لعلّ أعظم ما يميّز أفلام الخيال العملي أنّها تتيح لمتابعيها استكشاف عوالم جديدة، وتظهر لهم آفاق الخيال عبر منظار العلم، ولكنّ كفّة الخيال العلمي قد تنزاح في بعض الأفلام بشكل كبير إلى جانب الخيال، الأمر الذي قد يجعل الفيلم يحوي في محور قصّته على مغالطات علمية. بالطبع لا يعني ذلك أنّ الأفلام ينبغي أن تكون دقيقة علمياً بشكل تام، فهي في الأساس مواد ترفيهية. في مقالنا اليوم سنسلط الضوء على عدد من الأفلام الشهيرة التي بنت حبكتها على أخطاء علمية فادحة، قراءة ممتعة:
إعادة خلق الديناصورات من الـ DNA كما تمّ عرضه في سلسلة Jurassic Park ليس أمراً بسيطاً:
أجرى الكاتب العلمي في شبكة BBC حواراً مخصوصاً مع عالم المستحاثات ستيف بروسيت حول سلسلة أفلام Jurassic World، خلاصة هذا الحوار تتمثّل في أنّ استنساخ الديناصورات بشكل مشابه لما حدث في السلسلة أقرب ما يكون للمستحيل.
“ينبغي عليك امتلاك الجينوم الكامل للديناصورات في حال أردت استنساخ ديناصور، ولم يتمكن أحد حتى الآن من العثور حتى على القليل من الـ DNA الخاص بالديناصورات، لذا فنحن نتكلم عن موضوع بالغ الصعوبة، بل هو أقرب ما يكون للمستحيل.” وفق ما قاله بروسيت للـ BBC.
لربّما استشار المخرج مايكل باي خبراء من ناسا حول فيلمه “Armageddon”، لكنّ حبكة الفلم ما تزال موضع شكّ:
تتمحور أحداث فيلم Armageddon بشكل عام حول نيزك عملاق “بحجم ولاية تكساس” سيضرب الأرض خلال 18 يوماً، 18 يوماً من المفترض أن يقوم خلالها الفريق بإيجاد حلّ لهذه المعضلة قبل أن تحدث الكارثة، لكنّ العلم يؤكّد أن نيزكاً بهذا الحجم كان سيتمّ اكتشافه بوقت أبكر من هذا بكثير.
يقول ديفيد كيربي؛ الأستاذ المحاضر في قسم الفلك في جامعة مانشستر بهذا الخصوص:”أي عالم فلك سيقول لك ذلك بكل تأكيد، إذا ما كان هناك نيزك بحجم ولاية تكساس يتّجه للأرض، فسيكون قابلاً للرؤية والكشف قبل سنوات على الأقل.”
قدّم فيلم “Gravity” أداءً علمياً جيداً على العديد من المحاور، باستثناء ما يخصّ اسم الفيلم نفسه! (تحذير حرق لأحداث الفيلم)
اهتمّ فيلم Gravity بالناحية العلمية في العديد من مشاهده، لكنّه احتوى على خطأ علميّ محوري، غيّر حبكة الفيلم بالكامل وفقاً لـ فيل بليت؛ الأستاذ المحاضر في علم الفلك.
تعمل الجاذبية بشكل مختلف في الفضاء عمّا هي عليه في الأرض، لم يكن على شخصية جورج كلوني أن تموت، كلّ ما احتاجه الأمر لإنقاذه أن تقوم ساندرا بولوك بسحبه بشكل خفيف، إذ لم يكن جسم كلوني معرّضاً لتأثير أيّ قوى عليه، مما يجعل قوّة سحب بمقدار أونصة واحدة حتى من ساندرا بولوك كافية لإنقاذه وتغيير مجرى الفيلم بالكامل!
تمّ بناء فيلم “Lucy” بالكامل على خرافة أنّ الإنسان لا يستخدم سوى 10% من قدرة دماغه:
في الفيلم، تقوم سكارليت جوهانسون بتعاطي نوع معيّن من المخدّرات يمكّنها من تحرير الجزء غير المستخدم من دماغها، الأمر الذي يجعلها تمتلك قدرات خارقة تفوق باقي البشر. كتبت العالمة كيت وونغ في مقال لها في مجلّة “American Scientific”:”لطالما كانت فكرة أن الإنسان يملك قدراً كبيراً من المادة الرمادية غير المستخدمة في دماغه فكرة مغرية، لكنّ هذا الادّعاء لا يملك أيّة أدلّة تدعمه، إذ أنّنا نستخدم في الواقع بشكل افتراضي كل جزء من أجزاء دماغنا، ويكون معظم الدماغ نشيطاً في الجزء الأكبر من الوقت.”