كانت التسعينيات بلا شك فترة تطور كبيرة للعبة كرة القدم. بين المشهد غير المصقول في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي والكيان التجاري المترابط الذي نراه اليوم، لدينا عقد التسعينات الذي أحضر إلينا الدوري الإنجليزي الممتاز الآن والذي يشبه شرنقة رياضية أثّرت على اللعبة كثيرًا، حقبة لا يمكن قصها من صفحات التاريخ حيث نجحت في أن تبدو رائدة بجرأة عند مقارنتها بالعصور السابقة ولكن بشكل ساحر.
في حين أن تطور الجانب الاقتصادي للعبة جلب معه كل شيء من ملابس Adidas الرياضة إلى بدلات Armani الكريمية، كانت هناك أيضًا بعض التغييرات المهمة بنفس القدر التي تحدث على أرض الملعب، لا سيما فيما يخص اللوائح والقوانين. على الرغم من أن بعض التعديلات – من تخفيف قانون التسلل إلى إدخال قاعدة التمريرة الخلفية – كانت قرارات ثورية غيرّت شكل اللعبة، كانت هناك قاعدة أخرى ملحوظة حضرت لعقد من الزمان ثم اندثرت للأبد، ولكن ليس قبل تزويد مشجعي كرة القدم ببعض أكثر لحظاتها شهرة ودرامية وغرابة. إليكم قصة الهدف الذهبي.
فكرة وُلدت للقضاء على الفكر الدفاعي الممل
مثل قاعدة التمرير الخلفية، جاء فكرة قانون الهدف الذهبي من الرغبة في كبح جماح الاتجاه الدفاعي السائد والتكتيكات التي تتجنب المخاطرة الهجومية والتي يُعتقد أنها تخفف من جاذبية الرياضة وتشجيع الكرة الطموحة ذات العقلية الهجومية. في حين أن أفضل ما نتذكره من مونديال إيطاليا 90 هو سلسلة من اللحظات الرياضية الدرامية – من دموع بول جاسكوين إلى رقصة روجيه ميلا – في الواقع، كانت البطولة مرتعًا للكرة المُظلمة، مع العديد من المباريات المملة التي تسود عليها التكتيكات السلبية.
لم تكن النزعة المحافظة التكتيكية أبدًا أكثر وضوحًا مما كانت عليه في الفترات الإضافية حيث تطلبت أربع مباريات في مرحلة خروج المغلوب، بما في ذلك الدور نصف النهائي، يانصيب بركلات الترجيح لتحديد الفائز. أثبتت الطبيعة غير الحاسمة لهذه المباريات أنها مفيدة في إقناع كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) بأن تنسيق الوقت الإضافي التقليدي يحتاج إلى تحفيز لإتاحة الفرصة لمزيد من الإثارة في المنافسات المستقبلية.
كانت قاعدة الهدف الذهبي، التي كانت تحمل في الأصل اسم “sudden death” وهو اسم أقل قابلية للتسويق، خروجًا جريئًا عن نظام الوقت الإضافي التقليدي. في حين أن الأندية والمنتخبات كانت تلعب وقتين إضافيين في السابق لمدة 30 دقيقة لكسر التعادل، تنص القاعدة الجديدة على أن الفريق الأول الذي يسجل في الوقت الإضافي سيفوز بالمباراة على الفور.
من الجدل الأزلي حول قاعدة التسلل إلى التذمر العصري حول مزايا VAR، لا شيء لديه القدرة على إثارة نقاش حماسي في وسائل الإعلام وبين المشجعين مثل إدخال قاعدة جديدة، وكان الهدف الذهبي قانونًا ثوريا بالتأكيد، مع استلهام الفكرة بشكل مباشر من قوانين كرة الشوارع.
بينما أشاد الكثيرون بالنوايا الإيجابية التي أظهرتها FIFA، كان المشجعون الآخرون متشككين في قدرة القاعدة على تعزيز الكرة الهجومية، مع اعتقاد البعض أن الفرق ستلتزم بصورة أكبر بالحذر التكتيكي المبالغ.
1993: قاعدة الهدف الذهبي تدخل حيّز التطبيق رسميًا
بعد سنوات من النقاش، تم تقديم قاعدة الهدف الذهبي مؤقتًا في عام 1993. بينما في هذه المرحلة لم يكن هناك أي التزام للبطولات الكبرى بتنفيذ القانون، سلك FIFA المسار المألوف لاختبار الطريق في بطولات الشباب والمسابقات “الأقل”. على الرغم من تسجيل الهدف الذهبي الأول في كأس العالم للشباب 1993 في أستراليا من قبل لاعب خط الوسط المضيف أنتوني كاربوني، إلا أن الأمر سيستغرق عامين آخرين قبل أن يتم استخدام القاعدة في المستويات العليا من اللعبة الاحترافية.
على مدى السنوات القليلة المقبلة، سيكون الهدف الذهبي مسؤولاً عن تحديد أبطال بعض مسابقات كرة القدم الأفضل في التاريخ. أول غزوة ملحوظة للقاعدة على الشواطئ الإنجليزية ستحدث في البطولة الأكثر تواضعًا لنهائي Auto Windscreens Shield – أحد أسماء الرعاية السخيفة لكأس الرابطة الإنجليزية أو كأس الحليب كما يسمونها البعض – في ويمبلي. كان بطل تلك الليلة هو لاعب خط وسط برمنغهام بول تايت، عندما أحرز الهداف الذهبي برأسه في الدقيقة 103 في شباك كارلايل يونايتد ودفع المعلق ألان باري ليعلن بحماس: “لأول مرة في تاريخ ويمبلي، يمكننا أن نقول بثقة تامة أن هذا هو الفريق الفائز!”
بيرهوف وتريزيجيه يُسطرّا التاريخ بفضل القاعدة الثورية
سيستغرق الأمر ما يزيد قليلاً عن عام حتى يتعرف ويمبلي على الهدف الذهبي مجددًا، مع حدوث المثال التالي وسط أجواء المتعة في يورو 96. هذه المرة، سيُكافأ المشجعين بلحظة تاريخية لن تُنسى أبدًا، ألمانيا تهزم جمهورية التشيك لتفوز بالبطولة.
كان بطل الرواية أوليفر بيرهوف. أعلن المهاجم المغمور حينها وصوله إلى المسرح العالمي حيث شارك من مقاعد البدلاء لإنقاذ الموقف مع تأخر المانشافت 1-0. بعد هدف التعادل بالرأس في الوقت العادي، سيحفر بطل ميلان المستقبلي اسمه في الفولكلور الألماني حيث أساء الحارس بيتر كوبا التعامل مع الكرة، التي سكنت في الزاوية اليسرى السفلية للشباك لتكتب الانتصار والبطولة للماكينات.
مع محاولة اعتياد الجميع على القاعدة الجديدة، وقف لاعبو التشيك في حالة من الارتباك المؤقت قبل أن ينكسروا خائبين على الأرض حيث غمر صخب الضجيج من المشجعين الألمان أرجاء ملعب ويمبلي بأكمله.
على مدى السنوات القليلة المقبلة، كان تزايد أهمية الهدف الذهبي متزامنًا مع صعود المنتخب الفرنسي إلى الهيمنة، وسيكون المنتخب الفرنسي، أكثر من أي فريق آخر، هو المستفيد الأكبر من ذلك القانون قصير العمر. ستكون فرنسا 98 هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا الشكل في كأس العالم، وسيكون المضيف – من خلال تسديدة لوران بلان ضد باراجواي في دور الـ 16 – هو من سيحرز الهدف الأول والوحيد في البطولة في طريقهم لرفع الكأس الذهبية الأيقونية لأول مرة.
على الرغم من أهمية هدف بلان في ملعب لانس، أثبتت مآثر فرنسا ضد باراجواي أنها مجرد بروفة لفيض من الدراما الإضافية التي سيطلقوها في بطولة أوروبا في هولندا وبلجيكا بعد ذلك بعامين. بعد الوصول إلى الدور نصف النهائي، بذل أبطال العالم على كل ما في وسعهم أمام فريق برتغالي موهوب يضم مواهب عظيمة أمثال لويس فيجو وروي كوستا ونونو جوميز.
مع نتيجة التعادل 1-1 التي تسيطر، بدت المباراة متجهة إلى ركلات الترجيح عندما، في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي، مُنحت فرنسا ركلة جزاء بعد لمسة يد يائسة من المدافع أبيل كزافييه، مما تسبب في احتجاجات غاضبة من جميع أفراد المنتخب البرتغالي. هنا سيدخل الساحر زين الدين زيدان لأرضية الملعب.
كان زيدان في أفضل حالاته في كلتا البطولتين، وكان هذا هو الشعور بالحتمية حيث انبرى صانع ألعاب يوفنتوس لتسديد ركلة الجزاء في الوقت الذي كان فيه زميله المستقبلي فيجو يغادر الملعب بالفعل بقميصه في يده. ثبت أن القرار كان حكيمًا حيث سدد اللاعب الفرنسي الكرة بشكل مقنع في الزاوية اليمنى العليا ليُرسل منتخب الديوك إلى النهائي في روتردام حيث ستحدث ربما أكثر اللحظات شهرة في تاريخ قاعدة الهدف الذهبي.
في مواجهة فريق إيطاليا المرصع بالنجوم، اقترب المرشحون للبطولة من إنهاء المباراة فائزين بفضل هدف ماركو ديلفيكيو في الشوط الثاني. مع انتهاء الدقائق الأربع من الوقت المحتسب بدل الضائع ببطء، كان المشجعون الإيطاليون في ملعب De Kuip في مزاج جيد مع استعداد Azzurri لرفع بطولة أوروبا لأول مرة منذ عام 1968. على الجانب الآخر، ارتدى بحر من المشجعين باللون الأزرق الداكن، أقنعة الحزن لأنهم بدأوا يتقبلون ما لا مفر منه.
ومع ذلك، مع تبقي أقل من دقيقة من الوقت المحتسب بدل الضائع، كانت تسديدة سيلفان ويلتورد المنخفضة المائلة كافية للتغلب على جدار فرانشيسكو تولدو في المرمى الإيطالي، لتنقلب الأجواء رأسًا على عقب وتذهب المباراة إلى شوطين إضافيين، مما يعني أن الهدف الذهبي يلوح في الأفق للمباراة النهائية لليورو للمرة الثانية على التوالي، يا لها من إثارة منقطعة النظير.
مع ترنح الإيطاليين، استغلت فرنسا الأمر بعد 13 دقيقة من الوقت الإضافي عندما انطلق روبرت بيريس في جولة سريعة أعقبها تمريرة ذكية لديفيد تريزيجيه. في لحظة بدت وكأنها تحدث سلو موشن، شاهد مهاجم يوفنتوس المُنضم مؤخرًا الكرة وهي ترتد أمامه قبل أن يتخطى تولدو ويحفر اسمه في التاريخ. مثل بيرهوف من قبله، كان الهدف الذهبي بمثابة تتويج لـ تريزيجيه الذي سيعيش أفضل سنوات حياته المهنية بعد تلك الليلة السحرية في روتردام.
من هدف بيرهوف التاريخي إلى صاعقة تريزيجيه الأسطورية، ليس هناك شك في أن كرة القدم الدولية كانت مسؤولة عن غالبية اللحظات الأكثر شهرة في الهدف الذهبي. على الرغم من الاستخدام المنتظم طوال العقد، إلا أن حدوث هدف ذهبي في كرة القدم للأندية ثبت أنه نادر نسبيًا، حيث لم يحسم القانون أبدًا نتيجة أي مباراة دوري أبطال أوروبا. في حين أن ندرة التأثير داخل بطولات الأندية قدمت للمعارضين أدلة موثوقة على عيوب القانون، إلا أنه كانت هناك بعض اللحظات التاريخية التي تركت إرثًا لن يندثر أبدًا.
ومضات بسيطة وانتقادات بسبب عدم تأثير القانون بالشكل المطلوب على بطولات الأندية
ستحدث الذكرى الأولى في كأس السوبر الأوروبي عام 2000 حيث تغلب غلطة سراي على ريال مدريد بفضل تسديدة في الوقت الإضافي من ماريو جارديل. بعد أن كان مسؤولاً عن نتيجة إحدى المباريات الافتتاحية للتقويم الأوروبي، سيكون للهدف الذهبي تأثير أكثر عمقًا في نهاية الموسم، حيث سنشهد واحدة من أفضل نهائيات كأس الاتحاد الأوروبي على مر التاريخ في دورتموند.
في معركة ستظل خالدة على مر العصور، نجح فريق ليفربول في سلك طريقه إلى النهائي لمواجهة فريق ألافيس الذي قضى على أمثال إنتر وكايزرسلاوترن في طريقه إلى المباراة الختامية.
مع تعادل النتيجة 3-3، لا بد أن فريق الريدز قد اعتقدوا أنهم فعلوا ما يكفي لإضافة تلك البطولة إلى مجموعتهم الواسعة من الألقاب الأوروبية عندما أحرز البطل المحلي المغوار روبي فاولر، في الدقيقة الثانية والسبعين، هدفًا رائعًا ليخطو بليفربول نحو منصات التتويج.
في لحظة تليق بجنون اللعبة، عاد لاعب مانشستر يونايتد السابق جوردي كرويف ليطارد المنافسين الألداء لناديه القديم بضربة رأس في الدقيقة 88 ضمنت أن 48 ألف مشجع في Signal Iduna Park قد يقعون تحت مقصلة الهدف الذهبي في الأوقات الإضافية.
من المنطقي أن يتنبأ أي شخص بأن الوقت الإضافي سيجلب معه نهجًا أكثر حذراً، ولكن سرعان ما حدث العكس وتصاعدت وتيرة المباراة بصورة رهيبة. بعد 16 دقيقة محمومة تضمنت بطاقتين حمراوتين على ألافيس وهدف ملغي لكل جانب. أخيرًا، في الدقيقة 117، تم وضع ألافيس على السيف بأقسى طريقة يمكن تخيلها: حوّل الجناح دلفي جيلي الكرة برأسه من ركلة حرة من غاري مكاليستر في مرماه، وسجل هدفًا “ذهبيًا” سيطير بكأس البطولة إلى الأنفيلد.
لاعب كوري مغمور يكتب نهاية القانون المثير للجدل
ستكون كأس العالم 2002 هي المرة الأخيرة التي سيظهر فيها الهدف الذهبي على أروع مرحلة في كرة القدم، وفي وداع مناسب، ستكون القاعدة مسؤولة عن تحديد ما لا يقل عن ثلاث مباريات في النهائيات التي استضافتها كوريا واليابان. في حين أن السنغال ستكون المستفيدة والضحية في نفس الوقت – هدف هنري كاميرا في الدقيقة 104 لتتغلب على السويد في دور الستة عشر قبل أن يسقط الأفارقة في ربع النهائي ضد تركيا بفضل هدف من إلهان – الهدف الذهبي الأكثر شهرة في البطولة وقع في مباراة كوريا الجنوبية ضد إيطاليا.
في مباراة مليئة بالجدال والمؤامرات، استفاد المضيفون من مجموعة من قرارات التحكيم المشكوك فيها – من الأهداف غير المسموح بها إلى ضربات الجزاء الناعمة والبطاقات الحمراء المثيرة للجدل – قبل أن يصدموا خصومهم المُرشحين بقوة بالتعادل في الدقيقة 88 عن طريق سول كي هيون. مع تبقي ثلاث دقائق من الوقت الإضافي على النهاية، أصيب الإيطاليون بالدهشة عندما صعد المهاجم أهن جونج هوان – المهاجم الذي كان مُعارًا لفريق بيروجيا – فوق باولو مالديني ليحقق هدف الفوز الذي أرسل جمهور دايجون إلى مرحلة نشوة وإثارة لم تحدث من قبل.
للأسف بالنسبة للاعب الكوري، على الرغم من أن الهدف تاريخي وسيبقى في ذاكرة جميع الكوريين، ألا أنه لم يكن مفيدًا لمسيرته على الإطلاق. نظرًا لأن فضيحة التحكيم تسببت في غضب وطني، فإن رئيس بيروجيا لوتشيانو غوتشي لم يلتزم الصمت كثيرًا. أنهى رئيس النادي المُتأثر بالضغوطات عقد جونغ هوان، مدعيًا: “لن تطأ قدمه بيروجيا أبدًا مرة أخرى. ليس لدي أي نية لدفع راتب لشخص دمر الكالتشيو”.
في حين أن الانتقادات من مدرب كوريا الجنوبية جوس هيدينك، ناهيك عن مدير بيروجيا سيرسي كوزمي، انهالت على غوتشي أملًا في التراجع علنًا عن موقفه، كان الضرر قد حدث ولن تطأ قدم الكوري، من منظور كرة القدم على الأقل، في بيروجيا مرة أخرى.
في حين أن قاعدة الهدف الذهبي في كوريا واليابان ساهمت في تقديم أبرز بطولات المونديال إثارة وجدلًا في التاريخ، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لتهدئة شرائح كبيرة من مجتمع كرة القدم الذين شعروا، بشكل رئيسي، أن ذلك القانون فشل في الارتقاء بالساحرة المستديرة إلى المستوى المطلوب.
الهدف الفضي: فكرة الاتحاد الأوروبي لتصحيح ما أفسده الهدف الذهبي
بينما انتقد الكثيرون أن القانون كان يرتكز في الأساس على الوقت الضائع، كان يُعتقد أن إلغاء القانون سيتزامن مع عودة البروتوكول المعروف للوقت الإضافي التقليدي. والمثير للدهشة أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم كان لديه أفكار أخرى، حيث قدم قانونًا مكروهًا لدرجة أنه جعل سلفه يبدو وكأنه نجاح باهر.
ظهر لأول مرة في خريف عام 2002 لمسابقات الأندية الأوروبية، حقق الهدف الفضي الإنجاز غير المتوقع بتوحيد كلا الجانبين المتنازعين حول الوقت الإضافي. لسوء حظ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وُلدت كراهية جماعية لفكرتهم الجديدة المحيرة.
كان هدف تلك القاعدة هو محاولة إيجاد حل وسط بين الهدف الذهبي وقواعد الوقت الإضافي، حيث نصت على أن الهدف الذي يتم تسجيله في الوقت الإضافي لن يجعل مُسجله يفوز بالمباراة على الفور، ولكن إذا تم تسجيله في الشوط الأول من الوقت الإضافي ولم ينجح المنافس في إحراز التعادل، تنتهي المباراة بنهاية الشوط الإضافي الأول. كان من المأمول أن يلهم الهدف الفضي نفس الشعور بالإثارة مثل الهدف الذهبي بينما يقدم للفرق التي اهتزت شباكها فرصة عادلة للعودة في النتيجة.
من الناحية العملية، قدمت القاعدة أسوأ ما في العالمين: كانت التكتيكات المحافظة بارزة كما كانت دائمًا ولكن انضم إليها الآن مجموعة جديدة تمامًا من المشاكل. في حين أن القاعدة السابقة، كانت تتألف من مُفردات مفاهيم بسيطة كان من السهل الإلمام بها تمامًا، تسبب الهدف الفضي في حدوث حالة ارتباك تظهر عند تسجيل هدف سيتبعه نقاش في المدرجات حول ما سيحدث بالضبط بعد ذلك.
فشل ذريع وجمهورية التشيك هي المسمار الأخير في النعش
أكثر مثال لا يُنسى للهدف الفضي سيحدث في نصف نهائي يورو 2004 في البرتغال. سيشهد نصف النهائي في بورتو مواجهة منتخب تشيكيا موهوبًا متألقًا يكافح لكسر نظيره اليوناني المنظم مع استمرار التعادل السلبي بعد 90 دقيقة. مع بقاء الثواني المتبقية في الشوط الأول من الوقت الإضافي، تملص لاعب الوسط اليوناني ترايانوس ديلاس من مراقبه في ركلة ركنية وهز شباك بيتر تشيك بضربة رأس ليرسل أحفاد الإغريق إلى النهائي.
مع تسجيل الهدف في وقت متأخر جدًا من الشوط الإضافي الأول، انتهت المباراة على الفور، ولم يمنح المنتخب التشيكي أي وقت على الإطلاق لتحقيق التعادل. على الرغم من أن كتاب القواعد قد وصفه بأنه هدف فضي، إلا أن رأسية ديلاس في ملعب الدراجاو كانت ذهبية في كل شيء ما عدا الاسم.
سيُمثّل هذا الهدف نهاية حقبة. أثناء التحضير لنهائي بطولة يورو 2004، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم أنه بعد البطولة، سيتم حذف كل من الهدف الذهبي وقاعدة الهدف الفضي من قوانين اللعبة لصالح العودة إلى الشكل التقليدي للوقت الإضافي. بعد عقد من الزمان في دائرة الضوء، أصبحت القاعدة التي نسجت نفسها في سرد بعض اللحظات الأكثر شهرة في العصر الآن محصورة في كتب التاريخ فقط.
ما بين مؤيد ومُعارض: يظل قانون الهدف الذهبي أكثر قواعد كرة القدم جدلًا في التاريخ
كـ رمزًا حقيقيا لتلك الحقبة، يترك الهدف الذهبي وراءه إرثًا معقدًا. بعد ما يقرب من عقد من الزمان في قلب اللعبة، لا يمكن اعتبار القاعدة نجاحًا مطلقًا أو فشلًا تامًا. بينما يزعم النقاد أن طبيعته التي لا هوادة فيها قد أدت إلى مزيد من الخنق في اللعب الهجومي، في العديد من المناسبات، شدد القانون ببساطة على النهج الذي كان يمكن للفرق اتباعه على أي حال لو تم الالتزام بالشكل التقليدي للوقت الإضافي.
مقابل كل فريق ذو عقلية هجومية شجعته الفرص لقتل خصومه على الفور، كان هناك عدد كبير من الفرق الحذرة المشلولة بسبب الخوف من ارتكاب خطأ قاتل سيُكلفهم المباراة والبطولة. ما بدا وكأنه تطوير في تنسيق الوقت الإضافي لم يتغير كثيرًا في النهاية. على الرغم من أنه ربما لم يقدم التغيير الثوري الذي وعد به مبتكروه، إلا أن الهدف الذهبي كان تجربة مثيرة للاهتمام حسمت بطولات كبيرة وخلقت أساطير وتركت بصمة لا تمحى في عصر مجيد.