لقد مر أكثر من 50 عامًا على احتفال بنغلادش بتحررها من الاستعمار الخانق لباكستان، ولا شك في أن هذا الحدث قد شكل التاريخ بالنسبة للبلدين. لكن ما لا يعرفه الكثير، أن هذا الاستقلال مهد طريقا له على جثث المئات من الأطفال الأبرياء والضحايا المستضعفين. فكيف ذلك؟ تابع قراءة المقال لتتعرف على الإجابة.
لمحة تاريخية

قبل انفصال باكستان عن الهند، كانت باكستان مقسمة إلى جزئين: شرق باكستان وغرب باكستان، لكن كان لكل جزء ثقافته الخاصة وتقاليده ولغته وأسلوبه، بيد أن الحكومة الحاكمة في غرب باكستان لم ترغب في هذا التنوع، فحاول الناس في السلطة فصل باكستان عن الهند لتكون دولة ذات أغلبية إسلامية. ولكن بسبب وجود الجاليات البنغالية، كان هناك صراع متصاعد.
بين عامي 1947 و1971، عانى البنغاليون من وحشية الجيش شبه العسكري، كما أدت شدة اللغة الأردية والثقافة الباكستانية الغربية على المجتمع البنغالي إلى فرار الكثيرين من البلاد، فأصبحوا لاجئين تاركين وراءهم وطنهم الأم وممتلكاتهم، بعضهم تمكن من النجاة من خلال العثور على مأوى في البلدان المجاورة، ولكن كان هناك الكثير ممن تعرضوا للاعتداء الوحشي والقتل.
كل هذا وأكثر كان يحدث فقط لأن الحكومة المسيطرة يجب أن تكون من غرب باكستان، وليس من الشرق، كما تم تشكيل جيش من القوات شبه العسكرية بقيادة تكا خان، وقد كانوا معروفين باسم Razakars ، الذين عملوا ضد البنغاليين باعتبارهم موالين للباكستانيين، والذين قتلوا الآلاف منهم ونهبوا منازلهم وممتلكاتهم.
رابطة عوامي ودورها في تحرير بنجلاديش

تم تشكيل رابطة عوامي في شرق باكستان عام 1949، والتي لعبت دورًا مهمًا في الكفاح من أجل الاستقلال، حيث قام طلاب شرق باكستان من الجالية البنغالية بإعلان الثورة، لكن الوضع بدأ يؤول للأسوأ عندما بدأت القوات شبه العسكرية في مهاجمة المدنيين، إذ لم يكن هناك تفرقة بين السياسيين والنشطاء وعامة الناس.
عندما اضطر الناس إلى الانتقال إلى مخيمات اللاجئين، تم اختطاف النساء في المعسكرات الباكستانية واحتجزن لعدة أيام. وتم الاعتداء عليهم بوحشية قبل إطلاق سراحهم، لم تتوقف الانتهاكات هنا، ولكن تجاوزت لتطال الأطفال والرضع حديثي الولادة. استمرت الممارسات والاعتداءات لمدة طويلة من الزمن إلى أن هاجم الجيش الهندي والقوات الجوية والبحرية الجيش الباكستاني وهزموه.
وضعت الحرب أوزارها أخيرا، لكن الثمن كان باهظا ونفيسا، بسبب آلاف الأرواح البريئة التي أزهقت.