الرئيس الأمريكي Joe Biden، حاكم أقوى دولة في العالم، وأكبر الرؤساء سناً في تاريخ الولايات المتحدة الذي يبلغ من العمر 78 عاماً. زلات كثيرة وقع فيها Biden أثارت التساؤلات حول لياقته البدنية والعقلية ومدى تأثيرها على قدرته في إدارة البلاد خصوصاً بعد أن اتهمه Trump بالخرف في الحملة الانتخابية الأخيرة.
آخر زلة وقع فيها الرئيس Biden كانت يوم 19 مارس الماضي عندما تعثر ثلاث مرات متتالية أثناء صعوده على سلم الطائرة الرئاسية، مما أثار مخاوف من حدوث مضافعات لقدمه اليُمنى التي كُسرت قبل أربعة أشهر وهو يلعب مع كلبه. فهل لدى Biden القدرة على إدارة البلاد؟ وهل هو حقاً مُصاب بمرض الزهايمر حسب تكهنات بعض أعضاء الحزب الجمهوري؟
زلات لسان Joe Biden منذ الانتخابات الرئاسية وحتى الآن
خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، أخطأ Biden في وصف Douglas Emhoff زوج نائبته Kamala Harris، حيث وصفه بأنه “زوجة Kamala” وليس زوجها! وليست هذه المرة الأخيرة التي يحدث فيها هذا الأمر مع Kamala، ففي يوم 18 مارس أثناء كلمة ألقاها Biden بخصوص مستجدات Covid-19 وصف نائبته بالرئيس قائلاً:
أخذنا أنا والرئيس Harris جولة افتراضية في موقع التطعيم بأريزونا منذ وقت قريب.
خلال نفس الفترة اتهم الرئيس السابق Donald Trump منافسه Joe Biden بالخرف، وطلب منه إجراء اختبار للقوى العقلية “Cognitive Test” لمعرفة ما إذا كان صالحاً لتولي رئاسة الدولة. وعندما طرح أحد مذيعي قناة CBS الأمر على Biden، قال الأخير بأنه لم يقم بعمل اختبار للقوى العقلية وأنه الجمهور هو من يحدد صلاحيته للمنصب، وأضاف بأنه يرفض عمل الاختبار ويتطلع إلى عمل مناظرة رئاسية مع منافسه.
في يوم الانتخابات الأمريكية وأثناء تقديمه لعائلته وقع Biden في خطأ ثلاثي فادح، حيث عرف بحفيدته على أنها ابنه، وأخطأ في وصف منصب ابنه المُتوفى Beau Biden ظناً منه أنه سيناتور لديلاوير وليس نائباً عاماً، وكان ممسكاً بكتف حفيدته Finnegan Hunter قبل أن يتدارك خطأه ويمسك بكتف حفيدته Natalie Beau. الأمر معقد؟ إليك الحوار فقد تفهم مع أعنيه:
هذا ابني Beau Biden الذي ساعده الكثير منكم في انتخابات مجلس الشيوخ بولاية ديلاوير، هذه حفيدتي Natalie. انتظر لقد فهمت الخطأ، هذه Natalie، هذه ابنة Beau.
في يوم المرأة العالمي عام 2021، لم يتذكر Biden اسم وزير دفاعه Lloyd Austin واصفاً إياه بالجنرال، ويُعتقد أيضاً أنه لم يتذكر اسم وزارة الدفاع “Pentagon” واصفاً إياها بالمؤسسة، وهذا يتضح في الكلمة التي ألقاها:
أيضاً أريد شكر الوزير.. الجنرال السابق.. ما زلت أطلق عليه الجنرال، إنه زميلي الذي يدير هذه المؤسسة هناك.
هل حالة Joe Biden الصحية والعقلية قد تمنعه من الاستمرار في منصبه؟
قبل بداية انتخابات الرئاسة الأمريكية، كشف تقرير طبي في ديسمبر 2019 عن حالة Biden الصحية مشيراً إلى أنه يتمتع بصحة جيدة تؤهله لتولي منصب الرئاسة، لكنه يعاني من ارتفاع الكولسترول، وأكبر مشكلة صحية تعرض لها كانت انفجار لأحد الأوعية الدموية في المخ قبل التدخل الجراحي السريع في عام 1988.
وبعد فوز Biden بالانتخابات الرئاسية، أكد طبيب البيت الأبيض السابق Ronny Jackson أن الرئيس الحالي لا يتمتع بالقدرة الكافية التي تؤهله ليصبح القائد العام للولايات المتحدة، ورغم اعتقاد بعض أعضاء الحزب الجمهوري المنافس بأن Biden مُصاب بالزهايمر، فلا يوجد دليل يؤكد ذلك، وربما يكون مجرد ادعاء الهدف منه تحقيق مكاسب سياسية بحتة.
قد تظن بأن كبر سن الرئيس Biden ليس أمراً معتاداً بالنسبة للأمريكيين، ولكن هذا الظن ليس صحيحاً. فحسب الإعلامي والمحلل السياسي لواشنطن إيهاب عباس، فالأمريكيين ليست لديهم أدنى مشكلة في أن يكون رئيسهم كبير السن، وهذا ما يؤكده الواقع العملي من أن معظم رؤساء الولايات المتحدة تتجاوز أعمارهم سن الستين عاماُ، وأضاف:
الرئيس Biden صحته جيدة حتى الآن، وأجرى الكشوف المطلوبة قبل دخول انتخابات الرئاسة، والتي كشفت عن قدرت على ممارسة مهامه كرئيس.
ونحن نتفق مع عباس في أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات ذات استراتيجية موحدة في إدارة الملفات مع اختلاف التكتيكات من رئيس إلى آخر. أما Biden، فهو لا يطبق سياسات خاصة به، بل يطبق سياسات حزبه (الديمقراطي)، والذي يحظى بقبول أعضاء حكومته.
من وجهة نظري، فرغم أن الولايات المتحدة تأخذ بالنظام الرئاسي الذي يعطي صلاحيات واسعة لحاكم الدولة، إلا أن هذه الصلاحيات لطالما كان لها وضع خاص ينظمها، فلا توجد مشكلة حقيقية فيما يخص الرئيس، والأمر أخذ حجماً أكبر مما يستحقه. يتفق معنا في هذا الرأي عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أحمد العناني قائلاً:
هذه الأمور مرتبطة بزلة لسان أو سقطة من الرئيس Biden لا تؤثر على مجريات الحكم. هذه أمور عادية نظراً لظروف السن ولن تؤثر على مجريات السياسة الخارجية والداخلية الأمريكية.
ألغاز وأسرار: