تعدّ الموسيقى التصويرية عاملاً محورياً في نجاح أي فيلم سينمائي، عاملاً قادراً على رفع سوية الفيلم أو الإطاحة به في حال لم يتمّ استخدامهم بالشكل الأفضل. من أغاني الراب الخاصة بـ Eminem وصولاً إلى أغاني أفلام الطفولة، سنسعرض اليوم في مقالنا 5 من أفضل استخدامات الموسيقى التصويرية في أفلام هوليوود، وأثرها الكبير الذي أحدثته على اللوحة العامّة للفيلم.
8-Mile:
تضفي الموسيقى التصويرية عاملاً مساعداً يسهم في تكامل المظهر النهائي للفيلم، لكن حينما نتحدث عن فيلم 8-Mile فالأمر سيكون مختلفاً بشكل جذري، لأنّ عامل الموسيقى فيه هو العامل الأكثر تأثيراً والذي يتمحور حوله الفيلم بالمجمل، خصوصاً أغنية lose yourself، والتي حاز عليها Eminem على جائزة الأوسكار لأفضل أغنية أصلية في الفيلم، والتي تعتبر صورة مصغّرة عن حالة الضياع التي يعيشها بطل الفيلم في ظلّ ظروفه الصعبة، وبيئته المظلمة.
Goodfellas: (تحتوي الفقرة حرقاً لبعض أحداث الفيلم)
أعظم أفلام مارتن سكورسيزي بدون منازع، وأحد أعظم أفلام العصابات في التاريخ، لذا فكان من المفروغ منه أن يحظى الفيلم بأحد أفضل موسيقى الأفلام التصويرية في التاريخ، إذ تمّ اختيار الموسيقى في هذا الفيلم بعناية كبيرة، بداية بفرق النساء الغنائية التي تعود لستينيات القرن الماضي كـ: The Crystals، The Shangri-las، The Ronettes، وDarlene Love، والتي رأى فيها النقاد إضفاءً لعاملٍ أنثوي بريء على الفيلم المليء بالعنف الذكوري، ووصولاً لعزف البيانو الأيقوني في مشهد قتل الرجال في سيارة الكاديلاك زهرية اللون، والذي أرّخ لنهاية عصر وبداية عصر آخر لعالم العصابات في الفيلم، وليس انتهاءً بأغنية فرانك سيناترا العظيمة في نهاية الفيلم.
Pulp Fiction:
عبّر كوينتن تارنتينو؛ مخرج فيلم Pulp Fiction في مقابلة صحفية أجراها منذ فترة قريبة عن فلسفته في استخدام الموسيقى التصويرية في الأفلام، واصفاً إياها بأنّها “روح الفيلم”،”إذا استخدمت الموسيقى التصويرية المناسبة في الفيلم في الوقت والمشهد المناسب، ستحصل على أفضل تجربة سينمائية ممكنة.”
بإمكاننا رؤية ذلك جليّاً في فيلمه الأهمّ؛ Pulp Fiction، وذلك باستخدامه لعزف الغيتار الخاص بـ “ديك ديل” مترافقاً مع أغنية “Jungle Boogie” بنسخة الراديو في افتتاحية الفيلم، حيث كانت هذه الموسيقى التصويرية قادرة على وصف الجو العام للفيلم بشكل أفضل من قدرة أي كلمات على ذلك.
The Lion king:
فيلم الطفولة المفضل للعديد منّا، وأفضل إنتاجات ديزني بلا منازع في التسعينيات. نجحت موسيقى الفيلم التصويرية بالتعبير عن ذاتها بقوّة، وأصبحت جزءاً هامّاً من طفولة مئات الملايين من حول العالم، بأغاني لطيفة وأخّاذة حفرت في ذاكرة كلّ من شاهد الفيلم في طفولته، كـ “I Just Can’t Wait to Be King”، و”Hakuna Matata” التي أضحت جملة معروفة عالمياً، بل وأسلوب حياة للكثيرين، نجحت الموسيقى التصويري للفيلم وأغانيه حتى في عالمنا العربي بالدبلجة العربية، إذ حافظت على روح الفيلم، ونقلته بشكل ممتاز للغة العربية (اللهجة المصرية بالتحديد).
Lost in Translation:
كما يفصح عنه اسمه، يصور فيلم Lost in Translation حالة الضياع الشامل وفقدان الدليل، حالة تمكّنت المخرجة صوفيا كوبولا من تصويرها بشكل قريب للكمال، مع تمثيل آسرٍ من بيل موري وسكارليت جوهانسون الشابة، وبيئة فيلم عظيمة في مدينة طوكيو التي تعجّ بالصخب، جاءت الموسيقى التصويرية لتكمل اللوحة الفنّية وتكون العامل الأخير في تحفة الوحدة والضياع، من موسيقى البوب في الخلفية، إلى أغاني الكارايوكي في مشاهد الفيلم، كانت الموسيقى التصويرية بكلّ تأكيد بطل الفيلم الرابع بعد موري وجوهانسون ومدينة طوكيو.
Gladiator:
شكّل هذا الفيلم الأيقوني علامة فارقة في مسيرة الملحن الكبير هانس زيمر، والذي قدّم فيه عدداً من أقوى مقاطع الموسيقى التصويرية وأكثرها تأثيراً، كـ “Elysium”، ومقطع الموسيقى الختامية الملحمي “Now We Are Free”. عمد زيمر إلى استخدام ألحان بسيطة وعظيمة في الوقت ذاته أثناء عمله على الفيلم، ورفع بإبداعه من قيمة الفيلم الفنّية بشكل كبير.
Shutter Island:
فضّل المخرج المخضرم مارتن سكورسيزي في فيلم الغموض الذي أخرجه من بطولة ليوناردو ديكابريو Shutter Island عدم إنتاج موسيقى أصلية للفيلم، بل اللجوء إلى روبي روبرتسون ليقوم بتجميع عدد من المقاطع الموسيقية المتنوعة لاستخدامها كموسيقى تصويرية للفيلم، وهو ما نجح فيه روبي بشكل كبير، نذكر تحديداً من خياراته مقطوعة “On the Nature of Daylight” من إبداع الموسيقي الألماني ماكس ريكتر، والتي منحت الفيلم الكمّية المهولة التي يستحقها من المشاعر الشجيّة الحزينة.