ترفيه

ميركاتو اليونايتد: منين بيودي على فين؟

عبث، فوضى، غوغائية. أقل ما يمكن وصفه لسوق انتقالات مانشستر يونايتد في الصيف الحالي. تخطيط غير مدروس وتسرع كبير في اتخاذ القرارات وإدارة غير احترافية على الإطلاق، ومدرب مغلوب على أمره لا تخدمه النتائج. كان الجميع يعلم أن خروج السير أليكس من مقعد قيادة الفريق لن يكون بالأمر السهل وسيُعاني الفريق الأمرين لتخطي تلك المرحلة والوقوف على قدميه مُجددًا ولكن ليس بذلك الشكل!

صفقات فاشلة، البُعد عن منصات التتويج، مدربين غير أكفاء، صفقات كلفت عشرات الملايين ولم تقدم المردود المطلوب، خروج مهين يتتالى كل عام من دوري الأبطال، هزائم ساحقة أمام أبرز المنافسين، وأخيرًا عدم التأهل لأعظم المسابقات الأوروبية وهو ما ألقى بظلاله سلبيًا على ميركاتو الفريق الحالي، ماذا يحدث مع أكثر المُتوجين بلقب الدوري الأقوى في العالم؟

موسم منصرم فاشل على كل الأصعدة

مانشستر يونايتد

لم يكن موسم 21/22 طيبًا للفريق الأحمر في جميع المسابقات، أنهى الدوري في المركز السادس ولم ينجح في التأهل لدور المجموعات من دوري الأبطال، خرج أوروبيًا مُبكرًا من دوري الستة عشر أمام أتلتيكو مدريد بعد أن تأهل بشق الأنفس في الجولة الأخيرة في مجموعة متواضعة للغاية، صفقات لم تقدم الإضافة المطلوبة وخسائر كبيرة أمام توتنهام بسداسية والغريم ليفربول بخماسية نظيفة في قلب الأولد ترافورد، عدم وجود استقرار فني حيث رحل سولشاير ليخلفه مايكل كاريك الذي لم يستمر طويلًا لسوء النتائج ليأتي رالف رانجنيك كمدرب مؤقت ولكنه للأسف لم يُقنع الإدارة باستمرار على رأس الإدارة الفنية للموسم الحالي، لتقرر عائلة الجلايزر أن الهولندي إريك تين هاغ أحد رواد الكرة الحديثة وصانع جيل أياكس القوي خلال السنوات الأخيرة، هو من يمتلك العصا السحرية لانتشال الفريق من القاع.

مطالب بانتداب بعض الصفقات والإدارة تفشل في الحسم!

مانشستر يونايتد

من المعتاد للغاية أن يحاول المدرب جلب لاعبين لفريقه الجديد وانتدابهم من فريقه السابق، حاول تين هاج إقناع إدارة مانشستر يونايتد بضرورة استقطاب أفضل لاعبي أياكس لمساعدته على تطبيق أفكاره وفلسفته، البداية كانت مع الجناح البرازيلي أنتوني المتألق، كان عرض اليونايتد الأول 40 مليون يورو ثم ارتفع ليصل إلى 60 مليون ولكن الإدارة الهولندية ترفض.

نفس الأمر تكرر مع قلب الدفاع تيمبر الذي رأى أن الاستمرار في صفوف الفريق الهولندي لمدة موسم آخر هو القرار الأفضل له لعله يكون موسم الانفجار! لم يُصرف اليونايتد النظر عن التعاقد مع مدافع وخصوصًا في ظل المستوى الكارثي لهاري ماجواير ورأى في قلب الدفاع الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز خيارًا مثاليًا للتدعيم.

دخل في سباق مع أرسنال للظفر باللاعب ولكن النادي اللندني انسحب من المفاوضات لارتفاع السعر وفسح المجال في النهاية لليونايتد للظفر باللاعب في صفقة تخطت 50 مليون يورو وما زالت تواجه الانتقادات حتى وقتنا هذا لأن اللاعب يُعتبر أقصر مدافع من بين جميع فرق الدوري، وبديهيًا يبدو غير قادر على مواكبة الرتم البدني القوي للدوري والصراعات مع المهاجمين التي تتطلب بنية جسمانية معينة لا يمتلكها بالتأكيد.

ربما كان التعاقد مع الظهير الأيسر الهولندي تايلر مالاسيا قادمًا من فينورد روتردام مقابل أقل من 20 مليون يورو هي النقطة المضيئة الأبرز في ميركاتو مانشستر يونايتد الحالي، وذلك بسبب صغر سن اللاعب الواعد وحاجة الفريق لخلق المنافسة في ذلك المركز مع لوك شاو المتذبذب وخصوصًا بعد رحيل البرازيلي أليكس تيليس مُعارًا إلى إِشبيلية.

دي يونج يرفض الانضمام بكل الوسائل

مانشستر يونايتد

أصبحت حاجة النادي الإنجليزي إلى لاعب وسط محوري هامة للغاية وخصوصًا بعد رحيل بول بوجبا ونيمانيا ماتيتش من الفريق، وحاجة تين هاج للاعب وسط بخصائص معنية أبرزها الهدوء وبناء اللعب من الخلف ليكون مُساندًا لقاطع الكرات ومُفسد الهجمات الذي قد يكون فريد أو سكوت ماكتوميناي.

اتجهت أنظارهم إلى فرينكي دي يونج، اللاعب الهولندي الشاب الذي لا يمر بأفضل أحواله في الصيف الحالي نتيجة لاتباع برشلونة سياسة تعسفية تتمثل في محاولة دفعه بالخروج بالقوة من صفوف الفريق. استغل اليونايتد ذلك وحاول التعاقد مع دي يونج وقدم مبلغًا في النهاية يتخطى 70 مليون يورو للتعاقد معه ولكن الهولندي يأبى الانضمام ويرفض ارتداء قميص اليونايتد بكل الطرق.

يستند فرينكي على سبب منطقي للغاية وهو غياب مانشستر يونايتد عن دوري الأبطال، مما يعني أن لن يكون قادرًا على المشاركة في أعرق وأغلى البطولات الأوروبية وهو مبرر منطقي بالتأكيد وخصوصًا أنه سيشارك مع برشلونة بصورة طبيعية في دوري الأبطال وستُتاح له فرصة التتويج بالبطولة بالتأكيد وخصوصًا بعد التدعيمات القوية التي أجراها النادي الكتالوني في الصيف الحالي.

رابيو وأرناتوفيتش: مين الناس دي؟

“ربع ساعة وهنلم الورق”، كان ذلك السلوك السائد في تصرفات إدارة اليونايتد بعد فشل التوصل لاتفاق مع جميع اللاعبين المطلوبين. اتجهت أنظار النادي الإنجليزي صوب لاعب الوسط الفرنسي أدريان رابيو ودخل الفريق الإنجليزي في مفاوضات مع يوفنتوس للظفر بالصفقة لاعتقادهم بأنه خير مُعوض لدي يونج، لم يمانع الفريق الإيطالي بيع اللاعب الذي لم يقدم المردود المطلوب شرط التوصل لاتفاق شخصي معه، وكالعادة ظهرت والدة رابيو وعرقلت إتمام انتقاله للنادي الإنجليزي نظرًا لرغبتها في حصول ابنها على راتب يتخطى 10 مليون يورو سنويًا.

ربما كان التصرف الأغرب من إدارة مانشستر يونايتد في الميركاتو الحالي هو محاولة التعاقد مع النمساوي ماركو أرناتوفيتش لاعب بولونيا الإيطالي. من المفهوم أن تردد رونالدو “الأناني” في الاستمرار ضمن صفوف الفريق، وإصابات مارسيال وراشفورد المُتكررة، رحيل إدينسون كافاني، واستمرار تأديب جرينوود واستبعاده من الفريق، من شأنها أن تخلق مشكلة كبيرة في خط الهجوم ولكن لا يمكن حلها بالتأكيد في التعاقد مع لاعب عمره 34 عامًا ذو مسيرة متوسطة للغاية مع كل الأندية التي ارتدى قمصانها.

في النهاية رضخت إدارة مانشستر يونايتد لهجوم الجماهير وانتقادهم لمحاولتهم التعاقد معه وتم سحب العرض رسميًا ليبقى حال الخط الهجومي كما هو، ويبدو أن الإدارة لا تستطيع التعاقد مع مهاجم جيد يتناسب مع أفكار تين هاج وفلسفته الهولندية، وستكون في مأزق كبير مستقبلًا لو قرر رونالدو الرحيل في نهاية أغسطس وهو أمر متوقع للغاية نظرًا لرغبة الأسطورة البرتغالية في المشاركة في البطولة التي يترأس قائمة أفضل هدافيها على مر التاريخ.

هل كاسيميرو هو الحل؟

لم يكن ليتوقع أبرز المتشائمين بانضمام كاسيميرو في يوم من الأيام إلى صفوف النادي الإنجليزي، البرازيلي المُتوج بخمسة ألقاب دوري أبطال وصاحب الشراكة الناجحة للغاية مع توني كروس ولوكا مودريتش كان يُتوقع بقائه في صفوف النادي الملكي لعدة أعوام على الأقل نظرًا لأنه يُعتبر رُكنًا أساسيًا من أركان الفريق.

انقض اليونايتد فجأة على المحور البرازيلي وقرر أنه خير المُعوض لفرينكي دي يونج وأرسل عرضًا لا يُمكن رفضه لإدارة الريال: 72 مليون يورو + 12 مليون متغيرات، كعادة إدارة الميرنجي لم تقف حائلًا أمام رغبة كاسيميرو في تجربة تحدٍ جديد وقررت الموافقة على العرض والسماح لأحد جنود الجيل الذهبي بالرحيل وخصوصًا مع وجود البديل تشواميني التي تثق فيه الإدارة جيدًا.

قد لا يتشابه كاسيميرو مع خصائص دي يونج ولكنه بالتأكيد لاعب مقاتل ويمتلك الرغبة اللازمة لتحقيق الفوز والعطش للظفر بالبطولات وبالتأكيد ستستفيد غرفة ملابس مانشستر يونايتد كثيرًا من وجوده بجانب كريستيانو رونالدو ورافاييل فاران. لكن، هل شراء لاعب بعمر 30 عامًا بمبلغ يتخطى 70 مليون يورو أمرًا جيدًا؟ شخصيًا لا أعتقد ذلك ويبدو أن الإدارة تسرعت قليلًا في انتداب البرازيلي وسط وجود العديد من الخيارات الممتازة مثل يوري تيليمانس وريان جرافينبريخ الذي انتقل من صفوف أياكس إلى بايرن ميونخ مقابل 20 مليون يورو فقط.

ميركاتو مانشستر يونايتد: إلى أين؟

بعد التعاقد مع كاسيميرو ومالاسيا وليساندرو مارتينيز وكريستيان إريكسن، يبدو اليونايتد ما زال بحاجة إلى التدعيمات في العديد من المراكز أبرزها الخط الأمامي والظهير الأيمن، ولكن قبل ذلك فهو يحتاج إلى إدارة فاطنة تتخذ قرارات مدروسة وليست انفعالية بناء على الوقت الراهن، أرى أن التعاقد مع مهاجم أمرًا لا يُمكن التنازل عنه لأن رونالدو سيرحل في أي لحظة. هل يبدو موسم اليونايتد مُشرقًا؟ في الحقيقة لا تبدو مؤشرات البداية إيجابية وخصوصًا بعد الهزيمتين الثقيلتين في بداية مشوار الدوري وعدم رجاحة كفته أمام ليفربول في الديربي، ولكن يبدو بالتأكيد من المُبكر للغاية الحُكم على نجاح أو فشل إيريك تين هاج وجميع الصفقات المنضمة للفريق هذا الصيف.

Mohamed Hamed

كاتب شغوف بالسينما والدراما، مُحب لعالم الغموض والألغاز والجرائم وأمتلك قدر لا بأس من المعرفة في عالم الرياضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى