نقد فني ومراجعات

أسوأ 3 حلقات ختامية في تاريخ المسلسلات.

ما الذي يجعل نهاية مسلسل سيئة؟ هو سؤال يمكن الإجابة عليه بأكثر من طريقة، ولكنّ أكثرها بساطة ووضوحاً هو إعادة التفكير في النهاية، وإعادة روايتها ذاتيّاً للتأكّد من منطقية الأحداث. بعد نهاية المسلسلات –خصوصاً النهايات السيئة منها- يعمد صنّاعها في العادة للتظاهر بأنّ شيئاً لم يكن وأنّ النهاية كانت مثالية في نظرهم (وربّما هي كذلك)، أو يعمدون إلى إلقاء المسؤولية على الآخرين. في الواقع، فمستوى المسلسل العام المرتفع يجعل في كثير من الأحيان من إنهائه مهمّة بالغة الصعوبة، فمن المفروض اختتام القصة على نحو يليق ببدايتها الجيّدة، والمسلسلات التي سنذكرها اليوم خير مثال على ذلك، فهي مسلسلات ذات شعبية جارفة، بعضها يصنّف من أعظم المسلسلات عبر التاريخ، لكنّ النهاية فيها لم تكن على المستوى الذي يطمح إليه المتابعون. ينبغي التنويه أنّ المقالة ستتضمّن حرقاً لنهاية المسلسلات المذكورة، فلنباشر:

Dexter: Remember the monster

لا أحد ينكر عظمة مسلسل Dexter، ربما هذه العظمة هي من جعلته في الأساس على هذه القائمة، فالمسلسل قدّم لنا واحدة من أفضل قصص القتلة المتسلسلين عبر التاريخ، حتى من خلال شخصيّاته الفرعية كقاتل الثالوث (trinity killer) وغيره الكثير، لكنّ المسلسل في نهايته دخل في منحنى متراجع، اختتمه بشكل كارثيّ في الحلقة الأخيرة من الجزء الثامن، فموت ديبرا، وحمل ديكستر لجثتها خارج المشفى دون أن ينتبه أحد أساساً لذلك، ومن ثمّ قيادته مباشرة باتّجاه الإعصار البحري (ذو التصميم الكارثي بالنسبة لمسلسل بهذا الحجم)، ونجاته منه وتحوّله إلى حطاب من بعد ذلك، وسفر حبيبته القديمة هانا إلى أمريكا الجنوبية لتتولى الاعتناء بولده اليتيم فقط لأنّه قرر إنهاء الأمر بهذا الشكل، كلّ هذه الأحداث في الواقع بعيدة كل البعد عن المنطق أو النهاية التي كان يتمناها المتابعون. أعاد صنّاع المسلسل المحاولة مرّة أخرى لتصحيح نهاية شخصية بهذه الأهمية في السلسلة الفرعية اللاحقة للمسلسل Dexter: New Blood، لكنّهم -وللأسف- وقعوا في نفس الفخّ مرة ثانية.

Game of Thrones: The Iron Throne

المسلسل الذي يصنّفه العديد كأفضل مسلسل في التاريخ على جميع الأصعدة، جمع فيه كل عناصر النجاح، من قصة محبوكة بالغة التعقيد، وشخصيات على مستوى ممتاز من الجودة الكتابية، وحوارات عميقة ذات دلالات عظيمة (وإن كانت هذه الصفة قد تراجعت بعض الشيء في الأجزاء الأخيرة)، وليس انتهاء بجرعة كبيرة من التشويق والمفاجآت، مترافقة مع موسيقى تصويرية من الأعظم بلا شكّ. لكنّ كثيراً من المتابعين يظنّون أن أعظم مسلسل في التاريخ لم يكتفِ من كسر الأرقام القياسية، فحصل كذلك على النهاية الأسوأ في تاريخ المسلسلات. قد يكون السبب في ذلك أنّ المعجبين اعتادوا على المستوى الأعلى في المسلسل بشكل دائم، الأمر الذي كان سيجعل النهاية مخيّبة بالنسبة لهم في جميع الأحوال، أو أنّ صنّاع المسلسل (حسب رأي المؤلّف جورج آر آر مارتن) قد استعجلوا بإنهاء القصّة ما جعل الخاتمة تبدو بعيدة كل البعد عن الإتقان، أو أنّ النهاية كانت بالفعل سيئة! في أيّ حال من الأحوال فالأمر المؤكّد أن الخاتمة لم تعجب الغالبية العظمى من معجبي المسلسل حول العالم.

How I Met Your Mother: last Forever

كثيراً ما يقارن المعجبون مسلسل How I Met Your Mother بالمسلسل ذو الشعبية الأوسع Friends، ولكنّ على الرغم من التشابهات فيما بينهم، إلّا أنّ المسلسل امتلك شخصيّته الخاصة التي رسّخته في قلوب الكثير من معجبيه، لكنّ نهاية المسلسل كانت نقطة الخلاف الأكبر لديهم، ففي نهاية العرض، لماذا لم يتمكّن تيد من الحصول على الحياة المثالية التي لطالما رغب بها؟ لماذا أصرّ صنّاع المسلسل على العلاقة بين تيد وروبين على الرغم من معرفتهم أنّ هذه العلاقة سامّة بالأصل للطرفين؟ لماذا تمّ التخلّص من شخصية تريسي في حلقات معدودة بعد كلّ الجهد الذي استغرقته حلقات المسلسل أساساً في الوصول إليها؟ أسئلة تجعل نهاية هذا المسلسل المحبوب موضع شكّ لدى العديد من المتابعين، بل وأسوأ نهاية في تاريخ المسلسلات عند العديد منهم.

Mostafa Musto

طالب طبّ وكاتب محتوى، مهتمّ بالمجالات العلمية والثقافية والفنّية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى