منوعات

ِالحلّاق الشبح: لغز الرجل الذي سرق شعر النساء، وأرعب ولاية ميسيسيبي لأشهر

لا تعدّ قصص الرعب والألغاز غريبة عن مناطق الجنوب الأمريكي، فمدن كـ سافانا، نيو أورلينز، وتشارلستون لطالما حوت قصصاً تعد من الأكثر رعباً في التاريخ، من قتلة متسلسلين أو ألغاز غامضة لم يتمّ حلّها إلى يومنا هذا، ولذلك فقد كان حدوث قصّة الحلاق الشبح فيها أمراً غير مستغرب في هذه المنطقة تحديداً، حيث أرعب الحلاق الشبح أهالي قرية باسكاغولا الساحلية الصغيرة أثناء فترة الحرب العالمية الثانية، فمن هو الحلاق الشبح، وما الذي ميّزه عن غيره من المجرمين، وهل تمّ القبض عليه؟ هذا ما سنعرفه في مقالنا لليوم.

قرية هادئة على الساحل الجنوبيّ

كانت باسكاغولا قرية ساحلية صغيرة تتبع لولاية ميسيسيبي الأمريكية، عدد سكانها يقدّر بالمئات، لكنّ اشتعال الحرب العالمية الثانية حول القرية -كحال الكثير من القرى الأمريكية الأخرى- إلى مصنع للسلاح لتغذية نار الحرب المشتعلة على الجانب الأخر من العالم، ولكون القرية تقع على الساحل، فقد تمّ اختيارها لتكون مصنعاً كبيراً للسفن الحربية، الأمر الذي سبب توافد أكثر من 300 شخص جديد إلى القرية للعمل في مصنع السفن الحربية الحديث، لتبدأ في خضمّ هذه الأحداث أولى تحرّكات الحلاق الشبح.

سلسلة من اقتحامات المنازل

مع منتصف عام 1942، بدأت منازل قرية باسكاغولا تتعرّض لسلسلة من الاقتحامات من الطراز المرعب، إذ لم تشهد هذه الاقتحامات أيّ أذى للمتلكات في المنازل أو لأهلها باستثناء تفصيل بسيط، وهو سرقة خصل من شعر الفتيات القاطنات في المنزل.

كان الحلاق الشبح (وهو الاسم الذي منحه إياه أهل القرية) يسرق أحيانا خصلة صغيرة من شعر الفتاة، وفي أحيان أخرى كان يسرق معظم شعرها دون أن يشعر أحد بوجوده. استمرّت هذه الأحداث لعدّة أشهر دون أن يتعرّض أحد لأذى، قبل أن تتخذ الأمور مجرى آخر.

انقلاب “عنيف” في نشاطات الحلاق الشبح

بعد مضي عدة أشهر على أولى هجمات الحلاق الشبح، ظهر تبدّل مفاجئ في شكل الاقتحامات التي كان ينفّذها، حيث أنّه قام بالاعتداء بالضرب المبرح على عجوزين كان قد اقتحم منزلهما، مستخدماً في ذلك أنبوباً معدنياً كبيراً. لحسن الحظّ، تم إسعاف العجوزين، والمحافظة على حياتيهما، لكنّ هذه الحادثة غيّرت الكثير من تفاصيل القضية، فالقرية بعمومها أصيبت بالذعر من الحادثة، وبدأ الرجل يرغبون عن العمل في مناوبات مسائية في مصنع السفن الخاص بالقرية، وذلك حتى يبقوا في منازلهم ليحموا أهاليهم في حال ما تعرّضت منازلهم للاقتحام من قبل الحلاق الشبح، وهو ما دفع الشرطة المحلية لأخذ الموضوع بجدّية أكبر، فالأمر أصبح يمسّ أمن الأهالي، ويضرّ بإنتاج القرية الحربي، فقامت بإطلاق عمليات بحثٍ حثيثة عن الفاعل، انتهت بالقبض على رجل من أصول ألمانية يعمل في المدينة، وذلك بتهمة التعدّي بالضرب على الزوجين سابقي الذكر.

ما زاد ثقة الشرطة بقرارها بخصوص الرجل الألماني هو أنّه كان كيميائياً متقاعداً، وقد لاحظت الشرطة حينها استخدام غاز الكلوروفورم في إحدى غارات الحلاق الشبح، بالإضافة إلى العثور على خصلة شعرٍ شقراء في الحديقة المجاورة لمنزله، لتحكم عليه المحكمة بالسجن بتهمة محاولة قتل الزوجين فحسب دون ذكر قضية الاقتحامات الليلية للحلاق الشبح، ويخرج بعد الحادثة بسنوات بعد نجاحه في اختبار لكشف الكذب.

رغم أن اقتحامات الحلاق الشبح للمنازل توقّفت بعد القبض على الرجل الألماني، إلّا أنّه لم يثبت كون الرجل هو الذي يقف خلف سلسة الاقتحامات هذه، ما يجعل من حلّ لغز الحلاق الشبح أمراً غير مؤكّد إلى يومنا الحالي.

Mostafa Musto

طالب طبّ وكاتب محتوى، مهتمّ بالمجالات العلمية والثقافية والفنّية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى