عندما استخدم “جرو” شعاع الانكماش لسرقة القمر في فيلم Despicable Me، أشاد المشاهدون بالفكرة باعتبارها رائعة وساعدوا الفيلم في الفوز بالعديد من الجوائز على الرغم من أنه كان مجرد فيلم رسوم متحركة للأطفال، لكن أستاذًا جامعيًا أمريكيًا أقترح أن يتخلص من القمر لحل مجموعة من المشاكل الأرضية هل سيحظى بنفس هذا الاهتمام؟ لنرى في هذا المقال .ربما تعجبت قليلاً من مهنة صاحب الادعاء، والسؤال الذي يدور في الأذهان كيف لعالم رياضيات درس لأكثر من 25 عامًا في جامعة ولاية أيوا (Lowa) أن يفكر في الاستغناء عن ألمع وأكبر جسم في سماء الليل ألا وهو القمر، الذي يبدو بمثابة شقيقاً صغيراً للأرض. هذه قصة (ألكسندر أبيان)
هل نحن بحاجة إلى القمر حقًا؟
وهذا هو السؤال الذي كان يدور في ذهن البروفيسور “ألكسندر أبيان” كلما نظر الى السماء، إذ أنه في عام 1991 طرح نظرية الأرض غير القمرية في إحدى الصحف الجامعية، كانت تنص على أن تفجير القمر من شأنه أن يحل تقريبًا كل مشكلات البشرية، ومشيراً أيضاً أنه سيقضي على كل من الفصول والأحداث المرتبطة بها مثل موجات الحر والعواصف الثلجية والأعاصير.
أراد في تلك الفترة أن ينسف القمرعن طريق حث الخبراء على حفر حفرة ضخمة على القمر، وتعبئتها بقنبلة ذرية، ثم تفجيرها بجهاز التحكم عن بعد، لقد كان يعتقد أنه جاليليو عصره حيث أشار على كل نقاد فكرته قائلاُ: “هؤلاء النقاد الذين يرفضون افكاري، قريبون جدًا ممن رفضوا جاليليو“
ماذا سيحدث للأرض لو فقدت شقيقها الصغير!
القمر مهم للحياة على الأرض لأنه يلعب دورًا كبيرًا في العديد من المجالات إذ أنه يجعل مناخ الأرض والظروف البيئية أكثر ودية، ويساعد في دورات هجرة بعض الحيوانات.
القمر هو المسؤول عن ظاهرة المد والجزر في المحيطات ودونه سيعرض حياة العديد من الحيوانات البحرية للخطر.
يعتقد العلماء أن دوران الأرض يستغرق من 6 إلى 8 ساعات فقط، لكن جاذبية القمر تبطئ هذه الحركة وتحولها إلى 24 ساعة كما نعلم، لذا فإنه أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الأيام مدتها 24 ساعة.
القمر ليس له دور كبير فقط على الأرض، إذ أن هناك بعض الخبراء يعتقدون أنه ربما يكون قد لعب أيضا دورا رئيسيا في تكوين الحياة منذ أكثر من 3.5 مليار سنة!
لماذا لم تتحقق امنية البروفيسور ألكسندر أبيان؟
تم رفض التدمير النووي المقترح للقمر من قبل علماء الفلك، بما في ذلك طاقم وكالة ناسا، لعدة أسباب:
- الترسانة النووية للبشرية ستفشل في فعل أكثر من كسر قشرة القمر.
- إذا نجح ذلك، فإن تفجير أقرب مجسم إلينا سيؤدي على الأرجح إلى تسخين الغلاف الجوي للأرض بفعل الحطام القمري، وبالفعل سيتواجد حطام قريب من الأرض كبير الحجم على شكل إسفين من القمر من شأنه أن يصطدم بالأرض ويقضي على كل أشكال الحياة.
- وليس هذا فقط، ستزداد نسبة اهتزاز الأرض مما يؤدي إلى ميل محوري للأرض الذي قد ينتج عنه مواجهة أحد نصفي الكرة الأرضية للشمس بشكل مستمر بينما يبقى النصف الآخر في ظلام دائم.
الخلاصة:
لقد ازدادت الأمور العجيبة والمريبة في عالمنا المعاصر، إذ أننا نسمع أشياء لا يستطيع العقل أن يستوعبها. فعلى سبيل المثال، ربما سمعت من قبل عن إدعاء ثلاث اشخاص يمنيون بأنهم ورثوا المريخ عن أجدادهم منذ 3000 عام، أو أنك تعرفت على “دينيس هوب” الذي باع 611 مليون فدان من الأراضى على القمر، ولكن كان البروفيسور أبيان ذو التفكير الأغرب.
كلنا نعلم أن التغيرات السنوية التي تطرأ في هذه الفترة في العالم أجمع ليست في أفضل حال، فنجد أن مواعيد الفصول الطبيعية تتغير، الأمطار تسقط صيفاً والشتاء يصبح أشد برودة، فكرة التخلص من القمر قد تبدو في البداية طرحًا قابل للنقاش، أليس كذلك؟ فيمكن القول إنه سيحل مشاكلنا، فستنتهي أيام الصيف المملة وأيام الشتاء الباردة وستختفي الأعاصير، ولكن لسوء الحظ حينها سينتهي العالم بلحظات.
نختتم القول بقول سبحانه وتعالى: “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ“، ففي تلك المقولة موعظة لنا، تبين أننا لا نستطيع التخلي عن القمر، حيث انه له تأثيرات كبيرة علينا نحن كبشر، بل على كوكب الأرض بأكمله، فسبحان من خلق هذا الكون بتقدير وتنظيم دقيق.