يتمتّع مارك رافالو اليوم بشهرة كبيرة في الأوساط الفنّية في هوليوود، حاز عليها من خلال قيامه بأداء العديد من الأدوار المميزة كدور هالك في سلسلة أفلام الـ Avengers، ودور المحقق ديفيد في فيلم Zodiac. بالإضافة إلى مسيرته التمثيلية الغنيّة، فقد عرف عن مارك دوماً كونه صوتاً يناصر العديد من القضايا الإنسانية والبيئية. على الرغم من مسيرته الفنية الحافلة، والجوائز العديدة التي حاز عليها، إلّا أنّ طريق الوصول إلى النجاح الذي هو عليه اليوم لم يكن معبّداً بالورود، إذ عانى خلاله الأمرّين، واصطدم بالعديد من العقبات القاسية التي كادت توقف مسيرته –بل وحتى حياته- في مرات عدّة. في مقالنا اليوم سنستعرض جانباً من التاريخ التراجيدي الذي صنع الممثل مارك رافالو، وجعل منه النجم الذي هو عليه اليوم، فلنباشر:
عانى خلال طفولته وشبابه الباكر من الاكتئاب:
عانى مارك منذ أيام طفولته من الاكتئاب، حيث أشار في مقابلة أجراها إلى أنّه واجه صعوبات كبيرة في التأقلم مع أقرانه أيام دراسته الثانوية، وقرر في كثير من الأحيان التخلي عن حلمه بالعمل في مجال التمثيل نتيجة خجله وإحراجه الشديدين اللذين كان يشعر بهما، كما أنّه اعتاد بشكل دائم على البقاء وحيداً، إذ لم يكن له أصدقاء، وقضى غالب وقته يتجول ويدخن السجائر، حتى باتت تساوره في بعض مراحل حياته الأفكار الانتحارية.
الموت يخطف أقرب الناس لقلبه:
تمكّن رافالو بصعوبة من تجاوز الوحدة التي كان يشعر بها أيام الثانوية، حيث تعرّف بعد انتقاله إلى لوس أنجلوس على صديقه مايكل، إذ كشف مارك في مقابلة عن طبيعة العلاقة العميقة التي كانت تميزهما، فقد تشاركا بالأفكار والمعتقدات والخبرات، وكان مايكل هو الشخص الوحيد الذي يبوح له مارك بكلّ ما يجول في باله، قبل أن يغيّبه الموت عام 1994 إثر إقدامه على الانتحار، الأمر الذي ترك أثراً نفسياً عميقاً لدى مارك، ولم يكد يستفيق من صدمة هذه المصيبة حتى تفاجأ بموت أخيه سكوت، والذي تعرّض للقتل في منزله بواسطة طلق ناريّ. عقب وفاة أخيه، ترك مارك عمله في التمثيل لفترة مؤقتة، وانتقل مع أسرته من لوس أنجلوس إلى نيويورك.
مشاكل صحيّة خطيرة:
تم تشخيص مارك رافالو بورم في الدماغ، واضطر لاستئصاله بعملٍ جراحي بالغ التعقيد تكلل بالنجاح، لكنّ آثاره الجانبية لم تكن خفيفة على الإطلاق، حيث عانى من شلل في عضلات وجهه اليسرى بشكل كامل، بالإضافة إلى صمم في أذنه اليسرى، حيث جاءته هذه الطامة بعد بداية سطوع نجمه في هوليوود، الأمر الذي دفعه إلى التوقف عن التمثيل لفترة ريثما يتلقى العلاج. خضع رافالو خلال هذه الفترة إلى أنواع مختلفة من الإجراءات العلاجية، منها المساج، الوخز بالإبر، والعلاجات العشبية.
أبقى مارك أمر مرضه سرّاً، الأمر الذي دفع الصحافة للتنبؤ بسبب غيابه عن الساحة الفنية، حيث ظهرت شائعات تتحدث عن إدمانه للكحول والمخدرات، وإصابته حتى بمرض الـ AIDS.
أزمات مالية منذ الصغر:
عانت عائلة مارك رافالو من التعثّر المالي بشكل كبير أثناء طفولته، حيث كانت أمّه تعمل كمصففة للشعر، بينما عمل أبوه كعامل دهان، إلّا أن الأمور لم تسر معه كما يرام، حيث اضطرت العائلة للانتقال عدة مرات بحثاً عن عمل قبل أن تتعرض للإفلاس بعد انتقالها الأخير إلى سان دييغو.
هلا