أنمياقتراحات أنمي

ما الذي يجعل أنمي Monster أحد افضل أعمال الأنمي تاريخياً وفقاً للنقاد؟

يزخر عالم الأنمي بالعديد من الأعمال الفذّة ذات القيمة العالية، سواء من النواحي الكتابية والحوارية، أو من ناحية الإنتاج والرسوم والتحريك، وكما أنّ هناك الكثير من العروض التي تحصل على ضجة أعلى من التي تستحقها بشكل كبير، هناك أيضاً العديد من الأعمال التي لا تحصل على التقدير الذي تحتاجه، ولعلّ أحد أبرز هذه الأعمال أنمي Monster من إنتاج عام 2004، والذي يروي قصة الطبيب الياباني العامل في ألمانيا الغربية؛ دكتور كينزو تينما، ومواجهته لمعضلة أخلاقية تجعله يغير طريقة تفكيره بشكل كامل.

بدايةً، الأنمي لا يمكن مقارنته بالعديد من الأنميات الأخرى ذات الشهرة العالية كـ Death Note مثلاً، حيث أنّ Monster يملك رتماً بطيئاً للأحداث بالنسبة للأعمال الأخرى ذات التشويق العالي، ولكنّه في ذات الوقت يملك عاملاً خاصاً يجعله يجذب إليه فئة أصغر من الناس، فهو أنمي نفسيّ فلسفي بامتياز بتقييم R (للبالغين فقط). من ناحية أخرى فـ Monster متجذّر في الواقعية، وبعيد كلّ البعد عن المشاهدين الذين يفضّلون عروضاً تتضمن روبوتات متحاربة، مدافع ليزر عملاقة، شخصيات تقفز لعشرات الأمتار، أو أبطالاً بعمر الخامسة عشر ينقذون العالم بقوة الصداقة، غالباً لن يكون هذا الأنمي مفضّلاً لديهم.

لوحة فنية متكاملة الأركان:

يشكل الأنمي تحفة فنية بكل تفاصيله، فالرسومات بداية على الرغم من أنّها من النمط القديم، إلا أنها قريبة من الواقعية بشكل كبير، كما أنّ بيئة الأنمي المتمثلة في المدن الأوروبية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي تمّ تنفيذها برسومات غنية بالتفاصيل يجعلها أقرب إلى اللوحات منها إلى الرسوم العادية، أمّا من ناحية الموسيقى فلم يحمل الأنمي معه مقاطع موسيقية خارقة للعادة، لكنّ استخدامها في الوقت الصحيح جعل تأثيرها هائلاً في المشاهدين، وهو أمر يرجع بكل تأكيد إلى جودة عملية الإخراج. يعاني رتم الأحداث من البطء خصوصاً في الحلقات الوسطى من الأنمي ذو الـ 74 حلقة، لكنّ هذا البطء في الأحداث يحملنا إلى أحدّ أهم إيجابياته التي سنناقشها في النقطة التالية.

شخصيات غنية وسرد قصصي مميز:

لعلّ أنمي Monster يملك أحد أفضل أشكال تطور الشخصيات في عالم الأنمي، فعلى مدى سرد الحلقات تظهر عشرات الشخصيات، كلّها لها ماضيها ودوافعها وأهدافها، حيث أولى صنّاع العمل اهتماماً بالغاً بإظهار تفاصيل أي شخصية ظهرت فيه، ما جعل من الصعب وصف أي منها بأنّها شخصية فرعية، كما أنّ الوقت الطويل الذي تقدمه حلقات المسلسل الـ 74 أتاح المجال للتوسع في كل الشخصيات والأحداث الجانبية، خصوصاً أنّ استوديو madhouse (الاستوديو المنتج لأنمي monster) قام باقتباس الأنمي من المانغا بشكل حرفيّ دون أي نقص أو تغيير.

الطابع السوداوي:

يتميّز أنمي monster بثيم عام كئيب يغلب عليه السوداوية والقسوة غني بالحوارات الفلسفية، بعيداً عن ترّهات المثالية الزائفة المنتشرة بشكل كبير في عالم الأنمي، ومن العوامل التي ساعدت على ذلك الخط الزمني الذي تأخذ فيه الأحداث مجراها، فرغم أن معظم الأحداث تجري في منتصف التسعينيات، إلا أنّ بداية الأنمي تظهر مرحلة نهاية الثمانينينات الكئيبة خصوصاً في القسم الشرقي من ألمانيا وتشيكوسلوفاكيا، بالإضافة إلى عدد من المشاهد التي تعود حتى الستينيات من القرن الماضي.

Mostafa Musto

طالب طبّ وكاتب محتوى، مهتمّ بالمجالات العلمية والثقافية والفنّية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى