رياضةمشاهير

خوان لابورتا: فارس عصر برشلونة الذهبي، ورجل مخاطرات المرحلة الراهنة

يعدّ  خوان لابورتا أحد أكثر الشخصيات الخلافية في تاريخ نادي برشلونة والكرة الإسبانية بالعموم، حيث تجد بعض أعضاء النادي يعتبرونه منقذ برشلونة، وصانع نهضته الحديثة في العقدين الأخيرين، بينما يعتبره آخرون –وإن كانوا قلّة- رئيساً سيئاً للنادي ومتورطاً في فضائح متعددة، وسبباً أساسياً في خروج أسطورة نادي برشلونة؛ الأرجنتيني ليونيل ميسي العام الماضي من الفريق، لكنّ الأمر الذي يتفق عليه جميع المتابعين لشؤون الكرة الكاتالونية أنّ لابورتا يعد واحداً من أكثر الرؤساء تأثيراً في تاريخ النادي بلا ريب. في مقالنا لليوم، سننظر في تجربة لابورتا في فترته الرئاسية الأولى لنادي برشلونة، ونبحث في المخاطر المستقبلية التي وضع النادي فيها اليوم في فترته الثانية بحثا عن حاضر أفضل.

بدايات بعيدة عن عالم المستديرة، ودخول مثير للاهتمام للنادي

بدأ خوان لابورتا حياته كمحامٍ وناشط في مجال السياسة الكتالونية، قبل أن يبتعد عن عالم السياسة جزئياً، ويدخل بقوة في عالم كرة القدم، وذلك من خلال انضمامه لعضوية نادي برشلونة، وانخراطه في جماعة من أعضاء النادي أطلقت على نفسها لقب “الفيل الأزرق”، والتي كانت تعارض رئيس النادي في ذلك الحين جوزيب لويس نونيز، وأجرت عام 1998 محاولة فاشلة لسحب الثقة عنه بين أعضاء النادي.

2003-2010: فترة لابورتا الأولى في رئاسة نادي برشلونة

بدأ لابورتا انتخابات رئاسة النادي عام 2003 مع حظوظ قليلة للفوز، خصوصاً مع حضور مرشح قوي هو الإعلامي لويس باسات، لكن الحظوظ أخذت بالانقلاب لصالحه شيئاً فشيئاً، معتمداً في ذلك بشكل كبير على كاريزمته المميزة وأسلوبه الخطابي القوي، ووعده أعضاء النادي بالتعاقد مع النجم المتميز حينها ديفيد بيكهام، ليفوز لابورتا في نهاية الانتخابات بشكل مفاجئ، ويبدأ بتشكيل فريقه الإداري المميز الذي ضمّ أسماء لامعة في ذلك الحين أهمها رجل الأعمال الشهير ساندرو روسيل.

لم تكن بداية فترة لابورتا مبشرة بشكل كبير بالنسبة للجماهير المتعطشة، حيث بدأ فترته بالصراع مع نواة ألتراس (Boixos Nois) التي عرف عنها العنف الشديد خارج الملعب، أدى هذا الصراع إلى تلقيه تهديدات بالقتل من قبل المجموعة، إذ كشفت تحقيقات لاحقة للشرطة أنّها كانت تخطط أيضاً بشكل جدي لاختطافه، كما فشل على الناحية الأخرى في التعاقد مع ديفيد بيكهام بعد اختيار الأخير التوجه إلى ريال مدريد، وفشل أيضاً في التعاقد مع تيري هينري الذي قرر البقاء في أرسنال، قبل أن يتعاقد في النهاية مع نجم برشلونة الأهم في المرحلة المقبلة، رونالدينيو البرازيلي، مدعوماً بالمدرب الهولندي فرانك ريكارد، لتبدأ مع هذين الاثنين واللاعبين الجدد الذي جاؤوا من بعدهم بالتدريج مرحلة عودة برشلونة إلى منصات التتويج.

عاد برشلونة في العام الأول من سنوات إدارة لابورتا إلى تحقيق النتائج المميزة بعد سنوات عجاف، حيث حقق في نهاية موسم عام 2003/2004 المرتبة الثانية في الدوري الإسباني، قبل أن يحققه في الموسمين التاليين مرتين على التوالي، ويحصل على لقب أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه عام 2006، وتكون الخاتمة المثالية لمرحلة لابورتا مع غوارديولا وجيل السداسية الذهبية موسم 2009.

2021: عودة إلى رئاسة النادي، وروافع اقتصادية لانتشال الكيان من مأساته

أعلن خوان لابورتا في نهايات عام 2020 نيته الترشح مرة أخرى لرئاسة النادي، وفاز بالسباق الانتخابي ضمن البيت الكتالوني ليصل إلى رئاسة نادي برشلونة مرة أخرى عام 2021، ولكن بظروف مختلفة بشكل جذري عن فترته الأولى، حيث يعاني نادي برشلونة في الوقت الحالي من آثار فترة بارتوميو المقيتة، والذي أوقع النادي في أزمة اقتصادية عمادها ديون هائلة، جاءت من بعدها أزمة كورونا لتكون القشة التي قسمت ظهر البعير. بدأ لابورتا في الفترة الصيفية الحالية بخطة لإصلاح الوضع الاقتصادي للنادي تنطوي على مراهنة كبيرة، حيث قام ببيع 25% من حقوق بثّ النادي لـ 25 عاماً على مرحلتين، كما باع نسبةً من منشآت تابعة للنادي ليقوم من خلال ذلك المبلغ بتسديد جزء من الديون المترتبة على المؤسسة، ويدخل في صفقات انتقالات هي الأكبر من نوعها في السنوات الأخيرة.

شاركنا برأيك، هل تعتقد أن هذه الروافع الاقتصادية التي فعلها لابورتا ستنتشل النادي من معاناته، أم أنها ستجعله يهوي في أزمات أكبر من الأولى؟

Mostafa Musto

طالب طبّ وكاتب محتوى، مهتمّ بالمجالات العلمية والثقافية والفنّية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى