تزخر هوليوود بالعديد من أفلام الدراما القانونية المميزة، والتي تشتعل النقاشات فيها بين الادّعاء والدفاع، ويكون الفيصل الأخير فيها –وفقاً للقانون الأمريكي- كلّ من القاضي وهيئة المحلّفين. تجذب أفلام المحاكمات اهتمام الكثير من المشاهدين لما تحتويه من دراما عميقة، وصراع عميق بين الحق والباطل، والعدل والظلم. في مقالنا لليوم سنأخذكم في رحلة للنظر في 5 من أفضل الأفلام التي تتحدث عن المحاكمات في تاريخ السينما الهوليوودية، فلنباشر:
Bridge of Spies (2015):
اتجه المخرج ستيفن سبيلبيرغ في السنوات الأخيرة بشكل واضح نحو أفلام الدراما السياسية، وما بين فيلميه Lincoln وThe Post يأتي فيلمه the Bridge of Spies ليحكي قصّة المحاكمة الأمريكية الشهيرة التي حدثت عام 1957، والتي تمّ اتهام “ردولف آبيل” فيها بكونه عميلاً للاستخبارات السوفييتية. يتألق توم هانكس في هذا الفيلم بدوره كمحامٍ ينافح عن موكّله بكلّ ما يملك، في قضية يائسة له تأخذ مجراها في أشدّ أيام الحرب الباردة ما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.
Anatomy of a Murder (1959):
ساهم فيلم Anatomy of a murder بالشراكة مع سابقه 12 Angry Men في وضع حجر أساس لأفلام دراما المحاكمات التي تلتهما. يحكي الفيلم قصة محام جذّاب يستلم قضيّة شبه مستحيلة تضرب تفاصيلها بقوة على وتر المفاهيم الأخلاقية، والدفاع عن الطرف الضعيف (المدّعى عليه) ضد الطرف القوي (وهو المدّعي العام في حالة فيلمنا)، حيث يتولى بطلنا الدفاع عن الملازم “مانيون”، والمتهم بقتل عامل الفندق “بارني كويل”، فهل ستكون الحقيقة جذابة ولامعة؟ أمّ أنّ الحقيقة بوجهها الواقعي شاحبة وبعيدة عن كل العواطف والانحيازات؟
The Devil’s Advocate (1997):
يلعب كيانو ريفز في هذا الفيلم دور المحامي الشاب، الذي يعيش فترة زهوّ ترافق انطلاقته في الحياة، لتصادفه فرصة العمر من الناحية المهنية، حينما يعرض عليه مدير تنفيذي ذو كاريزما وغموض (يقوم بدوره آل باتشينو) من مدراء نيويورك الكبار وظيفة ممتازة، يتأرجح فيه ما بين الصراع والتمتمة ليقنع المحامي بقبول هذه الوظيفة. يتم تصنيف هذا الفيلم في كثير من الأحيان كفيلم خيال ورعب حتى، لكنّ المؤكّد أنّ هذا الفيلم يشكل تمثيلاً ممتازاً لهوليوود في أبهى حللها المبهرجة.
A Few Good Men (1993):
فيلم آخر تدور رحاه بين جنبات قاعات المحاكم، حيث تجري محاكمة سببها وفاة جندي شاب في معسكر أمريكي للجنود. تمكّن جاك نيكلسون في هذا الفيلم من خطف الأضواء بشكل كامل، حيث قدّم واحداً من أفضل أداءاته الفنّية بخطاب صاخب خلاصته: “أنت لست قادراً على تحمّل الحقيقة”. الفيلم من إخراج روب راينر وبطولة كل من جاك نيكلسون، توم كروز الشابّ، وديمي مور.
12Angry Men (1957):
حتى بعد مرور 65 عاماً على صدوره، لا يزال فيلم 12 Angry Men قابلاً لإعادة المشاهدة مراراً وتكراراً محافظاً على الكمية ذاتها من المتعة. شرّح سيدني لوميت (مخرج الفيلم) في هذه التحفة الفنّية تأثير الانحيازات والعيوب والشك على مجرى صدور الحكم من قبل هيئة المحلفين، وحفظ مكانة عمله كواحد من أفضل إنتاجات القرن الـ 20 الفنّية. يوشك الرجال الغاضبون الذي سمّي الفيلم تكريماً لهم على أن يحكموا بالذنب على فتى يواجه تهمة قتل والده، ويرسلوه إلى مصيره المحتوم بالإعدام بالكرسي الكهربائي، قبل أن يتدخل أحد هؤلاء الرجال –هينري فوندا- ليقف في وجه الجماعة، ويثبت لهم أنّ الشكّ لا يعدّ دوماً موقف ضعف، لينفجر النقاش بين هؤلاء الرجال.
مازال هذا العمل يبهرني ف كل مرة أشاهده