منوعات

الفدية الأكبر في تاريخ أوروبا، القصة المثيرة لاختطاف الملياردير الهولندي فريدي هاينكن

فريدي هاينكن، هو ملياردير هولندي والرئيس التنفيذي لشركة هاينكن للكحول التي ورثها عن عائلته. نجح هاينكن في تحويل شركة عائلته المحلية إلى شركة عابرة للقارات، حيث أصبحت أكبر الشركات العاملة في مجال إنتاج الكحول عالمياً من خلال التسويق الذكي الذي اعتمده فريدي، ليصبح في أوائل ثمانينيات القرن الماضي أحد أثرى الرجال في هولندا والقارة الأوربية عموماً، الأمر الذي جعله هدفاً مثالياً لعمليات اختطاف الأثرياء التي راجت بشكل كبير في أوروبا في السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن المنصرم. في مقالنا اليوم، سنروي قصة اختطاف الملياردير الهولندي فريدي هاينكن، والفدية الهائلة التي طلبت أثناء عملية الاختطاف هذه، والتي تعدّ الأكبر في التاريخ.

تحضير دؤوب للعملية

بدأ كلّ من كور فان هولت، ويليام هوليدير، فرانس ميجير، وجان بويلارد التحضير لعملية الاختطاف قبل أكثر من عامين من حدوثها، حيث عمدوا إلى مراقبة جميع تحركات فريدي هاينكن وسائقه الشخصي دودري على مدى عامين كاملين، قاموا خلالهما بتحليل تحركاتهما بشكل دقيق، ووضع نقاط الاختطاف المحتملة التي يمكن أن يبدؤوا من خلالها في تنفيذ عمليتهم، كما قاموا بتحضير الموقع الذي سينقلون إليه الرهينتين ريثما يتمّ تسليمهم الفدية المتفق عليها، حيث بنوا كوخاً في المنطقة الغربية من ميناء أمستردام، وعززوه بطبقات كثيفة من المواد العازلة للصوت جعلت مساحته الإجمالية المقدرة بـ 42 متراً مربعاً تنقص حوالي 4 أمتار مربعة.

على مدى الفترة القصيرة التي سبقت ليلة الاختطاف، أجرى المتواطئون الأربعة الذين انضم إليهم لاحقاً عضو خامس يدعى مارتن إركامب، عدة محاولات لإجراء عملية الاختطاف باءت كلها بالفشل في اللحظات الأخيرة لتغير بسيط لاحظوه في روتين الضحيتين، قبل أن تأتي الساعة الموعودة.

لحظة الصفر

في ليلة باردة من ليالي مدينة أمستردام، وبالتحديد في الثامن من شهر نوفمبر، قرابة الساعة السابعة مساء، خرج فريدي هاينكن من مكتبه الذي يدير منه أعماله في العاصمة، متوقعاً أن يلتقي بسائقه الموثوق دوديري، ليتفاجأ بعصابة مسلحة كانت قد قامت باختطاف الأخير وتوجيه أسلحتهم النارية تجاه فريدي، الذي استجاب لهم ودخل سيارة مغلقة نقلته مع حارسه إلى الكوخ الذي أعدته العصابة سابقاً.

تواصل الخاطفون مع عائلة هاينكن، وطالبوا بفدية للإفراج عن فريدي هاينكن وسائقه هي الأكبر في التاريخ، حيث بلغت قيمتها 11 مليون دولار في ذلك الحين (تعادل أكثر من 30 مليون دولار اليوم بحساب معدلات التضخم)، موزّعة على 4 عملات مختلفة، وأوراق نقدية لا تزيد قيمتها على 20 دولاراً أمريكياً، ما جعل وزن الفدية الإجمالي يصل إلى 100 كيلوغرام من الأوراق النقدية.

بقي كل من فريدي هاينكن وسائقه محتجزين في الكوخ قرابة 3 أسابيع، قبل أن يتمّ الاتفاق مع الخاطفين على تسليم الفدية، لتسارع الشرطة بالوصول إلى كلّ من فريدي وسائقه المحتجزين في الكوخ، وتلقي القبض على 3 من المتواطئين في العملية، وينجح اثنان آخران في الهرب، بشكل مؤقت على الأقل.

القبض على الهاربين

نجح كلّ من فان هوت وهوليدير في الهرب من الحدود الهولندية، حيث وصلوا إلى فرنسا وبالتحديد باريس، قبل أن تلقي الشرطة الفرنسية القبض عليهما في فبراير من عام 1984، ويقضيا قرابة السنتين يتنقلان بين السجون الفرنسية، ليتمّ تسليمهما لاحقاً في عام 1986 إلى السلطات الهولندية.

Mostafa Musto

طالب طبّ وكاتب محتوى، مهتمّ بالمجالات العلمية والثقافية والفنّية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى