تأخذ لوحات الفنانين الحديثين نسبياً في أيامنا هذه نصيب الأسد من المزادات المقامة على القطع الفنّيّة واللوحات، كأمثال لوحات بابلو بيكاسو، جيرارد ريختر، وجان ميشيل باسكيات، إلّا أنّ الأمر لم يكن دوماً على هذه الحال، فلطالما حظيت اللوحات القديمة –خصوصاً قبل العقدين الماضيين- والتي تمّ رسمها في الفترة الواقعة بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر على حصّة كبيرة في عالم المزادات، سواء على مستوى المزادات العلنية، أو على مستوى الاستحواذات الخاصة التي تقوم بها المتاحف بشكل سرّي. في مقالنا لليوم سنستعرض أغلى 4 لوحات قديمة تمّ بيعها حتى عام 2022، حيث سنلاحظ المفارقة في أنّ معظمها تمّ بيعه في وقت حديث رغم ما أسلفنا، فلنباشر:
مذبحة الأبرياء: بيتر بول روبنز (1611-12)
سعر البيع: 76.5 مليون دولار.
في يوليو من عام 2002، تمّ بيع لوحة بيتر بول روبنز التي تمّ إعادة اكتشافها حديثاً؛ لوحة مذبحة الأبرياء، والتي تمثّل مشهداً إنجيلياً للمذبحة المروعة التي حدثت في بيت لحم. حصّلت اللوحة سعراً وصل إلى 49.5 مليون جنيه إسترليني (76.5 مليون دولار) في مزاد ساوثبي. في السابق كانت اللوحة تنسب إلى الفنّان جان فان دين هويك، حيث كانت تقدر حينها بـ 4-6 مليون جنيه إسترليني، لكنّ اللوحة كسرت هذا الرقم بأضعاف مضاعفة في المزاد الشهير، ليفوز بها رجل الأعمال وجامع التحف الكندي كينيث ثومسون. تبرع ثومسون باللوحة لصالح متحف أونتاريو للفنّ في تورنتو، حيث صنّفت كواحدة من أكثر القطع أهمية ضمن اللوحات التي قام روبنز برسمها من قبل المصوّتين في استطلاع شارك فيه الآلاف عام 2019.
رسم شخصي لشابّ يحمل عملاً فنّياً صغيراً: ساندرو بوتيتشيلي (1480)
سعر البيع: 92.2 مليون دولار.
في يناير من عام 2021 تمّ بيع لوحة فنّان النهضة الشهير ساندرو بوتيتشيلي لشابّ يحمل في يده رسماً فنّياً صغيراً (راوندل) في مزاد ساوثبي في نيويورك برقم قياسيّ بلغ 92.2 مليون دولار، حيث بيعت اللوحة –التي يعتقد أنها من اللوحات القليلة الباقية في أيدي أفراد- لميلياردير روسي قام بالمزايدة عليها، حيث كسر الرقم المبدأي المقدر بـ 80 مليون دولار بضربة واحدة، ليضمن حصوله على هذه التحفة الفنّية.
رسمان شخصيان لمارتين سولمانز وأوبجين كوبيت: ريمبراندت فان راين (1634):
سعر البيع: 195 مليون دولار.
في فبراير من عام 2016، تعاونت كلّ من الحكومة الفرنسية والهولندية بالنيابة عن متحفي ريكز في أمستردام واللوفر في باريس، لحيازة لوحتين شخصيتين قام الفنان الهولندي ريمبراندت قام برسمهما في عام (1634) لدوقين هولنديين هما مارتين سولمانز وأوبجين كوبيت. تمّت الصفقة بشكل سرّي بتسهيل من صالة مزادات Christee في نيويورك، حيث تم شراء كلّ من اللوحتين بمبلغ 80 مليون يورو لكلّ منهما.
سالفاتور موندي (مخلّص العالم): ليوناردو دا فينشي (1500)
سعر البيع: 450.3 مليون دولار.
هي بلا شك اللوحة الأغلى ثمناً -والتي تمّ بيعها في مزاد- في التاريخ، رائعة ليوناردو دا فينشي سالفاتور موندي، والتي تظهر تصويراً للمسيح يشير فيه بيده اليمنى إلى علامة صليب، وبيده اليسرى يحمل كرة زجاجية شفّافة. تمّ بيع اللوحة في صالة مزادات Christee في نيويورك عام 2016 بعد مزاد استمرّ لمدّة 19 دقيقة، انتهى ببيع اللوحة العائدة لجامع تحفٍ أوروبي بقي مجهولاً إلى محمّد بن سلمان؛ وليّ العهد السعودي بقيمة 450 مليون دولار. لطالما ثارت الشكوك حول كون اللوحة منسوخة عن عمل دا فينشي الأصلي من قبل أحد طلّلابه، قبل أن تزول تلك الشكوك أثناء ترميم اللوحة عام 2006.