إجراءات أمنية جديدة ستتخذها قطر في بطولة كأس العالم 2022 التي ستُقام هذا الشتاء، حيث سيتم استخدام طائرات بدون طيار لتقديم الحماية اللازمة أثناء إقامة البطولة الكروية الأكبر في العالم. كما سيتم استخدام طائرات اعتراضية مُسيّرة في الدفاع عن الملاعب حيث يُمكنها التصدي لأي شيء يُهدد سلامة أي فرد داخل أرضية الملعب ومنع حدوث أي تدخلات من طائرات درون وما إلى ذلك.
من المُقرر أن تتولى شركة Fortem Technologies توفير تلك الطائرات بدون طيار الاعتراضية، وذلك بعد توقيع اتفاقية رسمية مع وزارة الداخلية القطرية خلال الساعات الماضية للمساهمة في تنظيم كأس العالم 2022 أمنيًا. وتقول الشركة إن الاتفاقية تعكس المخاوف المتزايدة بشأن التهديد المحتمل الذي تشكله هجمات طائرات الدرون بدون طيار بشكل عام. كما تؤكد أن طائراتها الاعتراضية هي الوسيلة الآمن لإسقاط الدرون وخصوصًا في المنشآت أو المواقع المأهولة بالسكان، مما يُقلل من خطر الإصابة التي قد تحدث أثناء عملية التعامل مع تلك التهديدات.
ستتولى تلك الطائرات مهمة اعتراض أي أخطار جوية مُحتملة
تتعامل الطائرات بدون طيار الاعتراضية المستقلة والمُوجهة بالرادار – التي تُطلق عليها الشركة اسم DroneHunters – مع طائرات الدرون الصغيرة من خلال إطلاق شباك لإيقاعها بعيدًا حيث يتم نقلها بعد ذلك إلى مكان آخر لاحقًا. بالنسبة للطائرات بدون طيار الأكبر حجمًا، يتم إطلاق شبكة على الهدف مُتصلة بمظلة، مما يؤدي إلى إبطاء الهدف وإجباره على الهبوط مباشرة وهو ما يظهر في الفيديو أدناه.
صرّحت الشركة بأن عملية تحديد الأهداف التي ستُمثل خطرًا على ملاعب كأس العالم 2022 سيتم باستخدام “سلسلة من الرادارات الصغيرة جدًا التي سيتم توزيعها في جميع أنحاء الملعب، وهو ما سيُوفّر صورة كاملة للمجال الجوي في الهواء مباشرة. كل تلك الإجراءات تأتي من أجل وقف أي تهديدات محتملة نظرًا لأن طائرات الدرون قد نفذت بالفعل “جرائم قتل حية” في مواقع استراتيجية عديدة حول العالم.
وفيما يخص باقي مراحل العملية، لن يكون هناك أي ضجيج مُزعج خلال عملية الاعتراض بأكملها نظرًا لأن تلك الطائرات الاعتراضية تقوم بعملها على بُعد ميل أو أكثر من المكان الذي تحوم فوقه الدرون.
هناك وسائل بديلة مُعتمدة بالفعل لاعتراض تلك الطائرات تتمثل في التشويش على إشارات التحكم الخاصة بها، لكن شركة Fortem تُجادل بأن المُخربين والإرهابيين قد يُطلقون طائرات درون بدون طيار على مسارات طيران مبرمجة مسبقًا، باختصار لا يُمكن اتباع تلك الطريقة مع الأجيال الحالية لأنها حديثة للغاية وتكون مُهيئة مُسبقًا للطيران على مسار مُحدد ولا يُمكن التحكم بها باستخدام عصا تحكم كما هو مُعتاد في الدرون التقليدي.
لن يكون أول ظهور للشركة في كأس العالم 2022 حيث قامت بنشر أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار في أحداث رياضية أخرى وفي اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. وقد تبرعت بنسخ محمولة من نظامها لأوكرانيا، وقالت إنها تعمل أيضًا على إجراءات مكافحة الطائرات بدون طيار لمطارات المملكة المتحدة.
ستعمل الشركة التي تتخذ من ولاية يوتا الأمريكية مقرًا لها، والتي تلقت دعمًا من توشيبا وبوينج، في وزارة الداخلية القطرية ولجنة عمليات الأمن والسلامة في كأس العالم 2022 في نوفمبر وديسمبر.
محاولات سابقة لاستخدام الدرون في عمليات إرهابية باءت بالفشل
يبدو أن التهديد من استخدام الإرهابيين للطائرات بدون طيار قد ازداد، لأن التكنولوجيا أصبحت أكثر سهولة. لا ينسى أحد المحاولة الفاشلة التي قام بها مفجرون انتحاريون، خلال الهجمات الإرهابية على باريس في عام 2015، للوصول إلى ملعب فرنسا، حيث كانت فرنسا تلعب مع ألمانيا في مباراة ودية لكرة القدم.
قد يتكرر ذلك في بطولة كأس العالم المنتظرة حال عدم اتخاذ تدابير أمنية احترازية حيث يُمكن لأي طائرة درون بدون طيار دخول أي استاد، وهو ما لا يقدر الإرهابيون المتمركزون على الأرض فعله. ولكن وقعّت وزارة الداخلية القطرية ذلك الاتفاق مع شركة Fortem لأنها تعتقد أن طائرات الشركة الاعتراضية يُمكن أن تكون فعالة ضد أي تهديدات من مركبات درون تخريبية.
مع تبقي أشهر قليلة على بداية الحدث المنتظر، وتوجه جميع أنظار العالم نحو الخليج والعالم العربي، تبذل قطر جهودًا مُضنية لإخراج كأس العالم 2022 في أفضل صورة وإسكات أي مُشككين في قدرتها على تنظيم محفل رياضي بذلك الحجم.
