ترشيحات سكرين ميكس

4 من أفضل أفلام المخرج ستانلي كوبريك؛ أحد أكبر المؤثرين على صناعة السينما عبر تاريخها.

لا يختلف ناقدان سينمائيان على عظمة ستانلي كوبريك، وأثره البالغ الذي نجح بإحداثه في عالم السينما، حيث تميّزت أفلامه الثلاثة عشر التي قام بإخراجها على مدى نصف قرن من عمله في المهنة بالتفرّد والإلهام (5 حقائق لم تكن تعرفها عن المخرج الأسطوري ستانلي كوبريك). في مقالنا اليوم سنستعرض 4 من أفضل أفلام المخرج الراحل، من غير أن نقوم بحرق أحداث الأفلام لمن يود مشاهدتها، قراءةً ممتعة.

Paths of Glory (1957):

يعدّ الفيلم أول تعاون بين ستانلي كوبريك والنجم الصاعد حينها كيرك دوغلاس، تعاونٌ استمرّ في وقت لاحق، وأثمر عدداً من الأفلام الناجحة أهمها Spartacus. يعرض الفيلم رؤيا واقعية جميلة معارضة للحرب، لكنّه احتوى مشاكل متعلّقة برتم الأحداث فيه، ذلك لا يخفي دون ريب البراعة الإخراجية التي أظهرها كوبريك في هذا الفيلم، بالإضافة إلى التقنيات السينمائية الحديثة في ذلك الحين والتي تمّ استخدامها في الفيلم، كاللقطات الطويلة، والتصميم الصوتيّ.

2001: A Space Odyssey (1968):

عندما تشاهد هذه “الملحمة” –التي تعتبر أشهر أفلم كوبريك، والأب الروحي لأفلام الفضاء الحديثة- في المرة الأولى، فسيكون انطباعك الأول هو الحيرة والضياع، خصوصاً إذا كانت تجربتك جديدة في مشاهدة أفلام كوبريك. شكّل الفيلم حين صدوره ثورة في عالم المؤثرات البصرية، ووضع حجر أساس متين لأفلام الخيال العلمي والفضاء التي جاءت من بعده، كما امتاز بلمسة إخراجية مبدعة من قبل كوبريك، وزوايا تصوير فريدة من نوعها، هذه الصفات جعلت الفيلم يحجز مكاناً راسخاً ضمن أفضل أفلام الخيال العلمي.

Dr. Strangelove (1964):

في كثير من الأحيان، يصدر فيلم في السينمات، ويتلقى العديد من التقييمات الإيجابية، لكنّه ينسى لبعض الوقت، ثمّ يتحول مع مرور الزمن إلى رمز يمثّل الفترة التي صدر فيها، هذا هو الوصف الأدقّ لهذا الفيلم الأيقوني؛ الفيلم الذي أخرجه ستانلي كوبريك ليعرض فيه أفكاره عن الحرب، الغطرسة، والطبيعة الهشة للأسلحة النووية التي كانت تطغى على تفكير الناس في فترة الحرب الباردة، وتبثّ الرعب في قلوبهم. انتقد كوبريك في هذا الفيلم بشكل ساخر السياسة الخطرة والسخيفة التي كانت تتعامل بها دول العالم مع موضوع بالغ الحساسية كالأسلحة النووية، والتي يمكن لخطأ بالغ الصغر في التعامل معها أن يشعل حرباً نووية تذهب بحياة الملايين.

A clockwork Orange (1971):

فيلم يتربّع على قمّة الأفلام بالغة الغرابة، خصوصاً بالنسبة لفيلم صدر من نصف قرن، لكنّه بكل تأكيد يحتلّ المرتبة الأولى في قائمة الأفلام التي قام كوبريك بإخراجها. يحكي الفيلم -بنظرة بالغة في الكآبة- عن عالم ديستوبي يسير فيه كل شيء بشكل معوجّ، فالأبنية مهدّمة، والعصابات تجوب الشوارع دون خوف من حساب أو عقاب، لكنّ الحياة في هذا العالم مستمرّة كأنّ شيئاً لم يكن، المدارس والمتاجر وحتى الحانات والنوادي تعمل بشكل طبيعي دون أي توقّف. هذا التناقض العجيب في العالم الذي صوّره لنا كوبريك يبثّ شعوراً من القلق والانزعاج من احتمالية تحول العالم الذي نعرفه في وقتنا الحاليّ إلى عالم شبيه بذلك الذي ظهر في الفيلم، خصوصاً مع الكوميديا السوداء التي يحويها الفيلم، والتي تضفي عليه مزيداً من الغرابة والتفرّد.

Mostafa Musto

طالب طبّ وكاتب محتوى، مهتمّ بالمجالات العلمية والثقافية والفنّية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى