لا يخفى على أيّ متابع مهتمّ برياضة كرة القدم أن جزءاً أساسياً من أداء الفريق يكمن في استقرار الجانب المعنوي لأفراده، والذي يعود بنسبة كبيرة إلى العلاقة الحسنة بين المدرب ولاعبيه، وقدرته على ضبط غرفة الملابس، والسيطرة على خفايا الأمور التي تحدث بعيداً عن أعين الإعلام في أروقة النادي. في مقالنا اليوم سنروي لكم 4 من أشهر قصص الخلافات بين مدربين ولاعبيهم وأكثرها تأثيراً في تاريخ اللعبة، خصوصاً في عصرها الحديث، فلنباشر:
السير أليكس فيرغسون وديفيد بيكهام
لا شكّ أنّ المشكلة التي نجمت بين كلّ من المدرب الكبير السير أليكس فيرغسون ونجم نادي مانشستر يونايتد حينها ديفيد بيكهام تعد واحدة من العلامات الفارقة في مسيرة النادي الإنجليزي في بداية الألفية، حيث أخذت الخلافات تتصاعد بين اللاعب الشابّ وبين المدرب الذي عرفت عنه الصرامة والحزم في تعامله مع لاعبيه، ووصلت هذه الخلافات إلى ذروتها في فبراير من عام 2003، بعد خسارة الفريق في إحدى مباريات الدوري، “لقد كان بيني وبين ديفيد قرابة 12 قدماً حينما سمعت شتيمة تخرج منه بعد الخسارة، حينها قمت برمي حذاء كرة القدم عليه.”
أرجع المتابعون سبب الخلاف بين الاثنين إلى التغير الذي طرأ على بيكهام بعد زواجه من فيكتوريا أدامز عضوة فرقة سبايس جيرلز الشهيرة. أدّى هذا الخلاف في آخر المطاف إلى خروج ديفيد بيكهام من نادي الشياطين الحمر في الموسم التالي، وانتقاله إالى ريال مدريد.
جوزيه مورينيو في ريال مدريد
جوزيه مورينيو هو واحد من أكثر الشخصيات إثارة للاهتمام في عالم كرة القدم، فإضافة إلى أنّه يعد من أفضل المدربين في العالم، يتمتع مورينيو بشخصية متناقضة مرحة وحازمة في الوقت واحد، مع صراحة منقطعة النظير تجاه الصحافة واللاعبين والإدارات التي يتعامل معها. لعلّ أبرز المحطّات في مسيرة المدرب البرتغالي في مسيرته مع نادي ريال مدريد كانت ليلة الكلاسيكو في شهر إبريل من عام 2011، وذلك حينما تمّ تسريب تشكيلة الفريق الملكي للصحافة الإسبانية، الأمر الذي أثار جنون مورينيو وجعله ينفجر صارخاً على لاعبيه في غرفة تغيير الملابس، حيث اتّهمهم بالخيانة، ووجّه أصابعه بالتحديد تجاه قائد النادي في ذلك الحين؛ الحارس إيكر كاسياس، لتكون تلك الحادثة بداية النهاية لمسيرة مورينيو في مدريد.
روبرتو مانشيني وماريو بالوتيللي
كان روبيرتو مانشيني-مدرب مانشستر سيتي حينها والمنتخب الإيطالي حالياً- يواجه مشاكل جدية في التعامل مع لاعبه صعب المراس ماريو بالوتيللي، وصرح عدة مرات بأنّه ينوي منح رأس الحربة الإيطالي “100 فرصة حتى يتحسن سلوكه”، ولكنّ السيل بلغ الزبى حينما خالف بالوتيللي تعليمات مدربه المباشرة للفريق بعدم ارتكاب أخطاء على زميلهم العائد من إصابة كليشي، حيث قام بالوتيللي حينها بزحلقته بشكل مباشر،” انتابني الجنون من تصرف بالوتيللي، فهرعت إليه وقمت بإمساكه من رقبته، ولكنّ ماريو يتمتع بقوة بدنية مذهلة، لذا لم أتمكن من تحريكه قيد أنملة.” خطّّت هذه الحادثة الأيام الأخيرة لبالوتيللي في مانشستر.
ديليو روسي وآدم لياييتش
من يعرف المدرب ديليو روسي يعرف أنّه لا يتقبل المزاح والتهكّم بصدر رحب على الإطلاق، والدليل الأكبر على ذلك ما حدث في مبارة فيورينتينا في الدوري الإيطالي، حينما اعترض آدم لياييتش على إخراج مدربه له بالتصفيق بشكل ساخر حين وصوله إلى المدرجات، ما أثار جنون روسي الذي هاجم اللاعب وحاول أن يلكمه مراراً قبل أن يتدخل الكادر الفني ويقوم بالفصل بين الاثنين. رغم الهدوء المعتاد الذي يتصف به روسي، إلا أنّ إدارة النادي صادقت على الفور على قرار إقالته بعد هذه الحادثة المشينة.