لم تكن جين سبانجلر نجمة من نجوم الصفّ الأول في هوليوود، ولكنّها كانت تطمح لذلك، حيث كانت قد بدأت مسيرتها بتأدية أدوار مجموعة من الشخصيات الثانوية في عدد من الأفلام الهوليوودية، قبل أن تختفي في مساء السابع من أكتوبر من عام 1949، وذلك بعد خروجها من منزلها لمقابلة طليقها بخصوص موضوع دفعة من نفقة طفلتهما، فمن هي جين سبانجلر، وما هي ملابسات اختفائها؟ هذا ما سنعرفه في مقالنا لليوم.
جين سبانجلر: الطفولة والبدايات
ولدت جين سبانجلر عام 1923 في مدينة سياتل الأمريكية، وانتقلت أثناء سنوات طفولتها مع عائلتها إلى لوس أنجلوس التي درست الثانوية فيها، وتخرّجت منها سنة 1941. تزوّجت سبانجلر بعدها بعام من الثري الصناعي ديكستر بينر، ورزقوا بطلفة معاً عام 1944، قبل أن تؤول الخلافات المتكررة بينهما إلى الطلاق عام 1946. دخلت سبانجلر في حرب قضائية مع طليقها لحيازة حقّ حضانة طفلتهما، لتفودز سبانجلر في النهاية بالحضانة الكاملة للطفلة عام 1948. في الأعوام التي تلت طلاقها، عاشت جين سبانجلر في منزل أمها برفقة طفلتها كريستين، أخيها إدوارد، وزوجة أخيها صوفي، قبل أن تأتي الليلة المشؤومة التي خرجت فيها جين، ولم تعد من بعدها أبداً.
اختفاء جين سبانجلر
في مساء السابع من أكتوبر من عام 1949، كانت جين سبانجلر على موعد مع طليقها للنقاش بخصوص مال النفقة على ابنتهما، وكانت تنوي بعد ذلك التوجه إلى موقع تصوير ليلي للفيلم الذي كانت تعمل عليه حينها، حيث أخبرت زوجة شقيقها بهذه التفاصيل قبل أن تغادر المنزل في الخامسة والنصف مساء.
استيقظت زوجة شقيقها في اليوم التالي فلم تجد جين في المنزل، الأمر الذي أثار ريبتها بشكل كبير، فقامت على الفور بتقديم بلاغ شخص مفقود لشرطة مدينة لوس أنجلوس الأمريكية.
بدأت على الفور عمليات البحث والتحقيق، حيث قامت الشرطة باستجواب العاملين في موقع التصوير، والذين أكدوا أن سبانجلر كانت قد تغيبت عنه، كما أكّد زوجها في شهادته عدم حضورها للقائه في موعدهما.
العثور على حقيبة سبانجلر يخلق الكثير من التساؤلات
بعد حادثة الاختفاء بيومين، وبالتحديد في التاسع من أكتوبر من عام 1949، عثر أحد المتجولين في منتزه غريفيث بارك (الذي يبعد 8.9 كيلومتراً عن منزل المفقودة) على حقيبة يدوية، اتضح لاحقاً أنها تخصّ جين. تمّ العثور في الحقيبة التي تبين أنها تعرّضت لقوة شدّ شديدة تسببت في تمزق بعض أجزائها على رسالة مكتوبة بخط يد جين سبانجلر نفسها، كان محتواها: “كيرك، لا يمكنني الانتظار أكثر من ذلك، سأذهب لمقابلة الدكتور سكوت، من الأفضل أن أقوم بذلك في غياب والدتي.”
أثارت هذه الرسالة الكثير من التساؤلات، فقد تبين لاحقاً من أصدقاء الممثلة أنّها كانت حاملاً في الشهر الثالث، ولكنّها لم تخبر والدتها بذلك، أمّا كيرك المذكور في الرسالة، فقد دارت الشبهات حول كون الممثل المشهور كيرك دوغلاس هو المقصود فيها، خصوصاً وأنّه كان قد شارك بتمثيل فيلم رفقة سبانجلر منذ عدّة أشهر، ليخرج كيرك دوغلاس بتصريح أول بنفي أي معرفة شخصية بينه وبين جين، ثم يعود ويؤكّد على حدوث تواصل واحد بينها في موقع التصوير، ولكنّه كان تواصلاً محدوداً ولمرة واحدة.
تمّ إنشاء فريق للبحث مكون من 200 فرد من أفراد الشرطة والمتطوعين لتفتيش المنتزه الممتد على مساحة 16.62 كيلومتراً مربعاً، لكنّهم فشلوا في العثور على أيّ دليل آخر.
نظريات حول حادثة الاختفاء
خرجت بعد حادثة الاختفاء عدد من النظريات التي حاولت تفسير الأمر، أهمّها كانت قيام طليق جين سبانجلر بقتلها والتخلص من جثتها، خصوصاً مع الخلافات التي كانت تدور بينه وبينها بخصوص حضانة ابنتهما كريستين، حيث حاز حقّ الحضانة الكاملة بعد اختفاء جين، قبل أن ينزع منه مرة أخرى بسبب منع جدة الفتاة من رؤيتها، ليقوم بعد ذلك بالهرب رفقة ابنته إلى ولاية فلوريدا.
إحدى النظريات الأخرى التي انتشرت بشكل كبير حينها تورط سبانجلر مع شخصيات كبيرة في المافيا، خصوصاً وأنّها كانت قد سبق لها العمل قبل مسيرتها التمثيلية كراقصة في ملهى ليلي مملوك لعناصر من المافيا في مدينة لوس أنجلوس، ليخرج أهل الفتاة لاحقاً وينفوا أي ارتباط سابق أو حالي لها بعناصر المافيا بشكل قاطع.