*تنبيه! المقال يحتوي على حرق
تعد تحفة سيد الخواتم لتولكين واحدة من أكثر المسلسلات الروائية التي نالت استحسان النقاد في كل العصور، مما ساعد في تحويلها إلى فيلم سينمائي، بل إلى سلسلة عظيمة فاقت كل التوقعات. حيث تم اختيار البطل الشاب فرودو باجينز (إيليا وود) للقيام برحلة طويلة وخطيرة إلى أرض موردور القاتلة، حيث يجب عليه تدمير الخاتم الوحيد وإعادة التوازن إلى عالمه. وأثناء رحلته، يتعرف على بعض الأصدقاء الذين أصبحوا حلفائه، وكذلك الأعداء الذين اكتسبوا شهرة واسعة في العالم السينمائي، من بينهم المخلوق “غولوم Gollum”.
لوهلة يتضح من اللحظات الأولى للفيلم أن “غولوم” مخلوق ماكر وجشع وشرير، مهووس بسرقة الخاتم من فرودو، في نفس الوقت نراه يساعد فرودو ورفيقه سام ويدلهم على طريق موردور. كما نراه كثيرًا وهو يتقاتل مع نفسه ويتصارع مع ذاته الأخرى التي دائما ما تخالفه الرأي. كما نرى لاحقا في الفيلم جزء من ماضيه حيث أنه لم يكن دائمًا الوحش الغريب الذي نعرفه اليوم. في هذا الصدد، هناك العديد من النظريات التي تقول إن “غولوم” كان ذات يوم هوبيت وكان يدعى Sméagol. هل هذا صحيح؟ أم أن غولوم مجرد كائن خسيس لا علاقة له بالهوبيت؟ هذا ما سنحلله في هذا المقال، ابق معنا.
ما الهوبيت؟
وفقًا للروايات، فإن الهوبيت المعروف أيضًا باسم Halflings هم سلالة قديمة من البشر الذين أتوا من وادي Anduin، وبعد مرور سنوات، هاجر الهوبيت وأسسوا منطقة شاير، والتي يعتبرونها موطنهم. وللإشارة فهناك ثلاثة أنواع من الهوبيت وهم: Harfoots و Stoors و Fallohides، حيث يختلف المسكن حسب نوع الهوبيت؛ إذ يستوطن Harfoots المرتفعات، أما Stoors فيعيشون في الأراضي المسطحة بالقرب من المياه، أما Fallohides فيفضلون الغابات.
يعد قصر القامة من أكثر السمات المميزة للهوبيت، ويبلغ طول معظم الهوبيت ما بين قدمين وأربعة أقدام، ويعتبرون شعبًا مرحًا محبا للسلام وتكوين الصداقة الحميمة مع بعضهم البعض بدلاً من الناس العاديين، ومن سماتهم أيضا أقدامهم الكبيرة المشعرة والآذان المدببة.
ما قصة “غولوم”؟
من المؤكد أن غولوم عاش في الماضي حياة مختلفة تمامًا قبل أن يصبح ما عليه الآن، لقد كان اسمه في الأصل Sméagol ، وكان ذو شكل بشري لطيف كما كان يحب أصدقائه، لكن في يوم من الأيام وبينما يصطاد سميغول وصديقه في أحد الأنهار، يجدون بالصدفة خاتما في الوحل. وعلى الرغم من أن دياغول وجدها أولاً، غير أن كلاهما أصبح مسحورا ومفتونًا بالخاتم على الفور، فيطلب سميغول الحصول على الخاتم في عيد ميلاده، لكن عندما يرفض دياغول، يتشاجر الاثنان، في النهاية يقضي سميغول على رفيق دربه بخنقه حتى الموت.
وبالتالي فمن خلال الفلاش باك الذي قدمه لنا الفيلم فإن كلا الصديقين سميغول ودياغول كانوا من الهوبيت وتحديدا من عشيرة Stoor ، اللذان عاشا بالقرب من Gladden Fields، كما يتطابق مظهرهما الخارجي مع مواصفات الهوبيت، فهما قصيرا القامة ولديهما أقدام كبيرة مشعرة وآذان مدببة قليلاً. علاوة على ذلك، فإنهم يرتدون ملابس مماثلة لفرودو وباقي الهوبيت الآخرين.
إن هذا التحليل يحيلنا بالأساس للتساؤل عن الأمر المهم والأساسي، ألا وهو ما إذا كان غولوم بوصفها النسخة الجديدة من سموغول هوبيت أم لا.
من الناحية الفنية، كان سميغول هوبيت فعلا، لكن لعنة الخاتم غيرت كينونته تماما، حيث شهدت شخصيته تحولًا كبيرًا، وربما لن تظن أنه هوبيت للوهلة الأولى. فهل تغير كثيرًا لدرجة أنه لم يعد يستوفي معايير الهوبيت؟ وللتعمق أكثر في الموضوع، هل يعتبر سميغول وغولوم نفس الشخص؟ صحيح أنهما يشتركان في نفس الوجود المادي، ولكن كلا الشخصيتين تتقاتلان من أجل السيطرة على جسد واحد. فهناك أوقات يكون فيها سميغول مسيطرًا، ونرى المزيد من السلوك الشبيه بالهوبيت خلال هذه الأوقات، لكن بمجرد أن يستعيد غولوم السيطرة، يعود إلى جانبه المظلم.
الاجابة
صحيح أن شخصية ومظهر غولوم تغيرا بشكل كبير، لكنه لايزال يظهر على الرغم من تأثير غولوم ما يعني أنه على قيد الحياة وبصحة جيدة، حتى لو كان مختلفًا قليلاً عما كان عليه عندما كان شابًا. إنه لا يزال هوبيت في مكان ما في أعماقه، ولم يكن لمظهره الجسدي المشوه أي تأثير على ذلك. في الواقع، لا يزال يشبه الهوبيت بشكل غامض من خلال عينيه الكبيرتين الزجاجيتين وابتسامته الصادقة في بعض الأحيان تمنحه صفة طفولية.
بغض النظر عن كونه هوبيت، فإن غولوم هي بالتأكيد واحدة من أكثر الشخصيات روعة في الفيلم، على الرغم من أن المؤلف تولكين لم يعطي إجابة واضحة عن مؤهلات غولوم باعتباره هوبيت.