ترفيه

أعظم 5 تحف معمارية بقيت شاهدة على عظمة الحضارة الرومانية.

الحضارة الرومانية، إحدى أعظم الحضارات البشرية، وأكثرها تأثيراً في مسير التاريخ الإنساني، بدأت من جمهورية صغيرة تحكم مدينة روما، ثم توسعت منها لتحكم عموم إيطاليا أولاً، ثم حوض البحر المتوسط كاملاً في أقصى فترات ازدهارها، وكما خلفت الإمبراطورية الرومانية الحضارة الإغريقية بالأرض والنفوذ، فقد خلفتها أيضاً بالنواحي الثقافية كنمط العمران، حيث شكلت استمراراً للحضارات الإغريقية والفارسية والمصرية في نواحي البناء الخارجية، بينما النواحي الداخلية فقد طورت وأضافت عليها الكثير من التحسينات، خصوصاً بعد اكتشاف العديد من تقنيات البناء كالإسمنت و الأقواس، والتي جعلت المستحيل ممكناً في عالم التصميم والعمارة.

Maison Carrée:

إحدى أجمل مباني الحقبة الرومانية، وأفضلها حالاً من ناحية عدم التأثر بعوامل الزمن، بنيت هذه التحفة المعمارية حوالي العام 16 قبل الميلاد في مدينة نيم الفرنسية، حيث بناها الجنرال الروماني ماركوس فيبانيوس تخليداً لذكرى ولديه اللذين ماتا في مرحلة الشباب، يرتفع البناء حوالي 15 متراً ويمتد لـ 26 متراً طولاً. تم تحويل البناء في مطلع القرن الرابع الميلادي إلى كنيسة مع تحول الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية، الأمر الذي أسهم في الحفاظ على الحالة الممتازة للبناء، وعدم إهماله وتعرضه لعوامل التآكل كحال العديد من المباني الرومانية الأخرى، في سنوات لاحقة تمّ تحويل البناء إلى مبنى بلدية ثم إسطبل ثم مخزن، أما في الوقت الحالي فقد تمّ استخدامه كمتحف للآثار.

قصر دقلديانوس:

البناء المذهل قام ببنائه الإمبراطور الشهير دقلديانوس تحضيراً لتقاعده في الأراضي التي تعرف اليوم بكرواتيا، وهو أول الأباطرة الرومان الذين تخلوا عن العرش بشكل طوعي. يمتد البناء 215 متراً من الشرق إلى الغرب، وترتفع جدرانه حوالي 26 متراً، تم بناء القصر في مرحلة كانت تشهد الإمبراطورية الرومانية فيه الانتقال من العصور القديمة إلى العصور الوسطى، الأمر الذي ساعد في تحويل مباني هذه المرحلة إلى كاتدرائيات مما أسهم في الحفاظ عليها في حالة مثالية لـ 1700 عاماً تالية.

مدرّج نيم:

بالعودة مرة أخرى إلى المدينة الفرنسية نيم، المدينة التي أولاها الإمبراطور أغسطس أهمية فائقة، حيث استعمر المدينة سنة 20 قبل الميلاد، وقام بتحويلها إلى مدينة من النمط الروماني، حيث كانت تمتاز بعدد من المباني الرومانية بديعة التصميم، جدار يحيط بها، والأهمّ؛ مدرّج عملاق في وسط المدينة للترفيه، اتّسع المدرج لحوالي 24 ألف متفرّجاً، وهو كبير لدرجة أنه خلال العصور الوسطى قام عدد من الأثرياء ببناء عدد من القصور المحصنة ضمن المدرج نفسه! في عام 1863 تمّ تحويل المدرج إلى ساحة لمصارعة الثيران، وهو الغرض الذي لا زال يستخدم له في بعض الأحيان حتى يومنا هذا.

البانثيون:

يعد البانثيون أكثر مبنى احتفظ بحالته الجيدة من العصر الروماني، المعبد الذي بني ليتميز عن باقي معابد روما القديمة التي كان كلّ منها يخصص لعبادة إله محدد، بينما كان البانثيون معبداً لجميع الآلهة الرومانية القديمة، تم إكمال بنائه عام 125  ميلادي في عهد الإمبراطور هادريان، أكثر ما يميز البناء بالإضافة إلى حالته الممتازة هو القبة العملاقة التي يملكها، والتي ما تزال إلى يومنا هذا تذهل المهندسين المعماريين، وتمثّل دليلاً على المهارة العالية التي امتاز بها المهندسون الرومان في ذلك العهد.

الكولوسيوم الروماني:

أعظم بناء قام الرومان بتشييده، والشاهد الأكبر على فنّ العمارة الرفيع الذي تميّزوا به، يمتلك البناء ميداناً أبعاده تصل إلى 189 متر طولاً، و159 متر عرضاً، واتّسع عند بنائه لـ 50 ألف متفرج يستطيعون الدخول إليه من 80 بوابة، ما جعله دون منازع أكبر مدرج بناه الإنسان لقرون عديدة تالية، بدأ بناء المدرج سنة 72 ميلادية وانتهى سنة 80 ميلادية. عند افتتاحه أقيم أعظم عرض في تاريخ الإمبراطورية الرومانية استمر لمدة 100 يوم لقي فيهم 5000 آلاف حيوان و 2000 مصارع حتفهم في نزالات استمرت حتى الموت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى