أصدرت السلطات الصحية في ألمانيا تحذيرًا مفاجئا في الأيام القليلة الماضية، بعد اكتشاف حالة جديدة من مرض نادر جدًا يعرف باسم مرض بورنا، ويُعرف كذلك باسم مرض الحصان الحزين ، وينتج هذا المرض المميت عن فيروس بورنا (BDV)، وهو متلازمة عصبية معدية تصيب الحيوانات ذوات الدم الحار. فما هو هذا المرض؟ وإلى أي حد هو خطير؟ وهل سيعيش العالم ويلات وباء جديد مثل جائحة كورونا؟ كل هذه الأسئلة وأكثر سنجيب عليها في هذا المقال.
ألمانيا تدق ناقوس الخطر
على الرغم من أن هذا المرض قاتل للغاية ، إلا أنه نادر جدًا ، ولم يُكتشف سابقًا إلا بضع مرات بعد ظهوره في ألمانيا في أواخر القرن التاسع عشر في مقاطعة بافاريا ، كما تم الإبلاغ عن حالتين أخريين من الاصابة بالفيروس خلال السنوات الثلاث الماضية.
يمكن أن يسبب مرض بورنا أو BDV التهابًا في الدماغ بعد الإصابة ، مما يؤدي إلى الوفاة في جميع الحالات تقريبًا ، بينما يُعاني الناجون من الفيروس من أضرار طويلة الأمد. ويذكر انه في المتوسط ، تبلغ ألمانيا عن إصابتين كل عام ، على الرغم من أن الخبراء يفترضون أن عدد الحالات غير المبلغ عنها في البلاد قد يصل إلى ست حالات سنويًا.
وبشكل مفاجئ يوم الثلاثاء، أعلنت ألمانيا عن إصابة شخص من منطقة مولدورف أم إن، بفيروس بورنا، حيث شكل هذا الخبر استنفارا صحيا جعل السلطات الصحية الألمانية تتدخل على عجل.
ما هو فيروس بورنا ؟
مرض أو فيروس بورنا ، المعروف أيضًا بمرض الحصان الحزين ، هو متلازمة عصبية معدية تصيب الحيوانات ذوات الدم الحار (مثل الطيور والثدييات)، وتسببها فيروسات مرض بورنا 1 و 2 (BoDV-1/2)، وهي فيروسات موجهة للأعصاب بشكل أساس. يصيب بورنا الخيول والأغنام في الغالب ، ولكنه لوحظ أيضا في مجموعة واسعة من الثدييات.
يتسم المرض بالرنح والسلوك الاكتئابي غير الطبيعي ، والذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى الوفاة، بالإضافة إلى ذلك ، توجد أدلة عديدة تربط عدوى بورنا بالاضطرابات العصبية والنفسية مثل الاضطراب ثنائي القطب عند البشر. أما بالنسبة لطريقة انتقال المرض فهي غير واضحة إلى الآن، ولكنها تحدث على الأرجح عن طريق اللعاب والإفرازات الأنفية الملوثة.
لماذا الحصان الحزين ؟
أطلق اسم بورنا على العدوى بسبب ظهور الفيروس بمنطقة بورنا، الواقعة في ألمانيا الشرقية، والتي توفي فيها الكثير من الخيول في الثمانينات بسبب المرض، هكذا أطلق على المرض أيضا الحصان الحزين.
ما أعراضه ؟
بعد تجذر العدوى في الخلايا العصبية الشمية، تبدأ هذه الاخيرة في الانتشار متوجهة إلى الجهاز العصبي المركزي، وتشمل العلامات المصاحبة للإصابة ما يلي:
- مشاكل في الحركة،
- آلام أسفل الظهر،
- تغيرات سلوكية،
- الارتباك،
- آلام العضلات،
- ارتفاع الحرارة،
- تلف دائم في الدماغ والأعصاب،
- تسمم الدم.
هل يمكن علاج فيروس بورنا؟
لا يمكن تشخيص المرض بناءً على الأعراض السريرية وحدها نظرًا لوجود العديد من الالتهابات الفيروسية الأخرى التي تسبب أعراضًا سريرية مماثلة ، مثل فيروس نقص المناعة لدى القطط ، وفيروس اللوكيميا السنوري ، وفيروس كورونا. كما لا يوجد لقاح للوقاية من المرض ، لذلك من الصعب تقديم توصيات محددة بشأن التدابير الوقائية ، فالقطط التي قد لا تتمكن من الوصول إلى البيئات الريفية تكون أقل عرضة للإصابة بورنا ، مما يقلل من فرصة الإصابة. ويحدث هذا المرض عند البشر. وجدير بالذكر أن هناك العديد من اللقاحات التي توفر بعض الحماية ضد أمراض الدماغ العامة. لكن لا يوجد حتى الآن علاج خاص ومعروف للمرض ، بيد أن بعض الدراسات تشير إلى أن الأدوية المضادة للفيروسات مثل ريبافيرين قد تساعد في قتل الفيروس ، مما يعني أن العلاج قد يكون فعالًا في البشر.