منذ عودة بيكيه لتمثيل نادي برشلونة -الذي لعب له في صغره- عام 2008 قادماً من مانشستر يونايتد الإنجليزي، ظهرت العديد من الأخبار التي تتناول العلاقة المتوتّرة بين نجم الدفاع الكتالوني وأسطورة نادي برشلونة والأرجنتين ليونيل ميسي، ورغم ذلك، بقي كل من اللاعبين خلال العقد الذي تلا هذا الانتقال ركيزة أساسية من ركائز النادي الكتالوني، وإن كان كلّ منهما يعمل بطريقته الخاصة، لكنّ العلاقة بينهما خلال كل تلك السنين بقيت مادة دسمة للصحافة الكتالونية والإسبانية.
حقائق جديدة تكشفها الصحافة الإسبانية عن المشاكل بين ميسي وبيكيه:
تفجّرت الدراما بين كل من ليونيل ميسي وجيرارد بيكيه مرة أخرى في الإعلام في الآونة الأخيرة، وخصوصاً بعد خروج ميسي الخلافي من نادي برشلونة الذي مثّله بشكل رسمي منذ عام 2004، وحملة تقليل الرواتب بين أعضاء الفريق الأول، وتحديداً بيكيه الذي خفّض راتبه بشكل كبير لتشجيع باقي زملائه على الإقدام على فعل مشابه، في سبيل لدعم اقتصاد النادي الذي عانى الأمرّين بعد فترة بارتوميو الكارثية على الصعيد الاقتصادي.
شهدت الفترة الأخيرة إصدار كتاب حاز على صدى كبير في الأوساط الرياضية الإسبانية والكتالونية تحديداً، حمل عنوان “Glory to Hell”، وهو من تأليف عدد من الصحفيين الرياضيين المشهورين كـ سيكي رودريغيز، سيرجي إسكوديرو، وأدريا سولديفيا، حيث كشفوا من خلال هذا الكتاب أحداث تلك الفترة الصعبة في تاريخ النادي، والتي كانت تحمل اسم جوزيب ماريا بارتوميو عنواناً، كونه رئيس النادي حينها.
بات معروفاً في الآونة الأخيرة بعد انتهاء فترة ولايته، أنّ الصفقات الكبيرة الفاشلة التي أجراها بارتوميو أثناء فترة قيادته سبّبت مشاكل تراكمية أودت في النهاية إلى أزمة اقتصادية ساحقة ضربت نادي برشلونة، حيث حملت هذه الأزمة تبعات كارثية على النادي، لعلّ أهمّها إجبار أسطورة النادي ليونيل ميسي على الرحيل، والذي حدث بعد انتهاء فترة بارتوميو، وتولّي جوان لابورتا زمام الأمور في البيت الكتالوني.
يوضّح الكتاب أيضاً أنّ موافقة بيكيه على تخفيض راتبه الكبير لم يتمّ تلقيها جيداً من قبل ليونيل ميسي، حيث أفادت التقارير الصحفية بغضبه من هذه الموافقة، وذلك لأنّها رفضت من قبل بيكيه نفسه قبل خروج ميسي من النادي، ما زاد الطين بلّة بخصوص مشكلة الأجور في برشلونة وتعارضها مع قوانين اللعب المالي النظيف، وسرّع برحيل النجم الأرجنتيني عن صفوفه.
تأتي هذه التطورات مع زيادة الأمور في البيت الداخلي للنادي الكتلوني تعقيداً في الفترة الأخيرة، خصوصاً مع ظهور تسريب لتسجيلات صوتية يظهر فيها بيكيه وهو يستعمل اسم ميسي كورقة للمفاوضات بخصوص كأس السوبر الإسباني مع الجانب السعودي؛ والذي استضاف الحدث الرياضي الهامّ في السنوات الأخيرة.
يذكر أنّ العلاقة بين ميسي وبيكيه لطالما كانت متوتّرة أثناء أيامهما سويّاً في النادي، فقد تمّ رسمهما كأعداء من قبل الصحافة الرياضية الكتالونية في عدد من المواقف، لكن هذه التوترات كانت سرعان ما تخبو ويختفي أثرها، كونها تسبب مشاكل غير ضرورية على مستوى النادي ككلّ.
في جميع الأحوال، في كرة القدم، يصعب استبعاد هذه الاحتمالات، خصوصاً مع المرارة الحارقة التي تركتها فترة بارتوميو في جسم نادي برشلونة.