أخذت المصائب والفضائح تتهاوى شيئاً فشيئاً في السنوات الأخيرة على رأس شركة فيس بوك ومؤسسها ومديرها التنفيذي الشابّ مارك زوكربيرغ، كان آخرها تراجع عدد مستخدمي موقع فيسبوك عالمياً في عام 2021 للمرة الأولى منذ بداية الموقع عام 2004، وذلك بعد أن شرعت الشكوك تتزايد حول تعامل الموقع الأمريكي مع شؤون خصوصية مستخدميه، والحرب الباردة التي نشبت ما بين فيسبوك وعملاق التقنية الأمريكي آبل. في سياق هذه المشاكل التي تشكل تحديات وجودية للشركة الأمريكية العابرة للقارات، يظهر علينا مديرها التنفيذي في مقابلة صحفية ليؤكّد على أنّه ينظر للذمّ الذي يتلقاه من موظفيه من منظور إيجابي، فما هي التفاصيل؟
زوكربيرغ ليس أفضل مدير تنفيذي في العالم!
لا يبدو أن الموظفين العاملين في شركة فيسبوك معجبون بشكل كبير بشخصية المدير الشاب، حيث كشف زوكربيرغ في مقابلة حديثة أجراها مع اليوتيوبر الشهير تيم فيريس أنّه الموظفين يطلقون عليه لقباً مميّزاَ هو: “عين ساورون”، وذلك في إشارة إلى سيد الشرّ في ثلاثية ملك الخواتم.
“يطلق عليّ بعض الموظفين في الشركة هذا اللقب من باب المحبة، ولكنّي أعتقد أن سبب دعوتهم لي بهذا هو انتباهي المستمر.”
بغضّ النظر عن أنّ شخصية ساورون بحدّ ذاتها هي تحسيد مطلق للشرّ في سلسلة الرويات والأفلام الشهيرة، إلّا أنّ زوكربيرغ لا يبدو أنّه ينظر للأمر من هذا المنظور، فهو يعتبر هذا اللقب إشادة له على “الطاقة التي لا تنتهي والتي يبذلها يومياً في العمل.”
يبدو أن زوكربيرغ لا يمانع في أن يبسط سلطته ونفوذه على العاملين لديه في الشركة بشكل مشابه لنشر ساورون لظلاله على “موردور”، طالما أنّ ذلك يأتي بالنتيجة المطلوبة، إذ لطالما عرف عن زوكربيرغ كونه نموذجاً من نماذج الإدارة الشابة في وادي السيليكون الأمريكي، والتي تهتمّ بشكل كبير للإنتاج وساعات العمل الطويلة، وذلك على حساب توفير بيئة عمل مريحة أو أيام عطلة كثيرة للموظفين.
مشاريع ميتا الجديدة:
تأتي هذه المقابلة التي ظهر فيها زوكربيرغ في وقت مفصلي من عمر الشركة، والتي أضحت تراهن بشكل كبير على مشاريعها الجديدة لإعادة شعبيتها ونموّها إلى ما كان عليه سابقاً، ولعلّ أهم هذه المشاريع مشروع العالم الافتراضي الخاصة بشركة ميتا، أو الـ “ميتافيرس”، والذي لم يصل حتى اللحظة إلى النجاح والانتشار اللذين كانت تتأمّلهما شركة ميتا.
تأتي سياسة الشركة هذه (التركيز على مشروع الميتافيرس) من تصميم زوكربيرغ نفسه على تحقيق هذه الفكرة، “عند هذه النقطة، أشعر أنّه في حال شعر الناس أنّهم يعرفون أهدافنا كشركة، وما سنقوم به في المراحل القادمة، فسيكون هذا دليلاً على أنّنا لا نقوم بجهد كافٍ”. بعبارة أخرى، فقد عزم زوكربيرغ على المضي قدماً في هذا الاتجاه، والمراهنة بكلّ ما يملك على هذا العالم الافتراضي الجديد، دون أخذ آراء المستثمرين في الشركة بالاعتبار، والذين لا يبدون متحمسين بشكل كبير للخوض قدماً في هذا المجال، ولكنّ ذلك يبقى غير ذو أثر هام على سير الشركة، خصوصاً مع حيازة زوكربيرغ لغالبية أسهم الشركة التي يحقّ لها التصويت.