إن تاريخ العطورلم يكن بذلك الجمال ولم يكن دائما ذو رائحة الزهور، فالعديد من تركيبات العطور الشهيرة كانت تتألف أساسا من زيت أمعاء أسماك القرش أو السوائل المستأصلة من الأكياس الشرجية للقطط. صحيح أن العديد من صانعي العطور في عصرنا الحالي يستخدمون مكونات صناعية، ولكن في الماضي، كان صانعو العطور يميلون إلى الروائح غير العادية لإبهار العملاء مثل كاثرين دي ميديسي ونابليون، الذين اشتهروا بوضع كميات مخيفة من الكولونيا شهريا. ومن ناحية أخرى، لم يكن العطر مجرد منتج للتزين وتعطير الجسم بالرائحة الزكية، ولكن كان ينصح به من قبل الأطباء لمعالجة بعض الأمراض. كل هذه المعلومات وأخرى…سنستكشفها في هذا المقال الذي يسلط الضوء على التاريخ الخفي للعطور. تابع معنا المقال لتتعرف عليها!
النخبة الثرية وعطر قيء الحيتان
إن المكونات المشتقة من الحيوانات، مثل الزيوت المنتجة من غدد القطط والغزلان، كانت تستخدم من قبل الأثرياء خلال العصور الوسطى، كما تم استخدام العنبر في الكثير من العطور. والعنبر هو مادة زيتية تتقيأها حيتان العنبر وتخرج من أمعائها.
إفرازات الحيوانات كمثبتتات للعطور
من المعروف أن العطر يحتوي على بعض المكونات الأساسية التي تلعب دور تثبيت الرائحة وجعلها تدوم لمدة أطول، وللحصول عليها في العصور السابقة، كان يتم اللجوء تقليديا لأعضاء الحيوانات التي تنتج الرائحة، وذلك مثل إفرازات القطط والغزلان والقنادس التي تستخدمها الحيوانات للإشارة إلى منطقتها، حيث تتسم تلك الافرازات بكونها جد قوية وتثبت لمدة طويلة، وهو ما اعتمده صانعو العطر قديما.
العطر للوقاية من الوباء الأسود
اعتقد الأطباء قديما أنه باستخدام العطور، سيقي الناس أنفسهم من الوباء، لذلك عندما اجتاح الطاعون الأسود أوروبا في القرن الرابع عشر، وقتل ما يقرب من 60 في المائة من مجموع السكان، افترض الأوروبيون أن المرض انتشر عن طريق الهواء القذر المتسخ، نتيجة لذلك الاعتقاد، بدأ العلماء في وصف العطور لأسباب طبية ووقائية، وأصبح الناس يرتدون ملابس مصممة لكي لا تصلهم الروائح الكريهة التي اشتبهوا في أنها مصدر المشكلة، كما بدؤوا يرتدون قناعًا
بأنوف معقوفة تحتوي على أزهار مجففة وأعشاب وتوابل وخل، معتقدين أن العطور يمكن أن تساعد في مكافحة تفشي المرض القاتل.
أحب الرومان تعطير أقدامهم
طالما ارتبطت العطور بالآلهة في التاريخ الروماني، كما أن أول شركة عطور موثقة في العالم كانت في قبرص، أكثر من ذلك، لقد كان الرومانيون القدماء يعطرون المباني الرومانية، حيث كانوا يستخدمون أكثر أطنانا من المواد العطرية أثناء البناء سنويا، والطريف في الأمر أنهم كانوا يحبون وضع العطر على قيعان أقدامهم.
“عرق الآلهة” لدى المصريين القدماء
ارتبط العطر ارتباطا وثيقا بالآلهة في الحضارة المصرية، القدماء اعتقد المصريون أن الرائحة الزكية مصدرها عرق إله الشمس رع.
وقد كانت الحناء والقرفة والورد والزنابق من بين النباتات التي استخدمها المصريون في صناعة العطور. وكثيرا ما كانت تغمس في الزيت وتعطى للأثرياء.