تقنية وعلوم

ما لا تعرفه عن دبابة تايجر الألمانية؛ الدبابة الأقوى في الحرب العالمية الثانية، ومرعبة جيوش الحلفاء.

دخلت الدبابات حيّز الاستخدام للمرة الأولى في الـ 15 من سبتبمر من عام 1916 في معركة السوم خلال الحرب العالمية الأولى، معلنة بداية عصر جديد من الحرب المعتمدة على الآليات، ولكن على الرغم من إطلاقها المبدئي للمرة الأولى، إلّا أن الدبابات لم تصل إلى فعاليتها الكاملة سوى بعد عقدين في الحرب العالمية الثانية، حيث أصبحت الدبابات في ذلك العصر سلاحاً فتاكاً ذو فعالية عالية، ما جعلها أحد أكثر العوامل تأثيراً في مجرى أحداث الحرب. عندما نذكر دبابات الحرب العالمية الثانية فسيأتي إلى بالنا دبابات T-34 السوفييتية، دبابات الـ M4 شيرمان الأمريكية، وبالتأكيد دبابة التايجر الألمانية التي حجزت مكانها كأحد أكثر الأسلحة فتكاً في هذه الحرب المهولة، لذا في مقالنا اليوم سنذكر عدداً من الحقائق التي لا يعرفها الكثيرون عن هذه الآلة الألمانية المرعبة، لذا فلنباشر:

تمّ تقديم النموذج الأولي لـ دبابة التايجر في عيد ميلاد هتلر (20 أبريل من عام 1942):

انصدم النازيّون بعد غزوهم للاتحاد السوفييتي منتصف عام 1941 بالدبّابات التي كان يمتلكها الجيش الأحمر، والمتنوعة بين T-34 متوسطة الحجم، وKV-1 كبيرة الحجم، حيث كانت الدبابات السوفييتية متفوقة بشكل كبير على نظيراتها الألمانية، الأمر الذي دفع القادة الألمان إلى إصدار أوامر بإنتاج نماذج أولية لدبابات جديدة تقارع الدبابات السوفييتية، تحديداً دبابات ذات وزن يفوق 45 طناً، وفوهة مدفعية من عيار 88 ميلي متراً. تنافست عدة شركات ألمانية كبيرة لتقديم النموذج الأنجح، وأهم هذه الشركات كانت شركتا بورش وهنشل الألمانيتان، حيث وقع الاختيار في نهاية المطاف على نموذج شركة هنشل لتفوقه وإمكانية إنتاجه بشكل كبير، وتمّ تقديم نموذج الدبابة الجديد لهتلر في معقله في راستنبيرغ في يوم مولده. يشاع أن سبب رفض تصميم نموذج شركة بورش كان حاجته لكميات كبيرة من النحاس الذي كان مورداً استراتيجياً شحيحاً نسبياً في سنوات الحرب.

بورش كان صاحب فكرة الاسم:


على الرغم من تفضيل القادة الألمان لتصميم هنشل على تصميم بورش، إلّا أن الاسم الذي قدمه بورش للدبابة حاز على إعجابهم، حيث استقرّوا على اسم تايجر (TIGER) للدبابة متبوعاً بأرقام رومانية تدلّ على رقم الإصدار. تمّ استخدام أول دبابة تايجر للمرة الأولى في معركة قرب بلدة Mga والتي تبعد حوالي الـ 60 كيلومتراً عن مدينة لينينغراد السوفييتة (سان بطرسبرغ حالياً) باتجاه الجنوب الشرقي، ثمّ في تونس ضد الحلفاء لاحقاً في العام ذاته.

تمّ إنتاج 1837 دبابة من طراز تايجر I و II بالمجمل:

تم وضع دبابة التايجر في الخدمة وهي ما تزال في مرحلة النموذج الأولي، ولذلك فقد تمّ إضافة عدد من التعديلات على الدبابة أثناء عمليات الإنتاج، من ضمنها إعادة تصميم البرج بقبة أخفض من الأصلية، لكنّ بطءَ معدلات الإنتاج في المصانع جعل تطبيق هذه التعديلات يستغرق عدّة شهور، ما جعل دبابة التايجر تأخذ وقتاً للتصنيغ يبلغ ضعفي وقت تصنيع الدبابات الألمانية الأخرى، كما تمّ تبسيط التصميم لاحقاً لتسريع عملية الإنتاج، ولمواجهة النقص الحاد في الخامات التي كانت تواجهه ماكينة الحرب الألمانية. تمّ تصنيع مكونات الدبابة عبر سلسلة طويلة من الشركات الألمانية، ليتمّ إرسالها لاحقاً بواسطة القطارات إلى مقرّ شركة هنشل في كاسل الألمانية لإتمام مرحلة التجميع النهائي التي كانت تستغرق حوالي 14 يوماً. استمرّت عملية تصنيع دبابات تايجر مدة سنتين، تم خلالها بناء 1347 دبابة من طراز Tiger I، تحول بعدها معمل هنشل لتجميع الدبابات من طراز Tiger II بمجموع إنتاج بلغ 490 دبابة، ليتوقف المعمل عن إنتاج الدبابات مع نهاية الحرب.

Mostafa Musto

طالب طبّ وكاتب محتوى، مهتمّ بالمجالات العلمية والثقافية والفنّية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى