من ما لا يعرف كريستوفر كولومبوس ، البطل المغوار الذي وقف له العالم تصفيقا واحتفاءا، وكتبت أمريكا إسمه بخط عريض وخصصت له يوما وطنيا للاحتفال به، ظنا منها أن الفضل راجع له في اكتشاف أمريكا وإثبات كروية الأرض من خلال رحلته، في حين أن كل ما فعله في الواقع هو التعدي على السكان الأصليين ونهب ثرواتهم وتعذيبهم واغتصاب نسائهم وأطفالهم. لا شك أنك على علم بالانجازات التي يطبل بها من قبل الاعلام ، لكنك حتما لم تسمع بالوجه المظلم للكشافة الإيطالي، بجرائمه وسفكه لدماء الأبرياء. وفي هذا المقال سنحدثك عن الجانب الخفي من كريستوفر كولومبوس.
1- يخير السكان الأصليين بين جمع الذهب أوالموت
أمر كريستوفر كولومبوس كل هندي يزيد عمره عن 14 عامًا بتزويد الإسبان بكمية كبيرة من الذهب، تحت تهديد القتل. كما سُمح لمن يعيشون في مناطق تفتقر للذهب بإعطاء القطن بدلاً من ذلك. والذين لا يتمكنون من ذلك كانت تبتر أياديهم ببشاعة وتعلق لتتدلى من أعناقهم، ثم ينزفون حتى الموت، وهم يصرخون باكين منادين آبائهم الذين يبكون قهرا هم الآخرين لأنهم ببساطة غير قادرين على مواجهة الطاغية المستبد، الذي يتبعه آلاف الجنود مدججين بالأسلحة المتطورة. فكانت النتيجة هي مقتل أكثر من 10 آلاف طفل.
2- كريستوفر كولومبوس والإجبار على الخضوع
بعد هجوم شنه أكثر من 2000 هندي للرد على جرائم كريستوفر كولومبوس البشعة، أمر هذا الأخير تابعه ألونسو دي أوجيدا ، بإحضار له ثلاثة زعماء هنود ، وأمر بقطع رؤوسهم علانية، أمام الجميع. كما أمر أوجيدا رجاله بالقبض على هندي آخر ، وإحضاره إلى وسط قريته ، و “قطع أذنيه” انتقامًا من فشل الهنود في مساعدة الإسبان في اجتياز مجرى مائي.
3- بيع القاصرات للإستغلال الجنسي
قام المستوطنون الإسبان تحت حكم كولومبوس ببيع فتيات يبلغن من العمر 9 و 10 سنوات للعبودية الجنسية، وقد اعترف كولومبوس بنفسه بهذا الجرم في رسالة أرسلها إلى Doña Juana de la Torre ، صديقة الملكة الإسبانية، حيث قال “هناك الكثير من التجار الذين يبحثون عن الفتيات الصغيرات ؛ أولئك اللواتي تتراوح أعمارهم بين 9 و 10 سنوات مطلوبون الآن ، لذا يجب دفع ثمن جيد “.
4- انتحار جماعي من قبل 50000 هندي بدل الخنوع للإسبان
دمر الهنود مخازنهم من الخبز حتى لا يتمكنوا لاهم ولا الغزاة من أكله، ورموا أنفسهم في المنحدرات ، وسمموا أنفسهم، وجوعوا أنفسهم حتى الموت. لم يعد الهنود الذين تعرضوا للابادة الجماعية والتعذيب والتشريد قادرين على تقديم ثرواتهم لكولومبوس وأتباعه الإسبان، فاستسلموا وقاموا بالانتحار الجماعي لتجنب القتل أو الأسر من قبل المسيحيين ، ولتجنب مشاركة أراضيهم معهم وحقولهم وبساتينهم وشواطئهم وغاباتهم ونسائهم، ببساطة مستقبل شعوبهم.
5- خطف كولومبوس واستعبد أكثر من ألف شخص في هيسبانيولا
وفقًا للتقارير التاريخية ، أمر كولومبوس باحتجاز 1500 رجل وامرأة ، وترك 400 منهم ، وحكم على 500 بإرسالهم إلى إسبانيا ، و 600 آخرين ليتم استعبادهم من قبل الرجال الإسبان المتبقين في الجزيرة. توفي حوالي 200 من أصل 500 حيث أرسلوا إلى إسبانيا أثناء الرحلة ، وألقوا بها من قبل الأسبان في المحيط الأطلسي.
6- الكلاب الشرسة مصير كل من يقاوم
بعد وصوله لجزر الباهاماس سنة 1492 التي أطلق عليها اسم سان سيلفادور، ووصوله إلى كوبا وجامايكا والعديد من الجزر الأخرى، كان باعتقاد كولومبوس أنه وصل إلى ما سمي حينها بـ “الهند الغربية”، هنا بدأ يكشر عن أنيابه وبدأ نهمه للثروة يسيل لعابه وبدأ يطلق العنان لوحشيته وطغيانه. فبمجرد دخول الإسبان بقيادة كولومبوس “للعالم الجديد” التي هي في الأصل جزر الكاريبي موطن السكان الأصليين، كان الهنود يخرجون لاستقبالهم عند مداخل المعابد ويغدقون عليهم بالذهب والمعادن النفيسة ترحيبا بهم، واحتفالا بالضيوف، لكن كولومبوس وحاشيته لم يكونوا مجرد ضيوف فقد ردوا على حفاوة استقبالهم بسلبهم أراضيهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وقتلهم.
هي أحداث كثيرة تم التكتم عنها من قبل التاريخ، والتي تثبت وحشية كولومبوس وانتهازيته، لدرجة أنه في حالة تمرد أحد الهنود أو رفضه لتسليم ملكيته وأرضه، كان كولومبوس يضعه في ساحة أمام الجميع، وهو مقيد اليدين والرجلين ويطلق عليه الكلاب الشرسة التي تبدأ في نهش لحمه، أمام الجميع دون رحمة أو شفقة، بينما هو وأتباعه يشاهدون وكأنه فيلم ممتع. ليس هذا فقط ولكنه كان يترك الجثة الممزقة حتى تتعفن وتتفسخ، ليعلم كل الهنود ما هي عاقبة التمرد وما الذي سيقع لهم إذا رفض أحدهم تسليم ملكياته.