فن

كيف حافظ مسلسل “الكبير أوي” على نجاحه طوال 6 مواسم؟

شخصيًا أنا غير مُحب لمعظم الأعمال التي تستمر لمواسم طويلة إلا جزء صغير منهم. ولكن كلما أشاهد مسلسل الكبير أوي سواء في مواسمه الأولى، أو في الموسم السادس الذي يتم عرضه في الوقت الحالي، فأنا لا أشعر بملل أبدًا. مسلسل الكبير أوي أخذ مكانة مرتفعة في المجتمع المصري والعربي منذ 2010 وحتى الآن، فكيف تمكن المسلسل من الحفاظ على هذا النجاح الرائع خلال 12 عام؟

ضخ دماء جديدة كل موسم

أحداث مسلسل الكبير أوي تقع معظمها في منطقة (المزاريطة) المتواجدة في صعيد مصر. مع بداية الموسم الأول تم تقديم مجموعة من الشخصيات الدخيلة على هذا المجتمع مثل جوني وتوماس وأشلي. كل شخصية من تلك الشخصيات جاءت من بلاد الغرب بعادات وتقاليد مختلفة تمامًا عن تقاليد صعيد مصر.

وهنا أتى دور كُتاب سيناريو المسلسل لاستغلال هذا الأمر في تقديم حوارات ونقاشات رائعة بين شخصيتي الكبير وأخيه جوني. الطابع الصعيدي الأصيل كان دائمًا في صراع مع تقاليد الغرب طوال أول موسمين من المسلسل، وهذا ما جعل مشاهدته ممتعة لكل الأعمار.

كل موسم من المواسم اللاحقة قدمت لنا العديد من الشخصيات التي حفرت لنفسها إسمًا في الدراما والكوميدية المصرية. دكتور ربيع، فزاع، هجرس، أشرف، وغيرهم من الشخصيات الرائعة التي اشتهرت بهذا الدور وبأسلوبها وإيفيهاتها المميزة التي جعلت مسلسل الكبير أوي يختلف عن أي مسلسل آخر تم تقديم في التلفزيون المصري.

تقديم الشخصيات الجديدة والمميزة استمر حتى الموسم السادس، فقد تمكنت الممثلة الصاعدة رحمة أحمد من تقديم دور رائع بشخصية (مربوحة) التي تزوجت من الكبير. أيضًا أبناء الكبير (العترة وجوني) قدموا كوميديا لم تكن متواجدة من قبل في كل المواسم السابقة من مسلسل الكبير أوي.

كوميديا مُناسبة لكل الفئات العمرية

من أكثر الأمور التي تُميز مسلسل الكبير أوي وتجعله مناسبًا للمشاهدة في شهر رمضان الكريم، هي الإفيهات والنكات التي يتم تقديمها لك كمشاهد.

كل عام توجد عشرات المسلسلات التي يتم عرضها عبر مختلف القنوات خلال شهر رمضان، ولكن مسلسل الكبير أوي يخطف الأنظار لسبب رئيسي، وهو أن الكوميديا التي يتم تقديمها به هي كوميديا مناسبة لكل الفئات العمرية.

المسلسل خالي تمامًا من أي مشاهد أو إيحاءات مثل المتواجدة في المسلسلات الأخرى، وحتى النكات وطريقة سردها تتمتع بالبساطة والفهم للأطفال قبل الكبار. مسلسل الكبير أوي موجه للمجتمع المصري والعربي بشكل كامل بكل فئاته، ونجح في فعل ذلك طوال سنوات كثيرة.

تلك الفكرة لا يتم تطبيقها فقط على الحوار وسرد أحداث القصة الكوميدية، بل يتم تطبيق الأمر أيضًا على الديكور والملابس لكل الشخصيات. لا توجد أي شخصية يتم عرضها بملابس خارجة أو مُلفتة للأنظار، بل المسلسل يُحافظ على تقاليد المجتمع المصري الأصيلة في كل الأوقات وفي مختلف المواقف.

مسلسل الكبير أوي أصبح أساسيًا في كل بيت مصري بسبب فكرة الحفاظ على التقاليد والعادات، وهذا يجعل الآباء لا يخافون على أبنائهم وهم يشاهدون المسلسل لأن القائمين على المسلسل لن يعرضوا أي أفكار مُسيئة للمجتمع بأي شكل من الأشكال!

استخدام الترندات لصالح المسلسل

من الأمور التي تُميز مسلسل الكبير أوي، هي قيام صناع المسلسل باستخدام كل الترندات الشهيرة على مواقع التواصل الإجتماعي وعرضها بشكل ساخر وكوميدي. سأركز على بعض الترندات الأخيرة التي تم استخدامها في الموسم السادس الذي يتم عرضه حاليًا.

بالطبع المسلسل الكوري الأكثر شهرة على Netflix خلال الفترة الماضية كان Squid Game. في مجموعة من حلقات الموسم السادس لمسلسل الكبير أوي، تم استخدام فكرة المسلسل وعرضها للمشاهدين بطريقة كوميدية. التفاعل على المسلسل أصبح عالميًا وليس عربيًا فقط لأن الكل شاهد بعض اللقطات الكوميدية من المسلسل والتي تسخر مما تم تقديمه في Squid Game الأصلي.

 في بدايات الموسم السادس كان يُعاني جوني من زيادة في الوزن، ولذلك اقترح عليه هجرس أن يستخدم الكركمين لكي يخفض من وزنه. بالطبع إذا كنت تتابع مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية فستعلم أن الحكومة المصرية قد قبضت على دكتور أحمد أبو النصر ، وهو معالج بالأعشاب قام بإنشاء مركز طبي بدون ترخيص بالجيزة وكان يحتال على المرضى بزعم علاج الأمراض المزمنة.

وأخيرًا في الحلقة الخامسة عشر من المسلسل، تم التركيز بشكل رئيسي على الـ Tiktok واليوتيوب ومدى انتشار مُقدمى المحتوى في مصر خلال الفترة الماضية. تم ذكر مجموعة من الأسماء الشهيرة في مصر على تلك المواقع مثل (أحمد حسن وزينب) و ( حمدي ووفاء)، وغيرهم من مقدمي المحتوى. المسلسل ذكر تلك الأمور بشكل ساخر بدون ما يضر بمقدمي المحتوى أنفسهم أو يجعل منهم مادة للسخرية.

“كيميا” ممتازة بين الممثلين، تجعلهم قادرين على التطور معًا

شهرة مسلسل الكبير أوي في أولى مواسمه كان متوقفة بشكل رئيسي على أحمد مكي ودنيا سمير غانم. الكيمياء التي تواجدت بين شخصية الكبير وهدية كانت رائعة، ولكن كما نعلم فقد اعتذرت دنيا سمير غانم عن الاستمرار في السلسلة.

الآن المسلسل أصبح يُركز على مجموعة من الأوجه بعضها جديد مثل أطفال الكبير ومربوحة في الموسم السادس، وبعضهم أوجه أحبها المشاهدين على مدار الـ 12 عام الماضيين.

طريقة كتابة الحوارات رائعة، وتمكنت سارة هجرس في الموسم السادس من تقديم الأوجه الجديدة وضمها في المسلسل بسكربت خرافي. في البداية كنت قلقًا من عدم قبولي للشخصيات الجديدة وظننت أن الموسم السادس سيكون مجرد موسم عادي يستغل شهرة المسلسل، ولكن يُسعدني قول أنني كنت مخطئًا في هذا الصدد، والموسم السادس أصبح الآن من أكثر المواسم التي أحببتها.

في النهاية، مسلسل الكبير أوي حفر لنفسه إسمًا عملاقًا في قلب المجتمع المصري، وأصبح رمزًا من رموز الكوميدية اللطيفة التي تُقدم للشعب المصري بكل فئاته العمرية جرعة الضحك اليومية التي يريدونها وهم على مائدة الإفطار في شهر رمضان. وعلى الرغم من أنه لا يوجد عملاً تليفزيونيًا أو سينمائيًا خالي من العيوب، إلا أن مسلسل الكبير أوي استطاع التغطية على عيوبه، لتقديم لنا تجربة مشاهدة ترفيهية رائعة.

Ahmed Yousry

خبرة تزيد عن 6 سنوات في مجال صحافة الألعاب، وها أنا أعيش تجربة جديدة في الكتابة عن الفن!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى