قد يتسائل البعض منا، من لا يريد أن يكون ممثلاً؟ أليس من الرائع الحصول على أجر عال لمجرد التظاهر بأنك شخص آخر؟ بل وستنال مكافأة عظيمة، ستصبح مشهوراً، ومحبوبا، وسيتهافت عليك الجميع. قد يشكل هذا حلما للكثير من الناس، لكن دعني أخبرك أن الأمر ليس بهذه الروعة. فمهنة التمثيل ليست بالسهولة التي تبدو عليها، على الرغم من الأضواء اللامعة والسجادات الحمراء المغرية، تنطوي مهنة التمثيل على الكثير من المشقة والصعوبات العويصة التي لا تظهر على السطح في غالب الأحيان. في هذا المقال سنتعرف على 5 نماذج حية، لممثلين تحملوا الجحيم في سبيل تقمص أدوار سينمائية.
5- ليوناردو دي كابريو – The Revenant
دخل فيلم The Revenant التاريخ من بابه العريض، ليس بسبب عظمته فحسب، ولكن بسبب كونه الفيلم الأول بعد محاولات عديدة من طرف ديكابريو للفوز بجائزة الأوسكار، إذ استحق الإشادة الكبيرة التي تلقاها بسبب تقمصه الرهيب للشخصية الرئيسة بالفيلم، والتي تطلبت منه كثيرا من الجهد المضني.
لقد توجب على ديكابريو تحمل الكثير من المشقة في سبيل تقمصه للشخصية، حيث كان مجبرا على ارتداء بذلة الدب الثقيلة والرطبة، إلى جانب عدم التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة جدا، مما تسبب له في انخفاض رهيب في حرارة جسمه. كل هذه الأشياء جعلت ديكابريو يصف تجربته القاسية هذه بكونها “أليمة جدا”.
يحكي الفيلم عن رجل يذهب في رحلة استكشافية لتجميع الفراء من أجل تجارته المربحة، وذلك خلال عشرينيات القرن التاسع عشر، ليجد نفسه فجأة وهو يقاتل من أجل البقاء على قيد الحياة، بعد أن تعرض لهجوم دب عنيف، وبعد خيانة أحد أصدقائه له.
4. آن هاثاوي – Les Misérables
نادرًا ما تنجح الأعمال السينمائية الموسيقية في أن تصبح نابضة بالحياة وواقعية ، لكن طاقم تمثيل البؤساء بذلوا قصارى جهدهم لضمان إيصال شعور البؤساء حقا للمشاهد. فقد خسر البطل هيو جاكمان وزنًا، واكتسبه مرة أخرى لتصوير رحلة شخصيته مع مرور الزمن، بينما خاض راسل كرو أبحاث مكثفة لتبني تفاصيل شخصيته الخسيسة.
ومع ذلك ، يمكن القول إن الجهد الحائز على جائزة الأوسكار هو ذاك الذي قامت به آن هاثاواي ، بحيث تعرضت الممثلة لضغط هائل سواء عضويا أو نفسيا، واضطرت لخسارة الكثير من وزنها، وحلق شعرها تماما، إلى جانب تشرب مشاعر الأسى والقلق النفسي بشكل جنوني، مما كلفها الكثير والكثير من الجهد والمشقة.
3. هيث ليدجر – The Dark Knight
شخصية جوكر، هي من الشخصيات الأكثر جنونا وعبقرية في تاريخ السينما العالمية، لذا فتشخيصها ليس بالأمر السهل أبدا، وهو ما جعل النجم الراحل هيث ليدجر يذهب إلى أبعد الحدود، ويتحدى نفسه في محالة منه لمقاربة الشخصية من منظور جديد واستثنائي.
لم يكتفِ ليدجر بالتفرج أثناء تطوير الشخصية وبناءها ، فقد انخرط بشكل كبير في سيرورة تصميم شخصية جوكر. حيث عزل نفسه في أحد فنادق لندن لأكثر من شهر ، وعمل على إتقان الشخصية وسلوكياتها وصوتها مع الاحتفاظ أيضًا بـ “يوميات جوكر”. لقد أثر الأمر برمته على ليدجر ، الذي كان يعاني بالفعل من مشاكل مع الأرق والتي ارتفعت بشكل كبير أثناء تحضيره للشخصية. وفي أعقاب وفاته، بدأت الشائعات تنتشر بأن دوره الجوكر كان له تاثير في قضية انتحاره. ومع ذلك ، سرعان ما دحضت أخته هذه الشائعات ، وعلقت على أنه في الفترة التي سبقت وفاته ، “كان يستمتع بالدور، ولم يكن مكتئبًا أبدا”.
2. كريستيان بيل – The Machinist
كريستيان بيل ليس بعيدا جدا عن الأدوار التي تتطلب تحويل وزن الجسد واللعب به من أجل أدوار معينة، ومع ذلك ، فقد أخذ الأمور إلى مستوى مختلف تمامًا في فيلم The Machinist عام 2004 ، وهو فيلم لعب فيه بيل دور تريفور ريزنيك ، وهو رجل يعاني من الأرق الحاد ونوبات جنون العظمة والشعور بالذنب والوهم.
كان المخرج مصمما على استخدام الملابس الفضفاضة والمكياج لتحقيق مظهر ريزنيك الهزيل. غير أن بيل رفض ذلك، وفضل أن يظهر شكل البطل واقعيا، مما جعله يتبع نظامًا غذائيًا قاسيا يتكون من تفاحة وماء وقهوة فقط طوال اليوم وكل يوم، بالإضافة إلى الويسكي والكثير من السجائر. إلا أن خسر حوالي 62 رطلاً أثناء التصوير.
1. دانيال داي لويس – My Left Foot
قد تختلف آراء كل واحد منا حول ماهية الممثل العظيم، وحول طريقة تقمص الدور المثالي، لكننا نتفق جميعا أن دانيال داي لويس هو معجزة عصره من الممثلين الكبار، الشيء الذي جعل خبر اعتزاله في عمر ليس بالكبير، من أكثر القرارات المحزنة على الإطلاق في ساحة هوليود. ولعل هذا القرار يكشف مدى المجهود الذي كان يبذله النجم الانجليزي في كل دور كان يلعبه إلى حد الإتقان.
لعب داي لويس دور كريستي براون ، وهو رجل مصاب بشلل دماغي يجعله عاجزا عن التحكم في جسمه، باستثناء قدمه اليسرى. لتصوير الشخصية بدقة ، قام الممثل بالكثير والكثير. إذ لم يطلب فقط أن ينادي عليه الجميع باسم كريستي براون عوض اسمه الحقيقي فقط ، لكنه رفض ترك كرسيه المتحرك، حتى أن مساعدي الإنتاج اضطروا إلى حمله على مجموعة من المعدات بين المشهد والآخر. كانت هناك أيضًا بعض التقارير التي تفيد بأن المساعدين اضطروا إلى إطعامه بالملعقة أثناء استراحات الغداء. كان داي لويس منغمسا في الدور بشكل كلي لدرجة إصابة ضلوعه بسبب الجلوس المستمر على كرسيه.