استيقظ! حان وقت الدوام! كثيراً ما نتمنّى ألّا نكون مضطرين للتعامل يومياً مع مشاكل الاستيقاظ صباحاً والتأخر عن العمل أو الدراسة، لذا فقد يخطر على بالنا في الكثير من الأحيان السؤال الآتي: ماذا لو كان بإمكاننا أن نتخلى عن النوم بشكل كامل وأن نتخلّص من كل المشاكل المتعلقة به؟ بل ونكسب أيضاً وقت النوم الذي يقدّر بقرابة 6-8 ساعات يومياً في الحالة الوسطية. في مقالنا اليوم، سنبحث في مدى إمكانية تطبيق الإنسان لهذا الحلم، حيث سنرى ما يقوله العلم بخصوص قدرة الإنسان على التخلي عن النوم، والآثار التي ستطرأ على بدنه في حال قرر الصيام بشكل كلّي عنه.
أهمية النوم في حياتنا
قد يبدو قضاء ثلث حياتنا في الفراش مغمضين أعيننا مضيعة كبيرة للوقت، لكنّه في الواقع أهمّ وقت لأجسامنا، فأثناء النوم يقوم الجسم بإفراز الكثير من الهرمونات، إصلاح الأنسجة المتضررة أثناء النهار، واستبدال خلايا الجسم القديمة بأخرى جديدة. على سبيل المثال، إذا قمت ببعض التمرينات في النادي أثناء نهارك، فسيكون تمرينك غير نافع إذا لم تنم بقدر كافٍ بعده، حيث يستغلّ جسمك فترة النوم ليقوم ببناء العضلات، وحرق الدهون.
ماذا سيحدث لو قررنا التوقف عن النوم بشكل كامل
فلنأخذ نظرة على المخطط الزمني لما بعد آخر دقيقة نوم صحيت منها:
خلال أول 24 ساعة:
عند اقتراب أول 24 ساعة من الحرمان من النوم من نهايتها، ستشعر بأنّك بأفضل حال، حرفياً بأفضل حال! السبب في ذلك أن الحرمان من النوم لمدة زمنية تقترب من 24 ساعة يفعّل مسلكاً عصبياً في الدماغ هو المسلك الطرفي الوسطي، والذي سيزيد من إفراز الدوبامين في الجسم، الأمر الذي سيجعلك تشعر بالفرح والنشاط، ولكن لا تجعل كل هذه السعادة تخدعك، فهي لن تدوم طويلاً!
بعد انقضاء أول 24 ساعة:
ستبدأ حركاتك بالتباطؤ شيئاً فشيئاً، كما ستشعر بالتعب الشديد، وتبدأ قدرة دماغك على التركيز بالانخفاض، الأمر الذي سيتظاهر عليك بكثرة النسيان، كما يجعل من يراك يعتقد بأنّك ثمل.
بعد 48 ساعة:
سيبدأ جسدك بـ “الانطفاء”، فهو لن يعود قادراً على استخدام مصدر الطاقة المفضل له (الغلوكوز) كما في الحالة الطبيعية، ما سيتركك دون طاقة كافية للقيام بالنشاطات اليومية. سيغدو لونك شاحباً، كما ستتلون عيناك باللون الأحمر، والأسوأ من كل ذلك؛ سيزيد ظهور تجاعيدك بشكل واضح.
بعد 72 ساعة:
هنا يبدأ المرح الحقيقي! مع مرور 3 أيام على حرمان جسدك من النوم العميق (طور حركة العين السريعة الـ REM) ستنتقل أحلامك إلى الواقع، وستبدأ بمشاهدة الهلاوس بمختلف أشكالها. سيقوم جسدك بهذه المرحلة بهدم البروتين لاستخدامه كمصدر للطاقة، ولذا فستبدأ عضلات جسمك بالضمور. العضلات ليست هي الوحيدة المستهدفة، فالجسم هنا يبحث عن أي مصدر للطاقة يمكن استخدامه، من بروتين وبقايا غلوكوز وأنسجة.
بعد أسبوعين:
سيضعف جهازك المناعي لدرجة كبيرة تجعل من الإنفلونزا الاعتيادية مرضاً قادراً على قتلك!
بعد 3 أسابيع:
ستموت في هذه المرحلة غالباً متأثراً بأزمة قلبية، ربما قد يساعدك وجود مخزون كبير من الدهون والبروتين في إطالة أمد حياتك لعدّة أيام، ولكن لا شيء مضمون!