ترفيه

تُلعب بالعقل قبل بالقدم: 7 لاعبين عظماء امتلكوا مفتاح خط الوسط

هل المهاجمين هم اللاعبين الأهم في فريق كرة القدم؟ أم الأجنحة؟ هل يكونوا لاعبي الوسط الدفاعيين أم الخط الدفاعي بأكمله؟ ماذا لو أن العنصر الأهم في الفريق هو حارس المرمى؟ تساؤلات عديدة ونقاشات لا تنتهي تدور يوميًا في ساحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وعلى المقاهي حول العنصر الأبرز من بين الـ 11 لاعبًا على المستطيل الأخضر.

تُوّج كانافارو بالكرة الذهبية في 2006 على الرغم من أنه مدافع، وخرج كورتوا منذ أيام ينتقد التقليل الدائم من أداء حراس المرمى وعدم ترشيحهم لنيل تلك الجائزة على الرغم من دورهم الفعّال الذي يتجاوز في بعض الأحيان أداء المهاجمين. ما بين التناقض الصارخ في المهام والوظائف بين المهاجمين والمدافعين، واختلاف دور حارس المرمى عنهم تمامًا، تبرز أهمية لاعبي خط الوسط.

يتحكم لاعبو الوسط في سير المباراة، ويملون طريقة اللعب على زملائهم وغالبًا ما يتولون مهمة الانتقال من الدفاع إلى الهجوم أو إيقاف مهاجمي الخصم. في حين أن لاعبي خط الوسط المهاجمين والمهاجمين والأجنحة عادةً ما يحصلون على كل الفضل والأضواء، غالبًا ما يكون لاعبي خط الوسط المركزيين هم الذين يقومون بكل العمل الشاق لإتاحة المجال للاعبين في الخط الأمامي بالإبداع.

إن الفلسفات الكاملة لبعض الفرق والتشكيلات مبنية على قوة وموهبة لاعبي خط الوسط. مع وجود العديد من الموهوبين والأسطوريين للاختيار من بينهم، فليس من السهل اختيار أفضل 7 لاعبين. بدون الكثير من اللغط، دعونا نلقي نظرة على أفضل من امتلكوا مفتاح ذلك المركز.

أندريا بيرلو

أعاد مدرب يوفنتوس السابق أندريا بيرلو تعريف دور لاعب خط الوسط (Deep-line Playmaker) برؤيته غير العادية ومهاراته في التمرير. الفائز بكأس العالم، ودوري أبطال أوروبا، والعديد من ألقاب الدوري الإيطالي والكؤوس المحلية، أندريا بيرلو هو واحد من أكثر لاعبي خط الوسط تتويجًا في تاريخ كرة القدم الأوروبية.

الهدوء الذي لعب به وقدرته على اختيار التمريرة الصحيحة جعله دائمًا أحد أعظم اللاعبين الإيطاليين في كل العصور. أدت خبرة أندريا بيرلو مع الكرة وبدونها إلى ترسيخه كأحد أفضل لاعبي خط الوسط على مر التاريخ، ويبقى السؤال، هل يوجد لاعب يُشبهه في الوقت الحالي؟ الإجابة هي لا بكل تأكيد، لا أعتقد أن الكرة الإيطالية ستُنجب لاعبًا مثل بيرلو في الوقت القريب.

لوكا مودريتش

لا يُمكن تجاهل الذهب الذي لا يصدأ لوكا مودريتش، الفائز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2018، في التواجد ضمن قائمتنا الشرفية. يعد مودريتش أحد أكثر لاعبي خط الوسط اكتمالاً الذين لعبوا اللعبة على الإطلاق، وكان دائمًا من بين أفضل اللاعبين في العالم لأكثر من عقد من الزمان.

قادرًا على اختيار تمرير تمريرات سحرية تشلّ دفاع الخصم ومهارة بنفس القدر في أداء واجباته الدفاعية، طوّر مودريتش شيئًا فشيئًا وكان قادرًا على تحسين أدائه باستمرار في السنوات القليلة الماضية منذ انضمامه إلى صفوف ريال مدريد قادمًا من توتنهام هوتسبير الإنجليزي.

جزء لا يتجزأ من فريق ريال مدريد الذي فاز بثلاث ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا، كان لاعب خط الوسط الكرواتي أول لاعب منذ أكثر من عقد يكسر هيمنة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو ويفوز بالكرة الذهبية وجائزة أفضل لاعب في العام 2018.

لا يزال اللاعب البالغ من العمر 37 عامًا عنصرًا أساسيًا في صفوف ريال مدريد، وسيظل بلا شك أحد أعظم صفقات النادي الملكي على الإطلاق.

تشافي

في أي قائمة لأفضل لاعبي خط الوسط، اسم واحد يحجز مكانًا في كل وقت وفي كل عصر، إنه أسطورة برشلونة والمدرب الحالي للفريق، تشافي فيرنانديز. الإسباني هو أحد أكثر اللاعبين تتويجًا في تاريخ اللعبة وقد فاز تقريبًا بكل البطولات والكؤوس الممكنة.

يُمكن اعتبار تشافي بكل أريحية هو الحجر الرئيسي المُحرّك لأسلوب تيكي تاكا الذي طبقه فريقا إسبانيا وبرشلونة، بالإضافة إلى أنه يُعد هو العامل الرئيسي للنجاح الباهر الذي تمتعت به برشلونة والمنتخب الإسباني من 2006 وحتى 2014.

كان تشافي ممررًا وصانع ألعابًا متميزًا، وبدا دائمًا أنه يجد مساحة في خط الوسط وكان قادرًا على إطلاق التمريرة الصحيحة في الوقت المناسب. جعلت مهاراته غير العادية في التمرير ورؤيته وقدراته الفنية، أحد أعظم لاعبي خط الوسط واللاعبين الذين لعبوا اللعبة على الإطلاق.

لوثر ماتيوس

حظي لوثر ماتيوس، الفائز بجائزة الكرة الذهبية لعام 1990، مسيرة طويلة مع بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني. الفائز بكأس العالم 1990، وأفضل لاعب في العالم لعام 1991، كان ماتيوس لاعب خط وسط استثنائيًا حقًا ذو عقلية فذّة وخصائص فريدة لم نراها حتى وقت كتابة تلك السطور في أي لاعب وسط آخر.

كان ماتيوس قادرًا على التدخل بأناقة وقطع الكرات والتسديد بقوة من مسافة بعيدة، وكان أحد أكثر لاعبي خط الوسط اكتمالاً في تاريخ المنتخب الألماني. اشتهر لاعب خط الوسط أيضًا بصفاته القيادية الرائعة وقاد كلاً من بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني نحو تحقيق إنجازات عديدة.

كان لاعب خط الوسط الشهير قد قضى فترة مثمرة في إنتر ميلان أيضًا قبل العودة إلى بايرن ميونيخ حيث طور أسلوب لعبه إلى لاعب خط وسط Sweeper في الجزء الأخير من مسيرته.

فرانك لامبارد

كان فرانك لامبارد جزءًا من الجيل الذهبي لإنجلترا، وكان جزءًا لا يتجزأ من ظهور تشيلسي كنادي أوروبي رائع وواحد من أعظم لاعبي خط الوسط الذين شهدهم العالم على الإطلاق. ميل لامبارد إلى الزيادة العددية في خط الأمام والتقدم إلى منطقة الجزاء ساعده في تسجيل العديد من الأهداف الحاسمة والفوز بالمباريات.

إنه وبكل فخر لاعب خط الوسط الوحيد الذي سجل أكثر من 150 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما تُوّج بـ 13 لقبًا مذهلاً مع تشيلسي. يمكن القول إن اللاعب الدولي السابق لمنتخب إنجلترا كان في ذروة مسيرته المهنية من 2004-2006، بل إنه احتل المركز الثاني في ترتيب الكرة الذهبية في 2005 وخسر أمام الأسطورة رونالدينيو.

مُسدد دقيق لركلات الجزاء الترجيحية والركلات الحرة والركنية، سيتذكر مشجعو تشيلسي باعتزاز إلى الأبد فرانك لامبارد لمساهماته الهامة وأدائه الملهم وإنجازاته كأحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي اللندني والدوري الإنجليزي بشكل عام.

بول سكولز

لعب “العبقري الأشقر”، أحد أكثر لاعبي السير أليكس فيرجسون الموثوق بهم، دورًا كبيرًا في جعل مانشستر يونايتد النادي الأوروبي السوبر كما هو عليه اليوم. إنه أحد أكثر لاعبي خط الوسط موهبة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويتفق أي مشجع لكرة القدم أنه لم ينل يومًا التقدير الكافي الذي يستحقه. فاز لاعب خط الوسط الإنجليزي بكل لقب ممكن مع مانشستر يونايتد وكان يحظى بتقدير كبير من قبل زملائه وكذلك خصومه.

يمكن ملاحظة الاحترام الذي حظي به بول سكولز من زملائه من خلال هذه التعليقات التي أدلى بها لاعب خط الوسط الإسباني الأسطوري تشافي في عام 2011:

“نموذج يحتذى به. بالنسبة لي، وأنا أعني هذا حقًا، إنه أفضل لاعب خط وسط رأيته في آخر 15 أو 20 عامًا. إنه مذهل، لديه كل شيء، التمريرات الدقيقة، القدرة على تسجيل الأهداف، القوة البدنية، الرؤية. لو كان إسبانيًا لكان قد حصل على تقدير أكبر بالتأكيد”.

أندريس إنييستا

يعتبر أندريس إنييستا، شريك تشافي في خط الوسط منذ فترة طويلة في كل من برشلونة والمنتخب الإسباني، أحد أكثر لاعبي خط الوسط موهبة على الإطلاق. بفضل رؤيته المذهلة ومهاراته في التمرير وقدراته الخارقة على التسديد بدقة وإحداث الفارق في المواعيد الكبرى، سطّر إنييستا إنجازات في التاريخ الإسباني لأدائه المذهل وهدفه الشهير الذي ضمن لبلاده التتويج بأول كأس عالم لها في التاريخ عام 2010 في جنوب أفريقيا.

كان أندريس لاعبًا موهوبًا تقنيًا ومهاري للغاية في التعامل مع الكرة، وكان أسلوب لعبه ممتعًا للمشاهدة وفعالًا للغاية في الملعب أيضًا. كان إنيستا وتشافي بلا شك أفضل شراكة خط وسط مركزي في تاريخ كرة القدم.

أبرز ما يُميّز إنييستا هو وجود عين رائعة لإطلاق لتمريرة يمكنها دائمًا تحطيم صفوف أعتى الدفاعات العنيدة. يمكن القول أن أندريس إنييستا هو أعظم لاعب خط وسط في كل العصور، وهذا رأي شخصي يُعبر عن قائله فقط ولا يُلزم أي أحد بتقبل تلك الحقيقة، اختلف قابيل وهابيل، فلن نختلف نحن عن أفضل لاعبي خط الوسط؟

اقرأ أيضًا:

Mohamed Hamed

كاتب شغوف بالسينما والدراما، مُحب لعالم الغموض والألغاز والجرائم وأمتلك قدر لا بأس من المعرفة في عالم الرياضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى