قد يصعب علينا في بعض الأحيان التمييز بين الحقيقة والخرافة، إذ إن كثيراً من الخرافات قد انتشرت بشكل كبير وترددت على أسماعنا عشرات المرات حتى أضحت بديهيات بالنسبة لنا، وقد ساهمت ثورة الإنترنت في العقدين الأخيرين تحديداً بانتشار كمّ مهول من الخرافات بين العامّة، فالإنترنت يمنح الجميع حقاً متساويا في طرح المعلومات ومشاركتها مع الآخرين، بالمقابل فقد ساعد الإنترنت على مكافحة الخرافة بشكل كبير، خصوصاً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك واليوتيوب وغيره.
في مقالنا اليوم سنشارك في عملية مكافحة الخرافات عبر الإنترنت، إليك خرافات لطالما اعتقدنا أنّها حقائق:
“الثيران تغضب عندما ترى اللون الأحمر”:
طالما ظننا أن مصارعي الثيران يستخدمون القماش الأحمر لاستفزاز الثيران للهجوم عليهم، في الواقع إن أكثر ما يثير غضب الثيران في الحلبة هو حركة القماشة السريعة، فالثيران حسب الدليل العلمي الأمريكي تعاني كما باقي أنواع الماشية من عمى الألوان في الطيفيين الأخضر والأحمر، بالإضافة إلى أن الألوان الزاهية تسهم في إغضابها.
“سمكة الزينة ذاكرتها 3 ثوانٍ فقط”:
يشاع عن سمك الزينة كونها تملك ذاكرة ضعيفة لا تتعدى بضع ثوانٍ، ألا أن هذه الكائنات المائية بديعة الألوان تملك ذاكرة أقوى بكثير، فحسب آخر الدراسات قد تصل ذاكرتها إلى حوالي 5 أشهر.
“نحن نستخدم فقط 10% من دماغنا”:
يعتقد الكثير من الناس أن البشر في حالتهم الطبيعية لا يستعملون إلا 10% من أدمغتهم، ربما يعود الفضل في انتشار هذه الخرافة بشكل جزئي إلى فيلم lucy 2014 الشهير، إلا إن الواقع يخالف ذلك تماماً، “نحن البشر نستخدم كل جزء في دماغنا، في الواقع فإن معظم الدماغ يكون نشطاً في جميع الأوقات” هذا ما قاله عالم الأعصاب باري غوردن في تصريح لصحيفة الأمريكي العلمي بهذا الخصوص.
“نحتاج يومياً إلى 8 أكواب من الماء”:
إذا كنت تعاني للوصول إلى كوبك الثامن يومياً من الماء فلا تقلق، فبحسب موقع مايو كلينيك الطبي الشهير فإن احتياجات الجسم للماء تختلف من فرد لآخر حسب عوامل عديدة، منها العمر والجنس ونمط التغذية ومقدار النشاط البدني، وخسارة الماء عن طريق التعرق أو الإطراح البولي، فمن غير الممكن تحديد مقدار ثابت لكل البشر على اختلاف أحوالهم، من الممكن أن تحتاج إلى أقل من 8 أكواب ومن الممكن أن تحتاج لأكثر من ذلك.
“إذا قمت بابتلاع العلكة فإنها ستبقى في جسمك لـ 7 سنوات”:
يظنّ البعض أن ابتلاع العلكة سيودي به لحملها في جسمه لـ 7 سنوات متواصلة حتى يتمكن جسمه من هضمها، إليك المفاجئة: جسمنا غير قادر بالأساس على هضم العلكة، ولكنّها بالمقابل لا تبقى عالقة في الجسم، بل إنّها تتحرك مع المواد المهضومة حتى تخرج في النهاية مع الفضلات، حسب موقع مايو كلينيك سابق الذكر.
“سور الصين العظيم هو البناء الوحيد من صنع الإنسان والذي يمكن رؤيته من الفضاء”:
ربما انتشرت هذه الشائعة للتهويل من حجم هذه العجيبة من عجائب العالم السبع، لكن الحقيقة تختلف قليلاً، فمن الارتفاع الذي يمكننا فيه تمييز السور (180 ميلاً)، لن يكون السور هو الشيء الوحيد القابل للرؤية، بل لن يكون الأسهل أيضاً، فمن الممكن رؤية الطرق السريعة، المطارات، السدود، والجسور، أما إذا ما ابتعدت أكثر من ذلك فلن يكون من الممكن تمييز السور بالعين البشرية المجردة، حسب ما أفاد موقع snopes المختص بمكافحة الخرافات.
“نابليون بونابرت كان قصير القامة”:
عندما يُذكر نابليون بونابرت فإن أول ما يخطر إلى بالنا غالباً هو رجل قصير القامة شديد العدوانية محنّك في القيادة العسكرية، في الواقع فإن نابليون بونابرت كان رجلاً ذا طول عادي، إذ كان طوله يبلغ 170 سانتيمتراً، ولم يكن قزماً كما كنّا نتخيل!