علي مدار الكثير من السنوات كان مصطلح أفلام الرعب يرتبط في أذهان الجماهير بالوحوش وكل ما هو وراء الطبيعة وأيضا الصدمات الرخيصة التي كان يلتزم بها المخرجين، كان قمة نجاح تلك الأفلام في فترة التسعينات وتعتبر نقطة البداية مرورا بوقتنا هذا فتم تأسيس أفلام الرعب علي هذا الأساس وقليلا ما كان يظهر شيئا مختلفا من مخرجين ما زالوا رواد تلك الموجة الجديدة رغم فشلهم علي اللحاق بها مجددا مثل إم نايت شايملان.
ولكن في السنوات الأخيرة تبدلت الأحوال ليس قليلا وإنما تبدلت تماما، وأصبحت أفلام الرعب النفسي ليس فقط المعني الممتع للرعب ولكن أيضا المصدر الأساسي الذي أصبح يقدم وجبة سينمائية وفنية دسمة وفتح المجال لتقديم وطرح الكثير من الأفكار المجنونة، هل ستستمر تلك الموجة وتندثر تلك المفاهيم القديمة في أفلام الرعب هذا ما لا نعرفه لكن يمكنك أن تعرف علي أي جانب أنت، هل تري تلك الأفلام تعري النفس الإنسانية بشكل مقززا ومريضا وأحيانا تري أنها تقدم خيالا لا يمت للإنسانية بصلة، أم أنها تطرح أفكار جديدة سواء فنيا أو علي مستوي القصة أيضا والربط بكل مشاعر الإنسان.
Hereditary
شيء ما قد أتى، بل وأتى بكامل هيبته، يتمختر كما أراد، أمر مريب يلوح في الأفق، لا تشرد بذهنك ولا بجسدك، فهنالك أمر غريب منذ البداية، حينما نفقد عزيز نشعر بالوحدة، حينما نفقد حبيب ننسى من هم بيننا ويعيشون، حينما نفقد قريب نفقد جزءا منا معه.
السيناريو كان جيد وأخذ وقته فى النصف الأول من الفيلم لبناء الأحداث والشخصيات بأفضل ما يكون ليجعل النصف الثانى هو نصف الإثارة والرعب والقلق وأود أن أخبرك انك ستفرز كمية من الأدرينالين ستكفيك لأسابيع، ولكن من مشاكل السيناريو القليلة مع هذا الفيلم كانت النهاية الغير مفهومة وبعض التصرفات الغريبة من الشخصيات أيضا، فهو من نوعية الأفلام التي بعد أن تنتهي تتوقف بعدها لبرهة لتحاول فهم ما جرى، وتعيد بعض اللقطات لتستوعب بل ربما تود مشاهدته مرة أخرى ، المعنى والصورة العريضة للقصة مفهومة لكن بعض التفاصيل والجزئيات بحاجة لنظرة أخرى كما ذكرت.
Us
في رحلة استجمام عائلية بمنزل الشاطئ، تتحول إلى فوضى عارمة بعد أن ظهر أمام منزلهم مجموعة أشخاص لا يحركون ساكنا، يرتدون الزي الأحمر وبلباس كف مصنوع من الجلد، حاملين بأيديهم مقصاتهم الذهبية، لم يطرقوا الباب حتى يتسنى لأصحاب المنزل السؤال من الطارق؟
الاف الطرق لم تعد تستخدم، أصبحت متروكة للمجهول، فيها مالا نعلمه وبها مالا نفقهه، هكذا هو حال الأشياء القديمة، تترك للفناء أو لشيء آخر، عادة ما أسترسل وأتحدث عن بعض الأفكار المتعلقة بالفيلم وأستنبط منها صورة جمالية ولكن في أفلام الغموض أسعى لتجنب ذلك لكي لا أُفسد المشاهدة على أحد.
Midsommar
ماذا يمكنك أن تتفوه به عندما تنتهي من هذا الفيلم، هل سيكون بإمكانك الحديث في المقام الأول؟، الفيلم الأول ل أري استر حاز علي إعجاب النقاد والكثير من الجماهير علي حد سواء وها هنا يكررها مرة أخري في فيلمه الثاني، أراه دائما شخصاً مجنونا وعبقريا في الوقت نفسه، نعم هو واحد من تلك الشخصيات، وجميع أفلامه حتي القصيرة منها مرعبة وأكثر من ذلك حتي يمكنك أن تطلق عليها أنها جاءت من عقلية شخص مريض.
لذا حتي الأن أغلب الأفلام التي تندرج تحت تصنيف الرعب القادمة ولنذكر الهامة منها فإنها تندرج تحت الرعب النفسي، فهناك فيلم Disappointment Blvd يتم تصويره حاليا للفائز بالأوسكار خواكين فينيكس ومن إخراج أري استر ويقال أن مدته ستكون 4 ساعات، وهناك فيلم Last Night In Soho للمخرج إدجار رايت قادم هذا العام ويتوقع أن ينافس علي جوائز الأوسكار.