ترفيه

صفقات كادت أن تكون رسمية لولا لعنة الإصابات في الأمتار الأخيرة

تُعد مسيرة لاعب كرة القدم قصيرة بشكل لا يصدق وأي وقت لم يقضيه في الملعب يمكن أن يبدو وكأنه مضيعة تامة لحياته. هذا هو السبب في أن الإصابات يمكن أن تكون صعبة للغاية من الناحية العقلية والنفسية ناهيك عن الجسدية.

واحدة من أقسى الأوقات التي يتعرض فيها اللاعب لإصابة خطيرة أو حتى المرض هي قبل أن يبدو أنه مستعد إما للانتقال إلى فريق أكبر، أو الوصول إلى مرحلة مهمة حقًا في حياته المهنية والتي يمكن أن تكون عبارة عن عقد أكبر من راتبه الحالي أو الارتقاء حقًا وتحقيق قفزة نوعية في مسيرته داخل الملاعب.

في السطور سنُسلّط الضوء على صفقات عظيمة كاد أن يُضفى عليها طابع الرسمية لولا الإصابات اللعينة، لاعبين كادوا قاب قوس أو أدنى على الانتقال لأندية عملاقة وتسطير تاريخ جديد معها لولا ما حدث في اللحظة الأخيرة قبل إجراء الكشف الطبي وتوقيع العقود بشكل رسمي.

نبيل فقير

خلال الفترة التي قضاها في ليون الفرنسي، عزز نبيل فقير نفسه كواحد من أكثر لاعبي خط الوسط المهاجمين إثارة في كرة القدم. لطالما ارتبط بالانتقال إلى فرق أكبر مختلفة في أوروبا وفي صيف 2018، بدا أن ليفربول سيعطيه فرصة للعب في مستوى أعلى وسط فريق طموح يتواجد على منصات التتويج باستمرار.

كان الناديان يتفاوضان حول رسوم انتقال اللاعب الفرنسي طوال الصيف، وكانت كل المؤشرات تُشير إلى إتمام الصفقة الحتمي قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية. وافق فقير أيضًا على شروطه الشخصية مع ليفربول، حتى أنه قام ببعض التصوير الترويجي والتقط بعض الصور بقميص الفريق وكان فريق الدوري الإنجليزي جاهزًا للإعلان عنه رسميًا.

قبل أن يتم الكشف عنه رسميًا، أوقف ليفربول الصفقة بسبب مخاوف بشأن إصابة الركبة المستمرة التي أزعجت اللاعب الفرنسي لسنوات عديدة.

عانى اللاعب من أصول جزائرية من تمزق في الرباط الصليبي في عام 2015، ثم عانى من مشكلتين أخريين تتعلقان بالركبة أثناء وجوده في ليون. خشي ليفربول من أنه إذا أنفقوا ما يقرب من 50 مليون جنيه إسترليني على لاعب خط الوسط، فقد يقضي معظم وقته في مستشفى الفريق.

بقي اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا في ليون لمدة عام آخر قبل الانتقال إلى ريال بيتيس مقابل 17 مليون جنيه إسترليني. منذ ذلك الحين، كافح للوصول إلى المستوى الذي كان ينتظره الكثيرون منه وكُللت مجهوداته الموسم الماضي بالتتويج بلقب كأس الملك وضمان مقعد في دوري المجموعات للدوري الأوروبي للموسم الحالي.

ريناتو سانشيز وماركوس تورام

كان بإمكان لاعبين شابين موهوبين أن يمضيا صيفًا مختلفًا تمامًا في عام 2021 لولا حالتهم البدنية. أعطى ريناتو سانشيز مسيرته المهنية فرصة جديدة للحياة من خلال مساعدة ليل للفوز بدوري الدرجة الأولى الفرنسي في موسم 2020/21.

كما أدى أداءً جيدًا في بطولة أوروبا 2020 مع منتخب بلاده البرتغال وكان من المتوقع أن ينتقل إلى ليفربول أو برشلونة ليواجه تحديًا آخر في المستوى الأعلى بعد أن عانى في فترة سابقة مع بايرن ميونيخ.

بعد يورو 2020، تعرض لإصابة في الغضروف المفصلي تطلبت جراحة واستشفاء شهرين إلى ثلاثة أشهر. أدى هذا إلى إبعاد الأندية المُهتمة بالتعاقد معه وأجبر على البقاء في صفوف ليل لمدة عام آخر قبل الانتقال إلى باريس سان جيرمان رسميًا منذ أيام معدودة.

بدا ماركوس تورام مُرشحًا بقوة للانضمام لصفوف إنتر ميلان لتعويض رحيل الدبابة البلجيكية روميلو لوكاكو الذي كان قد غادر للتو لتشيلسي. كان النادي قد تعاقد بالفعل مع إيدن دزيكو لكنه أراد مهاجمًا آخر لتوفير العمق وخيارًا جديدًا لضخ الدماء في الخط الأمامي.

وكاد أن يتم التوصل إلى اتفاق بين إنتر وبوروسيا مونشنجلادباخ لضم المهاجم الموهوب، ولكن بعد ذلك خرج الفرنسي مصابًا في مباراة ضد باير ليفركوزن. لقد عانى من تمزق في الرباط الصليبي داخل المفصل، والذي أبقاه خارج المستطيل الأخضر حتى أكتوبر 2021. هذا يعني أن إنتر كان عليه أن يغير خططه وهو ما حدث بالفعل عندما تم التعاقد مع المهاجم الأرجنتيني خواكين كوريا من لاتسيو بدلاً منه.

كانت هذه الخطوة ستسمح لماركوس تورام بالانتقال لمستوى أعلى مع فريق يقاتل كل موسم بضراوة من أجل لقب الدوري الإيطالي بالإضافة إلى فرصة اللعب في دوري أبطال أوروبا المسابقة القارية الأعرق في القارة العجوز.

جيمي بروكس

ربما لم يكن الكثيرون قد سمعوا عن جيمي بروكس من قبل، لكنه حرم من انتقال حلمه بأقسى طريقة يمكن تخيلها، والتي تتجاوز التأثير على مسيرته الكروية. كان بروكس مهاجمًا لفريق أوكسفورد يونايتد وفي موسم 2002/03، وافق النادي على العرض المُقدم من أرسنال للانضمام إلى عمالقة الدوري الإنجليزي الممتاز.

لقد تم اختياره ليحل محل روبرت بيريس، ولو أنه قام بهذه الخطوة، لكان جزءًا من الفريق التاريخي الذي لا يقهر في موسم 2003/2004 والذي خاض مشواره الكامل في الدوري الإنجليزي الممتاز دون هزيمة.

كانت الصفقة قريبة للغاية لدرجة أنه حصل على قميص أرسنال الجديد الخاص به والذي تم توقيعه من قبل جميع لاعبي الفريق ترحيبًا به.

قبل فترة وجيزة من اتخاذ هذه الخطوة بشكل دائم، بدأ بروكس يعاني من مشاكل صحية مثل خدر قدميه وعدم الشعور بها على الإطلاق. في المستشفى، قيل له إنه مصاب بفيروس لمدة 48 ساعة وخرج من المستشفى. لم يتحسن وعاد مجددًا إليها. دخل فجأة في غيبوبة ثم استيقظ بعد ثلاثة أيام.

قيل لوالديه إن حالته حرجة للغاية ويجب عليهما أن يذهبان لوداعه لأن هناك احتمالية كبيرة لعدم نجاته من تلك الأزمة الصحية. لم يستطع جيمي التنفس بدون مساعدة، ولا يقدر على التحدث أو تحريك أي جزء من جسده.

اكتشفوا أنه يعاني من متلازمة غيلان باريه، ومرت 69 يومًا قبل ظهور المؤشرات الأولى على إعادة نمو أعصابه مُجددًا. كان عليه أن يتعلم المشي مرة أخرى وعاد في النهاية إلى ممارسة كرة القدم مرة أخرى مع أكسفورد يونايتد قبل أن يُقضي باقي مسيرته التي لم تستمر طويلًا مع مجموعة متنوعة من الأندية خارج الدوري.

لو لم يُصاب بتلك المتلازمة المرضية، لكان قد خُلّد كجزء من فريق أرسنال الأسطوري الذي لا يقهر والذي لم يسبق له مثيل منذ ذلك الحين.

Mohamed Hamed

كاتب شغوف بالسينما والدراما، مُحب لعالم الغموض والألغاز والجرائم وأمتلك قدر لا بأس من المعرفة في عالم الرياضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى