في بعض الأحيان ، يتقمص الممثلون أدوارا سينمائية ما بشكل كامل لدرجة الهوس والخروج عن السيطرة، فتختلط عليهم حياتهم الواقعية بالدور الذي تقمصوه بتركيز تام وبواقعية كبيرة. وقد يبدو للوهلة الأولى أن ممثلين معينين، يملكون ما لا يملكه الملوك، نظرا لكون مهنتهم هي مهنة الأضواء والشهرة والثروة ، لكن ما يخفى على كثير من الناس، أن مهنتهم هاته تتضمن في مكنونها مخاطر جمة، فهناك العديد من الحالات المؤسفة حيث كادت إحدى الأدوار أن تدمر الممثل الذي لعبها، بسبب التأثير على سلامته العقلية أو الجسدية أو حياته المهنية.
إن أولئك الممثلين العظماء غالبًا ما يصبحون حبيسي شخصياتهم تمامًا ، بحيث يجدون صعوبة في الخروج منها والعودة إلى واقعهم. وفي الجانب الآخر نجد أولئك الذين قاموا بمجازفات خطيرة اختبروا فيها حدود أجسامهم. وهناك البعض الآخر الذي اختار أن يلعب دور البطولة في أفلام حكم عليها بالفشل ، فينتهي به الأمر منبوذًا من قبل المخرجين وشركات الانتاج، وبعد هذه المقدمة لعلك تتسائل عن نماذج حية مرت بالظروف التي أسلفنا فيها الذكر، في هذا المقال نقدم لكم 5 ممثلين كادت أن تدمرهم أدوارهم.
جوني ديب في فيلم The Lone Ranger
نشأ جوني ديب في بيئة الخيول وركوبها، حتى أنه تبنى الحصان الذي كان يركبه في فيلم The Lone Ranger ، لكن على الرغم من الخبرة التي كان يحظى بها في التعامل مع الخيول، لم تسر الأمور على ما يرام، فأثناء تصوير مشهد في الفيلم ، قام الحصان ببعض الحركات غير المتوقعة التي تسببت في فقدان النجم لتوازنه وبالتالي سقوطه. حيث تم تداول مقطع فيديو لديب وهو يتدلى من جانب الحصان قبل أن يسقط على الأرض . إلى درجة ارتعاب طاقم التصوير الذي تدخل بسرعة، ومن حسن حظ النجم ديب أن الحصان قفز فوقه وتخطاه دون أن يصيبه، في حين كان من الممكن أن يصبح الوضع كارثيا، كتشوه وجهه ، أو كسر عظامه ، أو إصابة دماغه أو العمود الفقري بسبب حوافر الحصان القوية.
شيلي دوفال في فيلم The Shining
كثير من الناس لا يهتمون بأداء شيلي دوفال في فيلم The Shining، حيث أن بكائها المستمر وانهيارها العصبي قد أثار أعصاب المؤلف ستيفن كينج (الذي صاغ الرواية التي استند إليها الفيلم). لكن ما عانت منه دوفال أثناء تصوير فيلم The Shining جعلت الكل يتعاطف معها.
لطالما اشتهر المخرج الأيقوني ستانلي كوبريك بمطاردته دائما للكمال والاتقان في عمله، مهما كلفه الأمر، لذا كان يصر على استغراق وقت جد طويل للحصول على الأداء بالطريقة التي تصورها بالضبط. ففي فيلم The Shining، سجل المشهد الذي تدافع فيه ويندي عن نفسها بمضرب بيسبول ضد زوجها القاتل ، رقما قياسيا في معدل الإعادة، حيث تم تصوير 127 لقطة بشكل مستمر قبل أن يوافق أخيرا كوبريك على المشهد. حيث صرحت عضوة الطاقم روجر إيبرت في مقابلة في ذلك الوقت: “كان العمل الشاق يومًا بعد يوم، وكان أمرًا لا يطاق “.
في الواقع ، مع إعادة المشهد مرارا وتكرارا أصبحت دوفال متوترة للغاية بسبب الصدمة المتكررة، لدرجة أن شعرها بدأ يتساقط ، وفقًا لرواية جاك نيكلسون في فيلم وثائقي عن كوبريك. وهو ما تسبب لها في بعض الآثار النفسية التي استمرت مع تقدمها في السن. حيث ظهرت حزينة العام الماضي، ويشتبه في كونها مريضة نفسيا وبحاجة إلى المساعدة. ولا عجب في ذلك بعد عيشك لتجربة مرعلة، وأن يطاردك رجل مجنون بفأس في منزل مسكون مهددا بقتلك.
فيفيان لي في فيلم A streetcar Named Desire
فيفيان هي زوجة عبقري المسرح والشاشة لورانس أوليفييه ، كانت فيفيان لي نجمة لامعة في هوليود، وفازت بجائزتي أوسكار عن أدوارها البطولية في فيلم Gone With the Wind و A Streetcar Named Desire. ومع ذلك ، الظاهر أنها أخذت دورها في الفيلم الأخير كونها غير مستقرة عقليًا على محمل الجد بعض الشيء. وفقًا لأصدقائها، كانت الممثلة عرضة لسلوكات متهورة تشبه إلى حد كبير شخصيتها في الفيلم، وقيل أنه كان لديها عشرات العلاقات مع مشاكل في الإدمان على الشرب. وبسبب ما عانت منه بعد لعب شخصية بلانش في الفيلم، قررت اخذ استراحة ولم تشارك في أي فيلم آخر لما يقرب من ثلاث سنوات ، لكنها لم تستطع تجاوز التشويش الذي تسبب فيه الفيلم، فأثناء إنتاج فيلم Elephant Walk ، أصيبت النجمة بانهيار عصبي وعانت من الارتباك لدرجة أنها اعتقدت أنها عادت إلى تمثيل دور بلانش في فيلم A Streetcar Named Desire. ولسوء الحظ ، استمرت معاناتها النفسية إلى غاية وفاتها في عام 1967.
دانييل داي لويس في فيلم Last Of The Mohicans
ما الدور الذي لم يقترب من تدمير النجم البريطاني دانيال داي لويس؟ بالطبع كل أدواره، فقد كاد أن يتسبب أسلوبه المثالي في تقمص الأدوار في هلاكه مرات عديدة. ولا عجب أنه تقاعد بعد ظهوره في تسعة وعشرين عملا فقط، وفوزه بثلاث جوائز أوسكار عن جدارة واستحقاق.
لقد اشتهر دانييل بتقمص شخصياته حتى خارج أوقات التصوير، فأثناء تصوير شخصية هوك من فيلم Last Of The Mohicans كان يحضرمعه بندقيته أينما يذهب ، بما في ذلك عشاء عيد الميلاد. حيث أجاب عن استفسار المخرج مايكل مان عن سبب تصرفه قائلا بحزم: “ليس لدي فكرة كيف لا أكون شخصية هوك”.
بعد فترة وجيزة من التصوير ، بدأ دانييل يعاني من الهلوسة ورهاب الأماكن المغلقة بينما كان يحاول إعادة التكيف مع الحياة المتحضرة، وذلك بعد أن أمضى شهورًا في الغابة يتدرب مع خبراء الحياة البرية ويغمر نفسه تمامًا في عالم الشخصية، إلى أن أصبح نفسه شخصية هوكي بشكل لا يتصور، والذي تسبب على الأرجح في حدوث نوع من التفكك النفسي والهذيان ، إلى جانب الأرق وضعف الشهية.
جيسون ستاثام في فيلم The Expendables 3
كادت مهنة جيسون – وحياته – أن تنتهي عندما انقطعت فرامل الشاحنة التي كان يختبر قيادتها في مشهد من فيلم The Expendables 3، بدلاً من التوقف عند نهاية الرصيف، سقطت الشاحنة مباشرة في البحر بينما لا يزال ستاثام خلف عجلة القيادة رفقة زملائه ، وغاصت لحوالي ستين قدمًا. لحسن الحظ ، تدخل الطاقم سريعا، فضلا عن كون نجم الأكشن ستاثام غواصا أولمبيا ومدربا بشكل احترافي، وفي هذا الصدد أخبر سيلفستر ستالون مجلة The Mirror في العرض الأول للفيلم ، “لو كان شخص آخر في تلك الشاحنة مكان ستاثام، لكنا قد متنا جميعا لأننا كنا نرتدي أحذية ثقيلة وأحزمة الأسلحة.”