظ في الفيلم أنه يظهر وكأنه متردد بشأن الصنف الذي ينتمي له، لذا فهو يستعير عناصر من مختلف أفلام دي سي السابقة. حسب النقاد، حبذا لو التزمت أفلام دي سي بنغمة متسقة وموحدة نسبيًا مماثلة لنظيراتها في مارفل Marvel ، لكن الظاهر أن الاستوديو الضخم وارنر بروس Warner Bros، يفخر بالسماح لكل فيلم من أفلام DC دي سي بخوض تجربة قائمة بذاتها.
بخلاف كل أبطال دي سي الخارقين، يضطر آدم لتذكير الجميع بأنه ليس بطلاً حقا، وأنه لا مانع لديه في قتل أشخاص كل خمس دقائق، فهو يتقلب بين غضبه المتأصل من ماضيه الأليم والمأساوي ومحاولة فك لغز محير وإيجاد القتلة الذين يرغب في الانتقام منهم، بطريقة تمتزج فيها الفكاهة والكآبة في لحظات لا تبدو قادرة على جمعهما معا.
معارك نمطية ومكررة
اعتمد فيلم بلاك آدم أيضًا على أحد أكثر العناصر الشهيرة والسيئة في أفلام دي سي حتى الآن ، ألا وهي تأثيرات CGI الكارثية، بحيث تظهر المعارك ومشاهد القتال غارقة في التأثيرات الرقمية وكأننا أمام لعبة فيديو. وللأمانة، هذه مشكلة لا تقتصر على أفلام DC فقط، فقد ارتكبت استديوهات مارفل هذا الخطأ أكثر من مرة أيضًا، حتى أضحى عنصرًا مخيبًا للآمال بشكل خاص في بعض أفلام الاستوديو البارزة حتى الآن.
Wonder Woman و Aquaman ، مثلا اثنان من أفضل أفلام دي سي حتى الآن ، والتي اختتم كلاهما بمشاهد محمومة ومتقنة أنجزت بتقنية CGI ، بينما هناك أفلام مثل Justice League و Suicide Squad انتهى بها المطاف كلعبة إلكترونية مبالغ فيها.
دواين جونسون وتميز الشخصية
قد يكون فيلم بلاك آدم شائبا ببعض العيوب، لكن هناك أمر واحد مؤكد، ألا وهو عندما يسمح ل دواين جونسون بالاستمتاع بالدور ، يكون الفيلم في أفضل حالاته. يبدو أن دواين جونسون مستمتع إلى ما لا نهاية، للعب دوره خصوصا وأن هذا الفيلم يشكل خطوته الأولى نحو عالم الأبطال الخارقين، كما أن سحر شخصيته الحقيقية وجاذبيته هي التي تجعل بلاك آدم متخطيا قائمة عيوبه الطويلة. إنه الممثل النادر الذي يمكنه دون عناء أن يتقلب بين شفقة مفجعة للقلب ، وروح الدعابة الكوميدية، ورهبة الثقة بالنفس. بدونه ، يرجح النقاد بأن يكون بلاك آدم واحدًا من أسوأ أفلام دي سي حتى الآن ، ولكن مع وجود دواين جونسون في دور البطولة، يتحول الفيلم إلى تجربة مسلية بشكل مقنع.
