ديلان بوا -أو ديلان “موك” بوا-، هو شابّ أمريكي كان يبلغ الثامنة عشرة من عمره حينما زار جدّته المقيمة في هاواي عام 2015، لكنّ أحداً لم يكن يدري أنّ هذه الزيارة ستكون آخر مرّة يرى فيها أحد الشابّ، حيث خرج في صبيحة السابع والعشرين من فبراير من عام 2015 بغية التنزّه في الجبال المحيطة بمدينة هونولولو، وتحديداً درج “طريق الجنّة” المغلق من قبل السلطات، قبل أن يختفي من بعدها إلى الأبد، دون أن يظهر أي أثر له أو لجثته.
ديلان بوا يزور جدته في هاواي
زار ديلان بوا جدّته المقيمة في هاواي في شهر فبراير من عام 2015، ووفقاً لجدّته فقد كان ينتوي الذهاب في نزهة لتسلق أدراج طريق الجنّة، لتردّ عليه الجدّة بأنّها منطقة محظورة، وأنّ الشرطة المحلية كانت قد أغلقتها منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي.
يبدو أنّ ديلان لم يقتنع بكلام جدّته رغم عدم معارضته لها بشكل مباشر، حيث حافظ على نيته بزيارة الأدراج المذكورة، ليخرج في صباح الجمعة الواقعة في 27 فبراير للتنّزه بين الجبال المحيطة بالمدينة، ولكنّه لم يعد من هذه الرحلة أبداً.
رجل غامض بالقرب من الأدراج
كان آخر تواصل مع ديلان بوا قبل اختفائه هو مجموعة من الصور التي أرسلها لعائلته في اليوم المذكور في حدود الساعة الحادية عشرة صباحاً، وانقطع الاتصال معه من بعدها بشكل تامّ وفق ما أكّده قسم شرطة هونولولو.
درست عائلة ديلان الصور بشكل دقيق ومفصّل، حتى وجدوا في واحدة من الصور المرسلة ظلّاً غريباً يعتقد أنّه لرجل كان يظهر ما بين الأشجار، ورغم أنّ الظلّ كان بالكاد يرى، إلا أنّ عائلة الشاب كوّنت نظرية عن أنّ هذا الرجل كان يتبع ابنهم ويتربّص له.
بحث مكثّف عن ديلان بوا
بعد اختفاء الشابّ الأمريكي، بدأت حملة بحث كبيرة عليه، شارك فيها عاملون في قسم الإطفاء المحليّ، متطوّعون مدنيون، طيارات بدون طيار (درونز)، وحتى البحرية الأمريكية شاركت في هذه العمليات برّاً وجوّاً.
في يوم الاثنين التالي للحادثة (اليوم الرابع للاختفاء) سمع اثنان من المتنزهين في الجبال صرخات تطلب النجدة، ليسارعوا بالاتصال بالشرطة التي لم تجد شيئاً في اللحظة التي وصلت فيها، لتستمرّ عمليات البحث المكثّفة حتى اليوم التالي (الثلاثاء) وتتوقف من بعدها عمليات البحث من قبل الجهات الرسمية، رغم استمرار حملات المتطوعين والمجتمع المدني لأيام عدّة من بعد هذه الحادثة.
تمّ لاحقاً إنشاء مجموعة على الفيسبوك من قبل زوجة أخ ديلان تحمل اسم “Search for Moke Pua”، وذلك بغية تنظيم عمليات البحث عن الشاب ّ المفقود، ولكن ذلك لم يعد بأي نفع على الإطلاق.
الوضع الحاليّ لـ “سلالم الجنّة”
على الرغم من إغلاقها منذ عام 1987 من قبل السلطات الرسمية في هاواي، وذلك بسبب هشاشة بنيتها، وتعرّضها لأضرار كبيرة على إثر العواصف والأمطار الشديدة التي ضربتها، إلّا أنّ هذه السلالم لا تزال حتى يومنا هذا مزاراً سياحياً مقصوداً بشكل دائم من روّاد الجزيرة الباحثين عن المغامرة، لتبقى الأراء متناحرة بين من يؤيّد إزالة هذه السلالم بشكل كامل، ومن يطالب بتجديدها وافتتاحها مرة أخرى.