تقنية وعلوم

الموسيقى والرقص لمحاربة الزهايمر!

تنتابنا كثير من اللحظات التي نحس فيها بالانكسار والأسى أو الحزن، وكل ما نفعله هو تشغيل الموسيقى المحببة لدينا والاستمرار في الاستماع حتى تتسرب لنا البهجة شيئا فشيئا إلى قلوبنا، أو نبدأ في تحريك أجسامنا في حركات رقص عشوائية تسمح للحزن بالتبدد والهرب بعيدا، فالموسيقى والرقص دون شك، هما معززان رائعان للمزاج. لكن ما يخفى على الكثير منا أن لهما فوائد كبيرة للدماغ أيضا، كما جاء في دراسة حديثة أجرتها الأمم المتحدة بشراكة مع منظمة الصحة العالمية، التي فجرت مفاجأة جديدة، معتبرة أن الرقص والموسيقى من شأنهما محاربة مرض الزهايمر، وبنسب عالية.

الموسيقى كمحفز للدماغ

الموسيقى

يتضمن الاستماع إلى الموسيقى اتصالات عبر الجانبين الأيمن والأيسر من الدماغ، مشكلة شبكة واسعة النطاق من التفاعلات، التي تتحكم في ميكانيزمات كثيرة مثل العواطف والذاكرة. وبالإضافة إلى تحفيز المراكز الاجتماعية في الدماغ، تعمل الموسيقى المحببة لدى الشخص على تنشيط مراكز المكافأة في الدماغ. مما يعني أنه من الجيد حقًا الاستماع إلى تلك الأغنية القديمة المفضلة ، المحملة دائما بالمشاعر الدافئة، لأن لها منافع جمة قد لا نعير لها انتباها.

تشير الدراسة كذلك إلى أن الاستماع إلى الموسيقى وتشغيلها يساهم في بناء أساس بلاستيكي عصبي والحفاظ عليه، مما يعني الحفاظ على نشاط الدماغ والمناطق المسؤولة عن الأداء اليومي القوي ، وبالتالي تحسين الصحة العامة ونوعية الحياة.

إن التغييرات في المواد الكيميائية في الدماغ المرتبطة بانخفاض مستويات التوتر التي يخلقها الاستماع للموسيقى، مثل زيادة الدوبامين وانخفاض الكورتيزول ، هو المسؤول عن خلق هذا التأثير الإيجابي للدماغ. لذا فالأشخاص بدءا من حديثي الولادة ، إلى كبار السن المصابين بمرض الزهايمر والخرف ، يمكن أن يستفيدوا بشكل كبير من استخدتم الموسيقى كأداة جبارة لتقوية الدماغ والقضاء على التوتر.

الرقص

33,000+ Dancing Man Pictures

وجد الباحثون أن الراقصين لديهم هياكل دماغية فريدة ، بما في ذلك زيادة حجم الحُصين، ويرتبط هذا الجزء من الدماغ ليس فقط بالوعي والتوجيه المكاني ، الذي يتم تطويره خلال الفترة الحساسة للطفولة المبكرة ، ولكن أيضًا بالذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى. لذا فالرقص المنتظم على الموسيقى ، أو حتى بدونها ، يرتبط مباشرة بتقوية التركيز وتحسين المزاج، مما يمنع مضاعفات مرض الزهايمر.

من المعروف أن الرقص يتطلب مهارات حركية كبرى والقيام بوظائف معرفية معقدة، مما يساعد على بناء مسارات جديدة يمكن للدماغ استخدامها بشكل أفضل في المستقبل، للحفاظ على الاحتياطيات المعرفية. كما أن الرقص بانتظام، وخاصة بممارسة التمارين الهوائية، يحسن بعض المشكال الأخرى التي يعاني منها الأطفال الصغار وكبار السن ، مثل اضطرابات التوازن و الذاكرة. كما أنه مفيد للصحة الجسدية وصحة القلب والأوعية الدموية.

تعلم اللغات إلى جانب الموسيقى والرقص

الموسيقى

تضيف الدراسة كذلك أن غرس الاهتمامات والمهارات الديناميكية ثقافيًا لدى الأطفال هو أفضل طريقة لضمان قدرات معرفية أعلى، واحتياطيات معرفية طويلة الأمد في سن الشيخوخة، على اعتبار أنه خلال مرحلة الطفولة ، يمر الدماغ بـمرحلة تعرف ب “الترقق القشري Cortical Thinning”. ومنذ مرحلة الولادة وحتى سن السادسة تقريبًا ، يمر الدماغ بضعف كبير في اتصالات الدماغ للتخلص من تلك التي لن يستخدمها.

يولد الانسان بقدرة على تعلم ومعالجة أي لغة، ولكن في حالة عدم تعرضه لأي لغة، فإن الدماغ سيضعف الروابط الضرورية، لكن في المقابل، يساهم التعرض للمزيد من اللغات في إنشاء روابط معقدة في الدماغ ، مما يحسن الوظيفة الإدراكية. مما يعني أن تعلم لغات متعددة يساعد الدماغ على معالجة المعلومات بشكل أفضل ، ومنه التعلم بسهولة أكبر. كما أنه يزيد من التحكم المعرفي من خلال تنظيم المعالجة الحسية. بحيث يصبح للدماغ قدرة أفضل على التحكم في الاستجابات، وتحويل الانتباه من مهمة إلى أخرى بسرعة، إلى جانب تحسين وقت رد الفعل.

في دراسة أجريت على أكثر من 200 مريض، يتحدثون لغتين مقابل أشخاص يتحدثون لغة واحدة، والذين يعانون من مرض الزهايمر ، أبلغ المرضى ثنائيو اللغة عن ظهور الأعراض بعد خمس سنوات من إبلاغ المرضى أحاديي اللغة. وعند مقارنة فئتي الدراسة، كانت الوظيفة الإدراكية الفعلية للمرضى ثنائيي اللغة أفضل من نظرائهم أحاديي اللغة. مما يؤكد صحة نظرية الدراسة التي تقول إن تعلم اللغات يساهم في محاربة الزهايمر وعدد من الأمراض الأخرى.

تصفح أيضا:

حفصة المخلص

خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال وطالبة في الماجستير، شغوفة بكل ما له علاقة بالسينما والفنون، ومتعطشة للمعرفة بكل أصنافها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى