منذ انطلاقة مسيرته في بداية الثمانينيات، نجح دينزل واشنطن في تقديم الكثير من الأفلام الأيقونية، وأثبت من خلال مسيرته المذهلة كونه أحد ألمع نجوم هوليوود في العقود الثلاثة الماضية، مع استمرار عطائه حتى الآن. في مقالنا اليوم سنستعرض عدداً من أفضل الأفلام التي كانت بطولة دينزل واشنطن لها العامل الأهم في نجاحها، مع الحفاظ على مقال خالٍ من أي حرقٍ للأحداث.
Fences (2016):
فيلم يصف حياة عائلة من الأمريكيين من أصل إفريقي في أمريكا خمسينيات القرن الماضي أيام التمييز العنصريّ، مع التركيز بشكل أكبر على ربّ هذه الأسرة؛ ماكسون، والذي يقوم بدوره دينزل واشنطن. يظهر الفيلم تفاصيل الحياة اليومية لهذا الرجل العامل في مجال الصرف الصحي، والذي يحب أن يعيش حياته برتم بسيط رفقة عائلته. يصوّر الفيلم جوانب حياة هذه العائلة البسيطة بفرحها وأحزانها، انتصاراتها وخسائرها، مسخّراً لذلك تمثيلاً عملاقاً من قبل كلّ من دينزل واشنطن من جهة، وفايولا ديفيس التي تقوم بدور زوجته من جهة أخرى (والذي حازت عن هذا الدور على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة رئيسية)، الأمر الذي أفرز تحفة درامية مميزة صنّفت كأحد أفضل أعمال عام 2016.
Flight (2012):
يقدّم دينزل واشنطن في هذا الفيلم واحداً من أفضل أداءاته التمثيلية، حيث يلعب دور طيار خبير ينقذ طائرة الركاب التي يقودها من حطام محتّم، لكنّ فرحه بهذا الإنجاز لا يكتمل، وذلك نتيجة تبين تعاطيه للكحول والمخدرات، ليتحوّل بذلك من بطلٍ يحتفى به، إلى محطّ اتهام ومساءلة، الأمر الذي يستحيل في نفسه غضباً و امتعاضاً شديداً مما حلّ به. يتطلب الدور الذي قام به دينزل واشنطن مجالاً واسعاً من التعبيرات والمشاعر المتباينة من الثقة إلى الإنكار والخوف والانهيار، وهو ما قدّمه بحرفيّة تامّة أعطت ميزة كبيرة مضافةً إلى الإخراج المذهل من قبل روبرت زيميريك.
Mo Better Blues (1990):
تحفة درامية من إخراج سبايك لي، تدور أحداثها حول عازف ترومبيت موهوب (دينزل واشنطن) تتأرجح عواطفه ما بين امرأتين. عندما ننظر إلى الفيلم اليوم نجد فيه العديد من عناصر الكمال الفنّي، فهو يتأمّل عميقاً في مواضيع هامّة كالحب، الفنّ، والصداقة، يقدّمها لنا دينزل بأداء أقل ما يمكن القول عليه أنّه أسطوري، حيث يمثّل دور العازف الموهوب، وسيء الأخلاق في الوقت ذاته.
Training Day (2001):
حقّق فيلم Training Day لـ دينزل واشنطن جائزة الأوسكار الثانية في مسيرته، بعد أداء مرعب قدّمه الممثل الأمريكي في الفيلم. يقوم واشنطن بدور المحقق ألونزو هاريس؛ وهو شرطي فاسد عديم الرحمة يرشد الشرطي المبتدئ جيك هويت في أول أيام عمله في القسم. المذهل في دور واشنطن هنا أنّه يتركنا في حيرة دائمة حول نواياه الحقيقية، فلا ندري هل هو يساعد جيك للوقوف على رجليه في عالم حياة الشوارع القاسي، أو أنّه يملك غايات أكثر خبثاً من هذا التدريب اللئيم الذي يلقّنه إيّاه. بعد مشاهدة الفيلم، ستتأكّد أنّ شخصية ألونزو كتبت خصيصاً لدينزل، ولم تكن لتنجح نصف هذا النجاح لو قام بها أي ممثل آخر.
Malcolm X (1992):
يعدّ أداء دينزل واشنطن الأسطوري في فيلم Malcolm X أعظم أداءاته دون منازع، حيث استطاع تجسيد شخصية مالكوم إكس في فيلم السيرة الذاتية المبهر من إخراج سبايك لي. برع دينزل في إظهار مراحل حياة مالكوم المتعاقبة، بدءاً من إثارته للشغب، وصولاً إلى سجنه، وتحولّه إلى مبشّر بأفكاره، وانتهاءاً باغتياله ليكون شهيد مواقفه، كما استطاع تصوير الخبرة المتراكمة التي اكتسبها خلال سنوات حياته بعد التجارب المريرة التي عانى منها كالفقر والإقصاء والتمييز في النصف الأول من القرن العشرين. يجمع النقاد على أنّ هذا الفيلم كان قمّة نضوج دينزل كممثل من الصف الأول، لكنّهم لم يكونوا يدركون حينها أنّ هذا الفيلم لم يكن سوى البداية لمسيرة عظيمة.