متّع عينك يا فقير بأفضل 10 مباريات في تاريخ ميسي

أن تُشاهد ليونيل ميسي على أرضية المستطيل الأخضر إنه لشرف كبير، ولكن أن تكون شاهدًا على أداء أسطوري لا ينسى، فذلك هو قمة الكمال الكُروي الذي يمكن أن يصل إليه أي مُشجع. بصراحة كل مباراة للساحر الأرجنتيني هي كنز لكل متفرج على أرضية الميدان أو من المنزل، فمُعاصرة الليو هي ميزة يا صديقي ستُحرم منها الأجيال القادمة.

يقدم ليو دائمًا عروض لا تصدق ولكن هناك بعضها ما يبرز للغاية نظرًا لمدى الأداء المتميز الذي يُقدم من الأسطورة الأرجنتيني. بصراحة، إنها لمهمة صعبة للغاية لترتيب أفضل عشر مباريات لعبها ليونيل ميسي في مسيرته، بالنظر إلى مدى تألقه لأكثر من 15 عامًا مع برشلونة والمنتخب الأرجنتيني وحاليًا باريس سان جيرمان.

البرغوث لا يحتاج إلى مقدمة؛ لقد كان في صدارة اللعبة لأكثر من عقد من الزمان. منذ أن اقتحم الأرجنتيني دائرة الضوء في عام 2007، كان قوة هائلة يحسب لها حساب؛ مُحطمًا لجميع الأرقام القياسية، والفائز بكل الجوائز الفردية والألقاب تقريبًا، جنبًا إلى جنب مع الأداء المذهل الذي يجعلنا نشاهد بإعجاب.

إحصائيًا، لم تكن هناك مباراة سيئة لليو بمعنى الكلمة. ومع ذلك، فقد تميزت بعض مبارياته بشكل بارز بسبب جودة الأداء شبه المثالي الذي قدمه ليونيل ميسي. أدناه، نلقي نظرة على أفضل 10 منهم:

برشلونة 2-0 مانشستر يونايتد (27 مايو 2009)

كانت الاستعدادات لنهائي دوري أبطال أوروبا لعام 2009 تدور حول ميسي ضد كريستيانو رونالدو – التنافس الذي كان لا يزال في مراحله الأولى ولكنه أثار بالفعل ضجة كبيرة حتى قبل انتقال الأخير إلى ريال مدريد.

رونالدو كان لديه بالفعل كرة ذهبية واحدة في جعبته قبل مواجهة روما، لكن ميسي كان في طريقه للتغلب على منافسه والظفر بلقب أفضل لاعب في العالم، وقطع أدائه في الملعب الأوليمبي شوطًا طويلاً نحو تحقيق كرته الذهبية الأولى من أصل سبعة.

على الرغم من الحديث قبل المباراة عن قدرة رونالدو في الارتقاء في الكرات العالية باعتبارها ميزة كبيرة لديه على ميسي، إلا أن الأرجنتيني هو الذي استخدم رأسه لتحقيق تأثير أكبر حيث انتزع فريق بيب جوارديولا المجد وظفر بدوري أبطال أوروبا.

ارتقى ميسي بقفزة تتحدى الجاذبية لإرسال رأسية دائرية فوق إدوين فان دير سار وفي مؤخرة الشباك، ليحقق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة لناديه ويُحقق لنفسه أداء فردي رائع في مباراة نهائية كبيرة.

ريال مدريد 2-6 برشلونة (2 مايو 2009)

قد يكون تقمص دور البطولة في مباراة بستة أهداف أمام ريال مدريد كان أحد العروض البارزة في مسيرة ميسي المهنية، شيئًا يستحق الإشارة إليه بالتأكيد، لكن أهمية هذه اللعبة بالذات تذهب إلى أبعد من حقيقة أن برشلونة سجل أكبر فوز له على الإطلاق في ملعب سانتياغو برنابيو وهو إنجاز كبير بالتأكيد.

لعب ليونيل ميسي كـ “False 9” لأول مرة من قِبل بيب جوارديولا، صنع ميسي هدف برشلونة الأول لتييري هنري ليُعادل النتيجة بعد 18 دقيقة ثم أحرز بنفسه هدفين آخرين.

الأول جاء من تسديدة أرضية رائعة قبل 10 دقائق من نهاية الشوط الأول، بينما الهدف الثاني جاء بعد تهويشة لكاسياس قبل أن يُسدد الكرة في الزاوية القريبة ليجعل النتيجة 5-2.

كان بإمكان ميسي تسجيل المزيد من الأهداف في تلك المباراة التي لن تُمحى من ذاكرة عشاق البلاوغرانا، حيث أضاع ثلاث فرص رائعة للغاية ولكن انظر إلى المُحصلة النهائية: هدفين وأسيست وأداء لا يُنسى في قلب البرنابيو.

جعل ميسي من البرنابيو ملعبه في تلك المباراة واستمتع برشلونة بالفوز في تلك المباراة في موسم مذهل أصبح فيه أول فريق إسباني يفوز بالثلاثية.

برشلونة 8-0 أوساسونا (17 سبتمبر 2011)

سجل ميسي ثلاثة أهداف وصنع هدفين آخرين في نفس المباراة في ثلاث مناسبات مختلفة، ولكننا سنذكر تلك المباراة في قائمتنا على أي حال وسنحتفي بذلك الأداء الذي قد لا يحدث سوى لمرة واحدة فقط لجميع اللاعبين الآخرين ولكن ميسي ليس ببشري أليس كذلك؟

بزغ نجم الأرجنتيني بقوة في المباراة التي أباد فيها أوساسونا 8-0، وكان من الممكن أن يكون أدائه أكثر إثارة للإعجاب، بعد أن سدد رأسية كانت قريبة من هز الشباك وضربت كرته القوية العارضة قبل نهاية المباراة.

كان برشلونة عدوانيًا للغاية هجوميًا منذ بداية المباراة، حيث تقدم 5-0 في غضون 41 دقيقة مع ميسي الذي كان له يد مباشرة في ثلاثة من تلك الأهداف – سجل هدفين بنفسه وصنع لسيسك فابريجاس هدف آخر.

كانت القصة مماثلة في الشوط الثاني، حيث استغل ميسي تمريرة تشافي ليُسكن كرة رائعة داخل الشباك، ووضع الأرجنتيني حبة الكرز بشكل مثالي على الكعكة بنفسه بتسديدة مميزة ليُكمل تسجيل الهاتريك.

برشلونة 3-0 ليفربول (1 مايو 2019)

جاء الهدف رقم 600 لميسي بقميص برشلونة بأسلوب مثير حيث بدا حينها أنه وضع لفريقه قدمًا في نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب ليفربول في عام 2019.

كانت أولى أهداف ميسي في ذهاب الدور نصف النهائي من أسهل الأهداف في مسيرته أسكن الكرة في شباك فارغة بعد أن استغل تسديدة لويس سواريز التي ارتطمت بالعارضة، لكن ما حدث في الدقائق اللاحقة كان أسطوري بمعنى الكلمة.

حتى بالنسبة للاعب من نوعية ميسي، فإن الركلة الحرة التي تم منحها لبرشلونة في الدقيقة 82 بدت بعيدة جدًا عن المرمى، لكن الأرجنتيني فريد من نوعه لا يخضع أدائه لأي نوع من التقييم البشري المُعتاد.

جعلت تلك الضربة الحرة النتيجة 3-0 في الليلة التي بدا فيها أن برشلونة حجز مكانًا في النهائي، ولكن ليفربول بعد أسبوع كان على موعد مع واحدة من أعظم الريمونتادات في دوري أبطال أوروبا على الإطلاق في مباراة الإياب على ملعب آنفيلد.

برشلونة 4-1 آرسنال (6 أبريل 2010)

كان آرسنال ضحية للأداء الفذّ من ميسي في العديد من المرات، وأربعة من أهدافه التسعة ضد آرسنال جاءت في ليلة واحدة رائعة في أبريل 2010.

تقدم فريق أرسين فينجر في كامب نو قبل أن يتحكم ميسي في زمام الأمور بكل سيطرة، ليُعادل الكفة من خلال تسديدة رائعة في الزاوية العليا من حافة منطقة الجزاء.

الثاني أتى لمسة رائعة بيمينه، بينما نجح في إتمام الهاتريك قبل نهاية الشوط الأول عن طريق انطلاقة رائعة أنهاها بكرة ساقطة من فوق الحارس.

بعد أن كان المُزعج الأول وصاحب الفضل في التعادل 2-2 في مباراة الذهاب على ملعب الإمارات، أكد ميسي على سطوته وسجل الهدف بعد مراوغة رائعة لدفاع الفريق اللندني انتهت بتسديدة جميلة مرت من بين قدمي الحارس ألمونيا، ليُسجّل أول سوبر هاتريك في مسيرته.

ريال مدريد 0-2 برشلونة (27 أبريل 2011)

لم يكن هناك نهائي “كلاسيكو” دوري أبطال أوروبا من قبل، وكان أقرب ما وصلنا إليه عندما تواجه الغريمان الآزليان في نصف نهائي 2010-11. في حقبة سيئة السمعة فيما يخص الأحداث الغير رياضية، كانت هذه ذروة التنافس في الكلاسيكو، حيث كان جوزيه مورينيو هو مدرب ريال مدريد وجوارديولا الشاب الذي وضع معايير جديدة لكرة القدم كمدرب لبرشلونة.

كانت مباراة الذهاب في نصف النهائي مليئة بالشد والجذب قبل أن يفاجأ ميسي برنابيو مرة أخرى، واستمرت الصدمة حيث طُرد بيبي مباشرة من صفوف الريال بعد تدخل عنيف على البرازيلي داني ألفيش.

كان تألق ليونيل ميسي هو الذي أحدث الفارق في النهاية؛ سجل المهاجم الأرجنتيني الهدف الافتتاحي بعد استلامه لعرضية على القائم القريب ليسجل الهدف الافتتاحي بعد 77 دقيقة، قبل أن يسجل أحد أفضل الأهداف في تاريخ دوري أبطال أوروبا ليختتم المباراة بفوز مستحق.

قبل ثلاث دقائق فقط من الوقت الأصلي المتبقي من زمن المباراة، انطلق ميسي بالكرة من على بعد 40 ياردة من المرمى قبل أن يراوغ أربعة مدافعين لريال مدريد بطريقة جميلة ويضع الكرة في النهاية داخل شباك إيكر كاسياس.

الأرجنتين 3-2 نيجيريا، (25 يونيو 2014)

في حين أنه من الصعب اختيار أفضل المباريات في مسيرته المذهلة، إلا أن هناك حجة قوية تؤكد أن كأس العالم 2014 كانت أفضل لحظات ميسي دوليًا مع منتخب بلاده.

كان النجم قد ساهم بالفعل في تحقيق التانغو لانتصارات ضد البوسنة والهرسك وإيران واحتفل بعيد ميلاده السابع والعشرين في البرازيل عندما عاد للسحر مرة أخرى في مباراة الأرجنتين الأخيرة بالمجموعة.

نجحت نيجيريا في الدفاع أمام رجال المدرب أليخاندرو سابيلا بقوة طوال الوقت، لكن لم يكن لديها رد على ليو، الذي سجل هدفين من أهداف منتخب بلاده الثلاثة ليرسلهم إلى دور الستة عشر بسجل مثالي من ثلاثة انتصارات من أصل ثلاثة مباريات.

برشلونة 7-1 باير ليفركوزن (7 مارس 2012)

فيما يخص أقصى ما يُمكن أن يصل إليه أداء لاعب كرة قدم في مباراة واحدة، فإن مباراة إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا ضد باير ليفركوزن تقف وحدها كأحد أفضل أداءات ميسي الفردية على الإطلاق وفي تاريخ كرة القدم بشكل عام.

أصبح الأرجنتيني أول لاعب يسجل خمسة أهداف في مباراة واحدة في دوري أبطال أوروبا، في حين أنها أيضًا المرة الوحيدة التي يحقق فيها ميسي هذا الإنجاز في مباراة عبر جميع المسابقات.

لقد سجل بالفعل هدفًا وصنع آخر في مباراة الذهاب ليُعزز حظوظ برشلونة في التأهل في المباراة التي انتهت بفوز البرسا بثلاثة أهداف مقابل هدف، لكن أدائه من فئة الخمس نجوم ضد ليفركوزن أخذ ما سيصبح عامًا قياسيًا لاحقًا إلى آفاق جديدة.

تألفت أهداف ميسي الخمسة من هدفين ساقطين “لوب” بطريقة جميلة، واثنين من التسديدات الدقيقة في الزاوية السفلية لمرمى الفريق الألماني، وإنهاء رائع في زاوية ضيقة، مما أدى إلى انتصار إجمالي 10-2.

فشل برشلونة في النهاية في تحقيق دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، لكن ميسي أنهى موسم 2011-12 بتسجيل 73 هدفًا في 60 مباراة فقط وهو رقم إعجازي فشل في تحقيقه أي لاعب آخر، ليصبح أفضل هداف للنادي في موسم واحد في عمر 24 عامًا فقط.

برشلونة 4-0 مانشستر سيتي (19 أكتوبر 2016)

بعد أن تسبب في دمار كبير للأندية المنافسة كلاعب برشلونة تحت قيادة جوارديولا، عاد ميسي ليطارد مدربه السابق بنفس النهج المُعتاد خلال مباراة دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا عام 2016.

استفاد المهاجم من بعض التماثيل المدافعة عن مان سيتي ليفتتح التسجيل بعد 17 دقيقة، وأتيحت له الفرصة للاستمرار في تسيد المباراة فرديًا – بعد أن تم تقليص مان سيتي إلى 10 لاعبين بعد طرد الحارس التشيلي كلاوديو برافو – حيث قدم أداءً فيما تبقى من المباراة لن يُنسى على الإطلاق.

سجل ميسي ثنائية آخرى في خلال ثمان دقائق فقط ليُكمل الهاتريك، قبل أن يفوز بركلة جزاء انبرى لها نيمار وأسكنها في شباك الحارس البديل ويلي كاباليرو.

واصل برشلونة هجومه على دفاعات السيتي، حيث مرر ميسي لنيمار مرة أخرى بعد دقيقتين فقط، ولم يتردد البرازيلي في إسكان الكرة في الشباك، لتنتهي تسعين دقيقة من التعذيب لفريق مدربهم الأكثر نجاحًا على الإطلاق بانتصار برباعية نظيفة.

برشلونة 3-0 بايرن ميونيخ (6 مايو 2015)

تتناثر مسيرة ميسي في الملاعب بلحظات لا تُنسى التي لا تترك للمشاهدين أي خيار سوى الجلوس والاستمتاع بالسحر الكروي الذي يُقدم على المستطيل الأخضر، وكان أحد أبرز هذه اللحظات هو هدفه الثاني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2014-2015 ضد بايرن ميونيخ عندما جن جنون عصام الشوالي بالفعل وعلق بجملته الشهيرة “يا بابا يا بابا”.

تخطى “سيد معزة” جيروم بواتينج بسهولة محرجة، تاركًا المدافع المهزوم على الأرض في أعقابه، قبل أن يسخر من أحد أعظم حراس المرمى في التاريخ برفع الكرة فوق مانويل نوير بقدمه اليمنى “الأضعف”.

كان هذا الهدف الفردي المبدع سيبدو أكثر من جيدًا لو سُجّل بمفرده فقط في المباراة، لكنه كان مجرد أحد اللقطات الإبداعية التي صنعها ميسي خلال النصف الأخير من الشوط الثاني للمباراة، حيث سجل هدف آخر وصنع الثالث.

هدف الليو الثاني في تلك المباراة جاء تسديدة قوية منخفضة في شباك نوير في زاويته القريبة في الدقيقة 77، وأنتج تمريرة ساحرة بعد ثلاث دقائق فقط من ذلك الهدف الرائع، حيث أرسل نيمار في انفراد صريح ليختتم التسجيل بعد أربع دقائق من بداية الوقت الإضافي.

خسر برشلونة مباراة الإياب 3-2 في ألمانيا، لكنه حجز مقعده في المباراة النهائية في مجموع المباراتين ثم تغلب على يوفنتوس ليفوز باللقب الأخير له حتى الآن.

لا تكفيك الكلمات وصفًا يا ليو

نعلم أن تلك القائمة قد تكون مُجحفة في حق ميسي الذي قدّم عشرات العشرات من المباريات الرائعة ولكن حتى نسرد ونقوم بفرد مساحة الحديث بشكل أكبر، نحتاج لعشرات المقالات ورُبما لكتاب ولن أستغرب إذا أمتد الأمر لكتابة مُجلّد، فلا توجد أي مادة مقروءة قادرة على أن تُوفيه حقه وحتى الإحصائيات لن تعطينا صورة مقربة عن أدائه الخرافي في الملاعب، ولكننا حاولنا على الأقل الشعور ببعض النوستالجيا واسترجاع الذكريات مع عشرة من أفضل مباريات ميسي على الإطلاق الذي سيُعلّق حذائه خلال أعوام قليلة وستنتهي حينها مسيرة واحدًا من أفضل من أنجبت كرة القدم على الإطلاق.

اقرأ أيضًا عن الأسطورة ليونيل ميسي:

Exit mobile version