ترفيه

بشرى لكل الجيمرز … دراسة تؤكد أن الألعاب الإلكترونية تحسن الصحة النفسية

من منا لم يسمع يوما عتابا من طرف والدته، بسبب قضائه لوقت طويل في ممارسة الألعاب الإلكترونية، أو سمع تحذيرا منها في أحد البرامج التلفزيونية، بدعوى أنها ترسخ العنف في النفس، وتشجع على إهمال الدراسة، وتسبب العديد من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والإدمان، بفعل الإنطواء والتسمر لساعات طويلة أمام الشاشة. لقد ظهرت دراسة علمية جديدة تجعل كل هذه الأفكار نمطية، تم تداولها بشكل مضجر دون الوقوف عند صحتها بشكل دقيق وحاسم. حيث استعرض تقرير نُشر في مجلة JMIR Serious Games بحثًا عن تأثير ألعاب الفيديو على الاكتئاب والقلق ومخاوف أخرى تتعلق بالصحة العقلية والنفسية، ووجدت أن هناك أدلة علمية تثبت إمكانية تحسين الألعاب الإلكترونية للصحة العقلية ، خاصة للأشخاص الذين لا يمكنهم الوصول إلى أنواع أخرى من العلاج بسبب التكلفة.

نتائج صادمة

الألعاب الإلكترونية

في هذه الدراسة، نظر باحثون من Lero ، وهو “مركز أبحاث مؤسسة أيرلندا لعلوم البرامج” ، في دراسات سابقة لمعرفة ما إذا كانت ألعاب الفيديو التجارية (وليس فقط الألعاب العلاجية المتخصصة) قادرة على سد الثغرات الموجودة في علاج الصحة النفسية المعتمد من طرف الطب النفسي، لا سيما الاكتئاب والقلق. وبالفعل وجد الباحثون دليلاً على أن الألعاب الإلكترونية يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب ، مثل فقدان المتعة والشغف. ووجدت كذلك الدراسة أن بعض الألعاب مثل “Minecraft” و “Animal Crossing: New Horizons” تعزز الترابط الاجتماعي وتقلل الشعور بالوحدة في صفوف لاعبيها.

توفر ألعاب الفيديو التواصل والاتصال، وهو جانب مهم من جوانب الصحة النفسية، إنه الشعور بأنك جزء من مجتمع يشمل أشخاص متشابهين في التفكير، يقدرون انضمامك إليهم ويشاركونك هدفك داخل اللعبة.

الدكتور جلين بلات

بهذه الكلمات شرح جلين بلات مضمون الدراسة، وهو دكتور وأستاذ التكنولوجيا الناشئة ومدير برنامج دراسات الوسائط التفاعلية في جامعة ميامي في أوهايو. والذي أضاف أيضا أن بعض الألعاب الإلكترونية يمكن أن توفر مزايا تنظيم الحالة المزاجية أيضًا. ففي إحدى الدراسات الأخرى، كان لدى المراهقين الذين لعبوا لعبة “ماريو كارت Mario Kart” مهارات تنظيم عاطفي أفضل من أقرانهم الذين لم يلعبوا اللعبة. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن استخدام الألعاب الإلكترونية كإلهاء علاجي يمكن أن يساعد في تنظيم الحالة المزاجية وتقليل الاهتزاز العاطفي وحتى إثارة الفرح.

ألعاب الفيديو كبسولة دوائية ضد القلق

الألعاب الإلكترونية

أظهرت الدراسات التي راجعها الباحثون أيضًا أن ألعاب الفيديو يمكن أن تساعد في معالجة أعراض القلق وتخطيها. في إحدى التجارب ، شهد الأشخاص الذين يعانون من القلق والذين لعبوا لعبة برج الدفاع “Plants vs. Zombies” أربع مرات في الأسبوع لمدة نصف ساعة على الأقل، درجة تحسن أفضل من أولئك الذين تناولوا الأدوية. وفي بعض التجارب الأخرى، تم وصف ألعاب فيديو كوصفة طبية مثل “Max and the Magic Marker” للمساعدة في منع القلق المتزايد لدى الأطفال.

ضربة موجعة لمنتقدي الألعاب الإلكترونية

بالإضافة إلى الكشف عن الفوائد العلاجية لألعاب الفيديو التجارية ، وجد التقرير أيضًا أن هذه الألعاب يمكن أن تساعد في تقديم دعم متين وحقيقي للصحة النفسية عند الحاجة إليه بشدة. فقد لاحظ الباحثون أن ممارسة ألعاب الفيديو شائعة بكثرة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 54 عامًا ، والذين يميلون أيضًا إلى مواجهة معدلات عالية من المشاكل النفسية .إن كل هذه الفوائد التي تتضمنها ممارسة الألعاب الإلكترونية، تضرب صرح الانتقادات الذي بناه معارضو الألعاب، ويثبت مدى خطئهم في التركيز دائما على الجانب السلبي لها. وربما يمكن لهذه الدراسة أن تغير تلك النظرة النمطية الشائعة والمغلوطة عن الألعاب الإلكترونية على نطاق واسع.

تصفح أيضا:

حفصة المخلص

خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال وطالبة في الماجستير، شغوفة بكل ما له علاقة بالسينما والفنون، ومتعطشة للمعرفة بكل أصنافها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى