ترفيه

3 مرات نجحت فيها أفلام الخيال العلمي بالتنبؤ بالمستقبل.

شكّلت أفلام الخيال العلمي منذ بدء صناعة السينما جزءاً مهمّا من هذه الصناعة، لاسيّما مع قدرة هذه الأفلام الكبيرة على إظهار ما تعجز عنه قدرات العلم الذي عاصر وقت إنتاج هذه الأفلام. في الواقع لا تبلي الكثير من أفلام الخيال العلمي جيداً من ناحية توقعها للأحداث المسقبلية، فعلى سبيل المثال، وفقاً لفيلم The Running Man الذي تمّ إنتاجه عام 1987 كان من المفترض أن نكون في عام 2019 نشاهد معارك بقاء على قيد الحياة أشبه بتلك الموجودة في لعبة Pubg الشهيرة، أمّا فيلم The island الذي تمّ إنتاجه منذ حوالي 16 عاماً فقد توقّع اصطفاف (النسخ البشرية) التي قام البشر بإنتاجها بشكل شبيه بالماشية للحصول على أعضاء منها. في مقالنا اليوم سنتحدث عن أفلام تمكّنت من التنبّؤ بتفاصيل نعيشها في حياتنا اليوم بشكل دقيق على الرغم من مرور العديد من السنوات عليها، لذا ودون إطالة، فلنباشر:

السفر عبر الفضاء: La Voyage Dans La Lune (1902):

من الصعب أن نقوم بنسب فكرة السفر عبر الفضاء لفيلم أو رواية بعينها، فالفكرة بالغة القدم في خيال البشر، ورواية جول فيرن “من الأرض إلى القمر” التي تعود لعام 1865 مثال صريح على ذلك، لكنّ المميّز في هذا الفيلم كان المؤثّرات البصرية المميزة الثورية في ذلك الوقت، حيث أبدع المخرج الفرنسي جورج ميليس في ذلك الحين في الحيل الإخراجية في فيلمه ذو الـ 13 دقيقة. الأمر الثاني المميّز في هذا الفيلم هو فكرة السفر إلى القمر عبر كبسولة يتمّ إطلاقها في مدفع، والتي قد تكون فكرة بالغة في السخافة للجيل الحالي الذي اعتاد على صواريخ شركة سبيس إكس الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام، لكن الأمر في الواقع قريب للواقع نوعاً ما، حيث استخدمت البحرية الأمريكية في الستينيات مدفعاً من عيار 100  لإطلاق أقمار اصطناعية تزن قرابة الــ 200 كيلوغراماً لارتفاعات تصل إلى 175 كيلومتراً من أجل مشروعها Harp في ذلك الوقت، لذا فالفكرة في الفيلم ليست مجنونة بالكامل.

الروبوتات: Metropolis (1927):

على الرغم من أن العديد من عشاق السينما قد لا يكون قادراُ على التعرّف على هذا الفيلم، إلّا أنّ عشاق أفلام الخيال العلمي سيعرفونه بكل تأكيد، لما شكّله حين صدوره من ثورة في نظرة الإنسان إلى المستقبل. قد يكون من الصعب حالياً متابعة هذا الفيلم خصوصاً أنّه فيلم صامت أبيض وأسود، إلّا أنّه من المؤكّد أنّ للفيلم بصمة واضحة في صناعة أفلام الخيال العلمي، حيث شهد الفيلم الألماني ظهور الروبوتات للمرة الأولى على شاشة السينما، متمثّلاً بالروبوت المعدني الذي صنعه الدكتور “براون”، ثم قام بإكسائه بالجلد، ليظهر لاحقاً في الفيلم بشخصية ماريا. ربما لم تصل صناعة الروبوتات حتى الآن إلى درجة الواقعية التي تحدّث عنها الفيلم، إلّا أن التقدم في هذا المجال واضح، ومثاله روبوتات شركة Boston Dynamics Atlas، وروبوت Honda التي أطلقت عليه Asimo.

مكالمات الفيديو: 2001: A Space Odyssey:

إذا أردنا كتابة قائمة تتحدث عن الأشياء المستقبلية التي تمكّن الفيلم الأسطوري 2001: A Space Odyssey فربما لن ننتهي اليوم، بدءاً من استخدام الأجهزة اللوحية (التابلت)، وليس انتهاءً بمكالمات الفيديو. حين صدور الفيلم كان موضوع المكالمات المرئية ضرباً من الخيال، وخلال الـ 50 عاماً الماضية تمّ إجراء العديد من المحاولات لتقديم وسيلة مدرية اقتصادياً وفعالة لمكالمات الفيديو، ولكنّ كل هذه المحاولات باءت بالفشل حتى ظهور الإنترنت، وتغييره لكل المفاهيم التي عرفتها البشرية قبله في مجال المعلومات والاتصالات.

Mostafa Musto

طالب طبّ وكاتب محتوى، مهتمّ بالمجالات العلمية والثقافية والفنّية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى