فكرة أفلام الـ Found footage تم تقديمها بشكل خرافي لأول مرة مع فيلم Blair Witch في عام 1999. كأحد الأشخاص الذين وقعوا في حب هذه النوعية من الأفلام، فدائما ما كانت تخيب معظم تلك الأفلام آمالي لعدم تقديم تجربة الإثارة والغموض التي أبحث عنها، لكن في نفس الوقت يوجد فيلم محدد ظل عالقا في رأسي لفترةٍ طويلة، ودائما ما أعود لمشاهدته مرارًا وتكرارًا. بمناسبة الكشف عن الجزء الرابع من تلك السلسلة، هيا بنا نعود لعام 2008 ونرى لماذا يمكن اعتبار فيلم Cloverfield تحفة فنية!
تحذير: المقالة بها حرق لأحداث فيلم Cloverfield 2008
الدعاية والإعلانات قبل العرض الرسمي لفيلم Cloverfield
الكشف الرسمي عن فيلم Cloverfield كان بدون أي إسم، بل كان مُجرد إعلان ظهر أثناء عرض الجزء الأول من سلسلة Transformers في صالات السينما. أوضح الإعلان أن الفيلم يتحدث عن مجموعة أصدقائك يقومون بعمل حفلة وداع لصديقهم الذي سيسافر ليعمل خارج البلاد، ولكن سرعان ما تنقلب الأمور رأسًا على عقب ويسمعون صوت وحش غريب وتدخل المدينة في حالة من الدمار والذعر.
الأمر الذي حمس المشاهدين هو أن الفيلم من إنتاج J.J. Abrams وإخراج Matt Reeves، وانتهى الإعلان بالكشف عن موعد الإصدار في 18 يناير 2008. استمرت الدعاية الغريبة للفيلم عبر الإنترنت!
الفكرة هنا أن الدعاية التي تم نشرها أونلاين هي التي كانت تحتوي على كل المعلومات التي نريد معرفتها عن وحش Clover خاصةً وأنه بعد عرض الفيلم كان يعتقد الكثيرين أن هذا وحش جاء من الفضاء، ولكن وفقًا للمواقع الرسمية الدعائية التي صنعها العاملين على الفيلم، فالقصة عكس ذلك تمامًا، وسنتطرق إليها لاحقًا في المقال.
طريقة التصوير وإخراج Matt Reeves المميز
على الرغم من أن Matt Reeves آنذاك لم يكن بالشهرة التي هو عليها اليوم، إلا أنه أثبت كفاءته بشكل عظيم في إخراجه المميز لفيلم Cloverfield الذي جعلك مندمجًا في الأحداث طوال الـ 85 دقيقة التي تستمر أحداث الفيلم خلالها.
الفيلم كله بالطبع من تصوير كاميرا يد وحيدة لأن هذا بالطبع هو نظام الـ Found Footage، ولكن التصوير ليس ثابتًا أو واضحًا طوال الأحداث، بل تشعر بحركة الشخصيات وخوفها من تحرك الكاميرا بشكل سريع. هذا الأمر جعل العديد من الأشخاص يشعرون بالغثيان وقت إصدار الفيلم وقامت بعض السينمات بتوضيح ذلك لكل المشاهدين قبل الدخول لمشاهدة الفيلم.
المخرج أراد صنع تجربة لا تُنسى عن طريق جعل المشاهد يشعر بما يشعر به كل المتواجدين في أحداث الفيلم، وبالفعل Matt Reeves نجح في ذلك بدون أدنى شك، والسبب في ذلك يرجع إلى أن العديد من اللقطات في الفيلم قد تم تصويرها من قبل فريق التمثيل وليس فريق تصوير خاص. Reeves أراد أن نرى المشاهد من منظور شخص ليس محترفًا في التصوير.
الميزانية كانت كبيرة على فيلم فكرته Found Footage!
كفيلم بنظام Found Footage صدر في 2008، فإن ميزانيته كانت كبيرة للغاية حيث كلف شركة الإنتاج حوالي 30 مليون دولار. تلك الميزانية تظهر بأفضل شكل في المشاهد التي تستعرض وحش Clover العملاق بالإضافة للمؤثرات البصرية والجرافيك الذي جعل المشاهد كأنها واقعية للغاية.
بسبب الدعاية المُبهمة لفيلم Cloverfield وحماس المشاهدين لرؤية فكرة جديدة يتم تقديمها في تلك النوعية من الأفلام، تمكن الفيلم من تحقيق عائد 40 مليون دولار في الافتتاحية التي استمرت لثلاثة أيام. ومع مرور الوقت وصدور الفيلم في كل أنحاء العالم، تجاوزت الإيرادات حاجز الـ 170 مليون دولار!
الخوف من المجهول هو ما يُميز Cloverfield
جزء كبير من المشاهدين لم يمتلكوا إنترنت في منازلهم خلال عام 2008، وحتى الذين شاهدوا كل المقاطع الدعائية التي تم نشرها عبر الإنترنت، فلم يملكوا أي فكرة عما يقدمه الفيلم وما هو وحش Clover بالضبط، ولذلك طوال أحداث الفيلم كان هناك إحساس الخوف المستمر. إحساس الخوف من المجهول!
أنت لا تعلم ما الذي يحدث، ما هو وحش Clover، من أين جاء، ولماذا يُدمر مدينة New York ويقتل في كل سكانها؟ كيف لم يستطع الجيش تدمير هذا الوحش باستخدام كل المعدات الثقيلة والمتفجرات والصواريخ المختلفة، ولماذا الوحش مُحصن بهذه الدرجة؟ حتى نهاية الفيلم، لم نحصل على أي إجابة، ولم نعرف ما هو هذا الوحش.
لكن بالطبع، هذا تغير عندما قام الباحثين عبر الإنترنت بتوضيح القصة للمشاهدين الذين لم يعلموا شيئًا عن الفيلم. كما أوضحت لكم، فعند عرض الفيلم كان يعتقد الكثيرين أن هذا وحش جاء من الفضاء، ولكن وفقًا للمواقع الرسمية الدعائية التي صنعها العاملين على الفيلم، فإن هذا الوحش جاء من أعماق المحيط الأطلنطي!
إحدى الأقمار الصناعية الخاصة بالحكومة اليابانية انهارت في المحيط الأطلنطي، ولذلك قرروا إرسال فريق بحث لاستخراج الحطام من تلك المنطقة، لكنهم اكتشفوا وقتها وجود مخلوق Clover. بعد أن عثروا على الوحش في حالة من السُبات، قرروا بناء مرفق احتواء حوله وجعلوا وأخفوا وجوده عن العالم.
أثناء الاستكشافات، اتضح أن هذا المخلوق على الرغم من حجمه العملاق، فما هو إلا طفل صغير من تلك الفصيلة الجديدة المكتشفة في أعماق المُحيط، وبعد بناء محطة الاحتواء الجديدة، قرروا تشغيلها مما جعل هذا “الطفل” يشعر بالخوف، ولذلك قرر الخروج وتدمير كل ما يقف في طريقه.
فيلم Cloverfield لا يزال له مكانة خاصة في قلبي
في النهاية، فإن فيلم Cloverfield من وجهة نظري هو أفضل فيلم أتقن فكرة الـ Found footage، والمخرج Matt Reeves قدم لنا تجربة مشاهدة رائعة لا تُنسى. إذا لم تُشاهد الفيلم حتى الآن، دعني أقول لك أنك تُفوت مشاهدة شيئًا عظيمًا، فأترك كل ما بيدك واذهب لمشاهدة الفيلم فورًا خاصةً وأن مدته لا تتعدى 80 دقيقة تقريبًا. إنها تجربة مشاهدة لن تندم عليها أبدًا، ونتمنى أن يتم تكرارها مع الجزء الجديد الذي يتم العمل عليه في الوقت الحالي، وعلى الرغم من عم وجود تفاصيل كثيرة حول هذا الفيلم الجديد، إلا أنه من إنتاج Matt Reeves و J.J. Abrams، ومن المفترض أن يكون تكملة مباشرة لأحداث Cloverfield 2008!