المانجا والأنمي كلمتان كُلما سمعتهما سيخطر ببالك في جزء مِن الثانية كلمة أخرى وهي اليابان، حتى وإن لم تكن على دِراية كبيرة بالأنمي فمؤكد سمعت عنه في مكانٍ ما، ولكن كيف نجحت اليابان في تكوين تلك القوى الناعمة التي انتشرت في أقاصي الأرض ؟ وللإجابة على سؤال كهذا يمكن تسليط الضوء على خمسة عناوين، بشعبيتها الكبيرة استطاعت الزحف إلى خارج حدود اليابان.
وبالطبع صناعة المانغا والأنمي كانت كبيرة جدًا قبل تلك الأعمال التي سنذكرها في الأسطر القادمة، ولكن إن أردنا ذكر علامات مضيئة غيّرت مِن وجه تلك الصناعة للأبد فإليكم ذلك المقال عن الاربعه الكبار.
1 – Dragon Ball
(300 مليون نسخة مُباعة حول العالم) لم يكن (أكيرا تورياما | Akira Toriyama ) الذي اتّخذ مِن الرسم هواية له للقضاء على شعوره بالملل، يعلم أنهُ في يوم من الأيام سيكون أحد أكبر الأسماء إن لم يكن أكبرها على الإطلاق في عالم المانغا والأنمي في اليابان وخارجها! فرغم تقديمه لأعمال سابقة ومنها من فاز بالعديد من الجوائز مثل مانغا (Dr. Shump) لكن لم يصبح “تورياما” بطلًا شعبيًا إلا حينما قدّم لليابان والعالم شخصيّة (غوكو) وشعره المُدبب في مانغا Dragon Ball عام 1984.
حتى لا تُسيء فهم ما نحن على وشك قوله، يجب الإشارة أنهُ قبل “دراجون بول” كان هناك أعمال أنمي قوية في العديد من الجوانب الدرامي منها أو الكوميدي، وحتى على مستوى القتالات، ولكن الأكيد أن أيًّا منهم لم يصل للمستوى الذي تم تقديمه في Dragon Ball! فمستوى الرسم المختلف والملابس المميّزة والقصة المثيرة والخفيفة في نفس الوقت، بل وقضاء وقت ممتع كان العامل الأول في عالم دراجون بول حتى أثناء الأوقات الصعبة والقتالات فقد كان نقطة لبداية سطر جديد في عالم المانغا وكذلك الأنمي الذي سنتحدث عنه بعد قليل، مستويات القوى اللا محدودة، تدمير على مستوى هائل يصل لحد كواكب وأقمار بأكملها! القدرة على تجاوز القدرات الخارقة باستمرار، لم يضع “تورياما” حدودًا لخياله حين كان يخطط لمعركة ما ولهذا كان دائم القدرة على تقديم ما يُبهر متابعيه حتى يومنا هذا.
2 – One Piece
(470 مليون نسخة مُباعة حول العالم) أراد “إيتشيرو أودا | Eiichiro Oda أن يُقدم عملًا مناسبًا لجميع الأعمار، طفلًا صغيرًا أو شاب أو أسرة بأكملها، يمكنهم قِراءة مانغا One Piece (أو مُشاهدة الأنمي المأخوذ عنها) وستجدهم يضحكون ويبكون ويُصدمون، مَن منّا لم يحلم أن يجوب العالم ويخوض مغامرة العمر! ومن منا لا يحلم أن يعيش في عالمًا خياليًا تُشكل ملامحه جُزر ودول حول العالم وفوق السماء وأسفل أعماق البحار، كل منها بأجناس وعادات وأسرار مختلفة! ولكن أن يكون بطلك في هذا العالم قرصانًا ؟ لقد كانت مغامرة ومخاطرة مِن “أودا” أن يُقدِم على خطوة كتلك، خاصة وأن كثيرين من محبي “ون بيس” هم من الفئة العمرية الصغيرة، وربما أي كاتب تقليدي آخر كان سيُقدم بطل القصة كجندي من البحرية، يقاوم ويحارب خطر وشر القراصنة، ولكن هُنا “أودا” أراد أن يُقدم القراصنة في أغلبهم على الأقل كجانب البحث عن الحرية، التخلّص من كل القيود التي تمنعنا من التجوّل بحرية في هذا العالم وأن نعيش الحياة التي نريدها، لهذا كان لقصة “لوفي” ورفاقه نصيب كبير من القبول لدى القراء من مختلف الأعمار والأذواق، ولهذا أيضًا تمكنت مانغا One Piece من تجاوز حتى المارد الأكبر Dragon Ball في حجم المبيعات وبالتالي في حجم الشعبية، على الأقل داخل اليابان.
3 – Naruto
(250 مليون نسخة مُباعة حول العالم) في الولايات المتحدة ظهرت فكرة مجنونة باختراق القاعدة 51 الأمريكية لاعتقاد البعض أن بداخلها كائنات فضائية مخبّأة؟ ولكن ما سبب ذكر هذا الموضوع وما علاقته بحديثنا ؟ الإجابة ببساطة أن الطريقة التي قررت تلك المجموعة غزوْ تلك القاعدة بها هي بالركض بنفس هيئة وحركات أنمي “ناروتو” وشخصياته!! وقد قامت القنوات الإخبارية بتغطية الحدث والبحث وراء سر تلك الركضة غير المعتادة، حتى أن بعض تدريبات الجيش الأمريكي ناقشت الأمر وتم عرض لقطات من أنمي Naruto لتفسير الأمر! حكاية مجنونة بالطبع لكنها خير مثال ودليل على مدى الشعبية التي حظى بها “ناروتو “خارج اليابان، وبكل ثقة وبساطة يمكن القول أنه كان صاحب العرش خارج اليابان متفوقًا حتى على العملاق “ون بيس”، ويعود السبب في ذلك لكون الموضوع الأساسي لقصة “ناروتو” يتمحور حول النينجا، وهي فكرة معروفة لدى العالم أجمع وكثير منا ينبهر بفكرة الساموراي والنينجا الياباني، لذا وجد “ناروتو” قبولًا سريعًا لدى محبي المانغا والأنمي.
4- Detective Conan
(230 مليون نسخة مُباعة حول العالم) من بيْن الأسماء المذكورة سابقًا هنا، يمكن القول أن مانغا وأنمي المُحقق كونان هو الأقل وصولًا للولايات المتحدة والغرب في قائمتنا، لكنّه منتشر وذو شعبية طاغية في اليابان وآسيا وفي وطننا العربي، جميعنا وخصوصًا جيل التسعينيات يتذكر قناة “سبيس تون” وعرضها لحلقات الأنمي، وقد استمتعنا مع كونان وعبقريته في حل القضايا.
في النهاية فإن صناعة المانغا والأنمي هي صناعة مزدهرة، وستستمر لعقود من الزمان، وستأتي وتذهب أعمال تُثيرنا حماسنا بشعبيتها وقصصها الرائعة، ولكن ستظل دومًا هناك أعمدة بُنيت عليها شعبية تلك الصناعة، أعمدة مثّلت نقطة التحوّل والإنطلاق نحو الأمام…
في نِهاية مقالنا هل ترى أسبابًا آخرى لِنجاح وتفوق الأنمي خارج اليابان؟